سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قلعة السكرة في الحسكة.. معلم أثري وبقايا تاريخ أيوبي

قامشلو/ دعاء يوسف ـ قلعة “سكرة” تحكي تاريخ حضارة سادت البلاد في حقبة زمنية، ولا تزال آثارها باقية تخبر الأجيال أن التاريخ مرَّ من هنا من بين طيات جبل كزوان “عبد العزيز”، حيث يطل من بقايا آثارها التاريخ الأيوبي، فبقيت صامده لتكون عين الدولة الأيوبية على الممر الوحيد في هذا الجبل.

قلعة السكرة حامية عسكرية صغيرة تتوضع فوق أحد السلاسل العالية من جبل كزوان، التي تقع جنوب غرب الحسكة وتبعد عن الحسكة ما يقارب 35 كم، ويتم الوصول إليها عن طريق الحسكة – مغلوجة الذي يمر بمحاذاة وأسفل المرتفع الذي تتوضع عليه آثار وبقايا هذه القلعة، ويبلغ ارتفاع القلعة عن السهول المحيطة بها قرابة 300 متر.

وهي قلعة أثرية تعود إلى العهدين الأيوبي والمملوكي، وقد شُيِّدت لغرض عسكري بحت، وظهر ذلك جلياً من خلال الطراز المعماري للقلعة والكسر الفخارية المنتشرة على سطح الموقع، فشكلها العام يوحي بأنها كانت قلعة دفاعية، وكان دورها على الأغلب نقطة للحماية والإمداد للجيوش الإسلامية.

بنية القلعة المعمارية

فعند صعودك الدرج المؤدي إلى القلعة وبعد أن تعبر البرجين الأول والثاني، تصادفك أبراج وجدران مبنية من الحجر الكلسي تتراوح إبعاد المداميك المبنية من 20-40 سم وهي غير منتظمة، وما يشاهد في القلعة بقايا لأربع أبراج، ويظهر ضمن أحد الأبراج قبة مزخرفة من الداخل بزخارف هندسية جصية ذات نمط إسلامي، وذلك في الطابق الأرضي للبرج الثاني، وتظهر بقايا آثار لثلاثة أبراج أخرى منهارة كليا لا يظهر منها سوى أساسات غير واضحة المعالم، وإن الجدران والبدنات للقلعة متهدمة بشكل كامل، فتشاهد فقط أساساتها.

وضمن مساحتها التي تبلغ 150× 80 م2، تكشف عن باحة صخرية فيها خمسة آبار دائرية بعمق من ثلاثة إلى ثمانية أمتار منحوتة في الجنوب الشرقي للباحة الصخرية، وقد وضعت عليها الشباك لمنع سقوط الزوار فيها.

وتطل على سلسلة جبال كزوان إذ أن الغرض الرئيسي من إنشائها كان لمراقبة السهل الشمالي للجبل، والتحكم بالممر الجبلي الذي يقسم الجبل من الشمال إلى الجنوب، وهذا الممر على ما يبدو كان صلة الوصل بين السهل الشمالي والسهل الجنوبي.

أعمال الترميم

وخضعت القلعة لأعمال ترميم في حزيران 2009، وقد تركزت تلك الأعمال على تدعيم أساسات الأبراج الثاني والثالث والرابع، ووضع شبك حديدي لتغطية الآبار الموجودة في باحة القلعة، والقيام بعملية تشجير حول التل الذي ترتكز عليه القلعة، إضافةً إلى بناء درج من أسفل التل للوصول إلى القلعة بسهولة.

وعرفت القلعة على مرِّ السنوات المنصرمة كمكان للترويح عن النفس لسكان المنطقة، الذين دأبوا على ارتياد الموقع، إلا أنها هُمشت في العقد الأخير إذ لم تشهد أي حالة ترميم مما تسبب لتعرض أجزاء من الأبراج الأربعة والسور وآبار القلعة للدمار والأضرار جراء العوامل الجوية، وتمركز المجموعات المرتزقة التي تعاقبت على تخريبها.

وحفاظاً على هذا المعلم الأثري والتاريخي، عملت هيئة السياحة والآثار التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الجزيرة على ترميمها في عام 2018.