روناهي/ قامشلو ـ
قليل من الأماني ولدت مع تقديم مشروع ينص على إقامة كأس العالم كل عامين، ولعل بعض المنتخبات، التي لم تصل لكأس العالم في تاريخها، ولو لمرة واحدة حتى الآن، كانت تتأمل بوصولها لكأس العالم، حال قيامه كل عامين، وزيادة عدد المنتخبات، التي ستشارك فيها، ولكن تلك الآمال والأحلام كلها تبخّرت، وذهبت مهبَّ الريح.
يبدو أن السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا قد تراجع عن دعمه للمشروع، الذي كان يطلب بإقامة كأس العالم كل عامين، والذي أثار جدلاً واسعاً حوله وقتها، ورغم التصريحات التي صدرت منه العام الماضي 2021، بمساندة الفكرة، والمشروع، غير إن السلوفيني ألكسندر سيفرين، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، قال: إن خطة الفرنسي أرسين فينغر بإقامة بطولة كأس العالم كل عامين كانت “مجرد هراء”.
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، رأى أنه من المنطقي التخلي عن تلك الفكرة.
إنفانتينو يتراجع
كان السويسري جياني إنفانتينو، رئيس الفيفا، قد أشار مؤخراً إلى أن الاتحاد الدولي أسقط المشروع، الذي أثار انتقادات شديدة من يويفا، واتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم (كونميبول) على وجه الخصوص.
وقال إنفانتينو: إن الفيفا لم يقترح مطلقاً تغيير نظام البطولة، التي تقام كل أربع سنوات، منذ النسخة الأولى للمونديال، التي استضافتها أوروغواي عام 1930م.
لكن كثيرين، كانوا ينظرون إلى إنفانتينو، على أنه كان أحد الداعمين لهذا المخطط، لا سيما بعد تصريحاته، التي أدلى بها في كانون الثاني الماضي، وأشار خلالها إلى أن إقامة المونديال كل عامين، من شأنه أن يوفر زخماً للمهاجرين الأفارقة، لتجنب العبور المحفوف بالمخاطر إلى أوروبا، ما يشير إلى أنه يمكنهم أن يتجنبوا “الموت في البحر”.
وأثارت تصريحات إنفانتينو انتقادات واسعة النطاق في ذلك الوقت من خلال دعمه للفكرة.
إسقاط المشروع
وقال رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) سيفرين في مؤتمر صحفي: “نحن سعداء، أن الفيفا أمر بعدم طرح مشروع إقامة نهائيات كأس العالم كل عامين للنقاش نهائيا”.
وأضاف سيفرين “لم يتم اقتراح هذا المشروع من جانب الفيفا بشكل رسمي، لكن الاتحاد الدولي أيده، من الجيد أنهم استمعوا إلى مجتمع كرة القدم”.
وأوضح رئيس يويفا “بالنسبة لي، من الجيد جدًا، أن هذا المشروع، الذي يعدّ مجرد هراء بعيداً عن الطاولة”.
وكان فينغر، المدير الفني السابق لفريق أرسنال الإنكليزي، الذي يشغل رئيساً للتنمية العالمية لكرة القدم في المنظمة الدولية الحاكمة للعبة، المدافع الرئيسي عن إجراء كأس العالم كل سنتين، حيث قام بالترويج لتلك الخطة على نطاق واسع قبل تصويت محتمل.
ونوه فينغر، الذي يعد مستشاراً مقرباً من رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، إن الوضع الحالي بإقامة كأس العالم كل أربع سنوات غير عادل فيما يتعلق باللاعبين، ويجب أن يكون التركيز على اللعب في “بطولات ذات قيمة”.
وفي العام المنصرم، قال المدرب الفرنسي السابق، في مقابلة مع شبكة “بي إن سبورتس: “إذا نظرت إلى الفرق في كأس العالم، يكون عادة متوسط الأعمار بين 27 و28 عاماً، ولهذا السبب وفي ظل إقامة كأس العالم كل أربع سنوات، تكون الفرص محدودة جداً في حصد اللقب مجدداً، لأنه عندما تأتي النسخة التالية من البطولة يكون متوسط الأعمار بين 32 و33؛ لذا فربما نكون في حاجة إلى تنظيم كأس العالم كل عامين”.
ويعتقد فينغر، الذي سبق له انتقاد دوري الأمم الأوروبية، أنه إلى جانب كأس العالم يجب أيضاً إقامة بطولة أوروبا كل عامين.
وقال فينغر “استبعدوا باقي المسابقات، يجب تنظيم البطولات ذات القيمة، واستبعاد المسابقات الموازية كلها خارج اللعبة، يجب أن يدرك الناس الأشياء المهمة، وخوض مباريات ذات معنى فقط”.
واعتقد المدرب الفرنسي أيضاً، أنه يجب تقليص عدد مرات التوقف الدولي لخوض مباريات خلال موسم البطولات المحلية.
وقال فينغر: “أود التفكير في أنه من بين الحلول أن نتناقش في ضغط مباريات التصفيات، فبدل إقامتها في عدة أشهر، يمكن إعادة تنظيمها، وإقامتها كلها بشكل مجمع في شهر واحد، أو شهرين، حتى يكون بوسع اللاعبين على الأقل تخصيص وقت اللعب مع الأندية”.
وقال مدرب أرسنال السابق فينغر “لا أستبعد الأمر نهائياً، لكنني أريد ترك بصمة في تطوير الأكاديمية، ومركز الأبحاث في زيورخ، والمساهمة، لكي تكون كرة القدم خارج أوروبا وداخلها أيضاً في حال أفضل، ويجب ألا ننسى أيضاً نمو كرة القدم النسائية، وهي في حاجة للكثير من الدعم”.
وزعم إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” في العام الماضي، أن التعديلات المقترحة ستحقق عوائد مالية كبيرة، إذا تمت الموافقة عليها، مع زيادة قدرها 4ر4 مليار دولار في أول دورة، مدتها أربع سنوات من التقويم الدولي الجديد، التي قد ترتفع إلى 6ر6 مليار دولار، إذا قام كل اتحاد أيضا بتحويل البطولات الإقليمية، لتصبح كل سنتين.
وعارض وقتها أيضاً سيفرين وذكر: “فيما يتعلق بالبطولات الجديدة، لا أعتقد أن هناك كثيراً من الوقت لمسابقات جديدة، لكن دعونا نتحدث عنها، ونرى، ففي الوقت الحالي، لم نناقش ذلك”.
وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” قد أيد مقترحاً سعودياً قُدِّم العام المنصرم بإقامة كأس العالم لكرة القدم للرجال، وكأس العالم لكرة القدم للنساء كل عامين، بدلاً من النظام المعمول به حالياً بإقامة المونديال، كل أربعة أعوام مرة.
ووصف وقتها جياني إنفانتينو الاقتراح السعودي: بأنه “بليغ ومفصل”، حيث صوت 166 اتحاداً محلياً لصالحه، مقابل 22 صوتاً ضده.
وقال إنفانتينو: إن الدراسة ستبحث أنظمة التصفيات المؤهلة للبطولات.
ومع انتشار الخبر كانت الغالبية موافقة على هذا المقترح، وبأنه أفضل من الانتظار لمدة أربعة أعوام، وأكد البعض، أن المنتخبات التي لم تتأهل لكأس قد تتأهل، وهم يتأملون بتغيير طريقة التأهل عبر التصفيات، التي تقام للقارات المختلفة في العالم.