سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قيادي في حملة تحرير الرقة: المحاكمة الدولية لمعتقلي داعش ضرورة ملحة لإنهائه

قامشلو/ بيريفان خليل ـ

في الذكرى السادسة لتحرير الرقة، بيّن الرئيس المشترك للمجلس العسكري بإقليم الفرات فرحان العسكر، بأن مساعيهم لإنهاء مرتزقة داعش وخلاياه مستمرة، وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي بمحاكمتهم وفق القانون الدولي المختص.
أطلقت قوات سوريا الديمقراطية حملة لتحرير الرقة وريفها تحت اسم (غضب الفرات) في السادس من تشرين الثاني 2016، بمشاركة ثلاثين ألف مقاتل من شعوب المنطقة، فأعلنت تحريرها رسمياً في العشرين من تشرين الأول 2017.
أهمية الحملة والتحديات التي واجهتها
وبمرور ست سنوات على التحرير، التقت صحيفتنا الرئيس المشترك للمجلس العسكري لإقليم الفرات، فرحان العسكر، الذي شارك في الحملة، وكان شاهداً على الملاحم البطولية التي حققتها “قسد” وأدت في النهاية لتحرير ما سميت بعاصمة الخلافة من المرتزقة.
وكانت لحملة غضب الفرات، أهمية كبيرة في تخليص شعوب المنطقة من براثن مرتزقة داعش، في الرقة، التي كانت تعد عاصمة داعش، وحول ذلك، تطرق العسكر في بداية حديثه لأهمية هذه الخطوة في تلك الفترة، وأفاد في حديثه، بأنه في أواخر عام 2016 تم دراسة الحملة لتحرير ريف الرقة، ومن ثم المدينة، التي كانت تعدُّ عاصمة لداعش، وذلك لتخليص أهالي المنطقة من المرتزقة وأفكارهم المتطرفة، والمتشددة والمشوهة للدين الإسلامي والأمة الإسلامية، مبيناً بأن الرقة، كانت أكبر معاقل داعش في سوريا.
وواجهت قوات سوريا الديمقراطية بعض الصعوبات ضمن حملة غضب الفرات، الأمر الذي أطال مدة الحملة وتحرير المدينة، بهذا الخصوص قال العسكر: “استخدمت داعش المدنيين دروعا لها أثناء المعارك، لحمايتهم من ضربات مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية، لكننا وللحفاظ على أرواح المدنيين أثناء الحملة؛ فقد قمنا بفتح ممرات آمنة، لخروج المدنيين من مناطق الصراع والخطر، لأن قوات سوريا الديمقراطية تتخذ القوانين الدولية في الحروب أساساً عملياً لها”.
ولفت العسكر إلى أهمية التلاحم بين المقاتلين من شعوب المنطقة من كرد، وعرب، وسريان، وغيرهم، الذين شاركوا في حملة التحرير، وهزيمة مرتزقة داعش، تلك المرتزقة التي لم تفرق بين عربي أو كردي في القتل والترهيب”.
المشاركة الفعالة والحقيقية للمرأة في عملية التحرير
أبدت وحدات حماية المرأة مشاركة فعالة، ضمن حملة غضب الفرات، كما غيرها من حملات التحرير، على مستوى شمال وشرق سوريا، وكانت إرادتها القوية مصدر خوف لدى المرتزقة، واستشهد الرئيس المشترك للمجلس العسكري في إقليم الفرات، في حديثه عن هذا الأمر: إن “مرتزقة داعش وبعقيدتهم التي وصفها بـ “المجنونة” كانوا يعتقدون بأن كل مرتزق يقتل على يد مقاتلة لا يدخل الجنة، لذا كان الخوف يتملكهم لدى رؤية المقاتلات، وكانوا يتغاضون عن الأنظار”.
وسلط العسكر الضوء على الدفع القوي الذي استمدوه من أهالي المنطقة: “كانت ابتسامة الأهالي واستقبالهم لنا يمنحنا دافعاً قوياً، وكان يزيد ثقتنا بأنفسنا، ويدفعنا للإصرار على تحرير المدينة، حتى لو كلف ذلك أرواحنا”.
ووصف العسكر، فرحة الأهالي لا توصف لدى تحرير الرقة وريفها والإعلان عنها رسمياً: “كانت الفرحة كبيرة لنا نحن، المقاتلين، ولا يمكن وصفها، وكانت فرحة الأهالي كبيرة بانتصارنا على المرتزقة، لأنهم تخلصوا من الظلم والاستبداد، والظلام والسواد والإرهاب، وكانت الفرحة عارمة حيث تم استقبالنا بمشاعر جياشة، وقبول كبير”.
محاكمة دولية لداعش هدف أساسي
على الرغم من هزيمة مرتزقة داعش جغرافياً وعسكرياً في آخر معاقلها، وتحرير المنطقة من رجسهم على يد قوات سوريا الديمقراطية، التي دافعت عن العالم أجمع في مواجهة مرتزقة داعش، إلا أن خطرها لا زال قائماً، لذا تستمر قوات سوريا الديمقراطية بمهمتها الإنسانية والعسكرية في مواجهة هذا الخطر، وعمليات التعقب والتمشيط في المنطقة مستمرة، لتخليص الأهالي من خطر الفكر المتطرف والخلايا النائمة.
 وإلى جانب ذلك، أقرت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا في حزيران المنصرم، بمحاكمة مرتزقة داعش محاكمة علنية، وشفافة بعد تغافل المجتمع الدولي، والدول التي لها رعايا ضمن صفوف مرتزقة داعش في سجون الإدارة الذاتية، وذلك إحقاقاً للحق وإنصافاً للضحايا، وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية، وتعليقاً على هذا الموضوع أوضح العسكر: “كان هناك مرتزقة من الكثير من الدول العربية والأجنبية ضمن صفوف مرتزقة داعش، لذلك نطالب المجتمع الدولي إقامة محكمة دولية لمحاكمة مرتزقة داعش على الجرائم، التي ارتكبتها، وأن تقوم كل دولة باستلام رعاياه وتقاضيهم لدى الجهات المختصة لديها”.
واختتم الرئيس المشترك للمجلس العسكري في إقليم الفرات، فرحان العسكر، حديثه بمباركة مرور ست سنوات على تحرير الرقة وريفها على الأهالي، وعاهد أبناء المنطقة بالسير على درب الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتخليص المنطقة، والعالم أجمع من مرتزقة داعش، مشدداً على ردع مرتزقة داعش وإفشال مخططاتهم التخريبية، داعياً أهالي المنطقة إلى التفافهم تحت قيادة قوات سوريا الديمقراطية، لتحقيق كل ما هو مطلوب.