قلة الإحماء قبل المباراة السبب الأكبر للإصابة…

روناهي / قامشلو ـ تدخل الكثير من الأندية بإقليم الجزيرة المباريات بعملية إحماء لا تفي بالمطلوب، ومنها الإحماء الذي لا تتجاوز الخمس دقائق مدته، ولذلك نرى إن الإصابات كثرت بين اللاعبين، وخاصةً هذا الموسم لكرة القدم 2021 ـ 2022، حيث شهدنا  في الكثير من المباريات سقوط اللاعبين مع بداية المباراة ومرور عدة دقائق، طبعاً ليس بداعي التمثيل بل منهم لقلة الإحماء، ومنهم بسبب إصابات سابقة.

وتعتبر عملية الإحماء من الشروط الأساسية لحماية اللاعبين من خطر الإصابة وتختلف عملية الإحماء لدى الأندية في الإقليم الجزيرة من نادٍ إلى آخر، وبحسب الإمكانيات المتوفرة منها فمثلاً هناك نادي يلعب بعشرة لاعبين ويعاني من نقص اكتمال التشكيلة الأساسية، فسرعان ما يصل اللاعب إلى أرض الملعب مع بدء المباراة ليغير ثيابه على الفور وبدون إحماء ينزل للمعلب فقط لاكتمال العدد، وهذا الأمر يحصل لأن النادي لا يمضي على عقود مالية مع لاعبيه، ويفتقر للإمكانيات المادية، لأنه لا يمتلك القدرة المالية مثل نوادي أخرى، وهذا الأمر بغير مكانه فمهما كانت الأوضاع فلا يجوز التغاضي عن قاعدة الإحماء قبل المباراة.

في المقابل هناك أندية تركز على عملية الإحماء ولأنها تمتلك مدربين لديهم الخبرة الجيدة، والمعرفة بأنه بدون الإحماء الصحيح فاللاعب عرضة للإصابة في أية لحظة بالمباراة، طبعاً جلب مدرب ذو خبرة بات مكلفاً للأندية بسبب الارتفاع في أسعار العقود التي يتم إمضائها من قبل المدربين وحتى اللاعبين.

 وركز القائمين على دورة ((ROJ..C، للمدربين والتي أُقيمت في العام الماضي على قضية الإحماء والطرق الصحيحة التي يُتطلب تنفيذها من اللاعبين، والحركات التي تفيد في الإحماء والتي تنعكس سلباً على جسمه.

أهمية الإحماء

أن تغاضي المدرب عن أهمية الإحماء لا يعني أن يتناسى ذلك اللاعب أيضاً، لذلك يُتطلب من اللاعبين عدم الاستهتار بقضية قلة الإحماء فهو في النهاية الخاسر الأكبر، فقد يضيع مستقبله بسبب الإصابة، لذلك يجب تكاتف الجميع بالقيام بمران وإحماء حقيقي قبل المباراة وليس كما يُقال بالعامية “هات أيدك وألحقني”.

ويتم الإحماء قبل المباريات الرسمية أو التمارين فقط، بل يجب أن يتعود اللاعب ويعرف أن الإحماء يجب أن يتم قبل أداء أي مجهود رياضي، فما المقصود بالإحماء؟ هو إعداد وتهيئة العضلات والأجهزة الحيوية في الجسم بتمرينات وأنشطة متدرجة في الشدة قبل أداء أي نشاط بدني، وذلك لتدفئة العضلات وتهيئة الدورة الدموية لاستقبال والتعامل مع الحركات العنيفة التي تحدث أثناء التدريب أو أداء المباراة.

 ويُتطلب أن يتم ذلك بتدرج ويصبح على درجة كبيرة من الأهمية في النشاط الإنساني برمته، حتى في الأمور الذهنية والبدنية، وكل عمل ناجح لا بد أن يتدرج صاحبه فيه ويصعد السلم درجة درجة، والإحماء قبل ممارسة أي نشاط بدني مثلاً يجب أن يتم بهذا التدرج حتى لا تأتي النتائج عكسية، ضرورة الإحماء: الجهد الكبير الذي يقع على عضلات اللاعب عند تنفيذ المجهود البدني يتطلب استخدام كمية إضافية من الأوكسجين، وهذا يأتي بتنظيم عملية التنفس وزيادة سرعته، وكذلك سرعة الدورة الدموية، إن زيادة الجهد البدني وحركات الجسم تسير جنباً إلى جنب مع زيادة عملية التمثيل الغذائي للجسم، وتكيف أجهزة الجسم نفسها تبعاً للظروف الخارجية التي تتصل بحركات اللاعب ومجهوده.

ولذلك كان من الواجب أن يتدرج اللاعب في بذل الجهد والحركة حتى تتمكن أجهزة الجسم الداخلية بدورها من التدرج في أداء وظائفها لتساير جهد اللاعب وحركته، وعندما تكون طاقة أجهزة الجسم في أداء وظائفها محدودة، فإنه يجب ألا تزيد الحركات والمجهود عن معدل هذه الطاقة حتى لا تحدث نتائج عكسية وأضرار صحية وبدنية.

التنفيذ الصحيح مطلوب

ويتطلب أن تكون عملية الإحماء فعالة ونبتعد من خلالها عن جعل اللاعب متعباً ومرهقاً لأن هذا قد يؤدي إلى فقدان الرغبة والاستمرارية في أداء الوحدة التدريبية أو المباراة بقوة الأداء نفسها، إن الإحماء قبل أداء المباريات الرسمية يأخذ حيزاً كبيراً من الأهمية، فتهيئة العضلات لممارسة النشاط الرياضي وأداء المباريات يساعد على قيام الجسم بالأعباء دون مخاطر حدوث الإصابة، وتزداد أهمية الإحماء كلما دخل اللاعب في جو المباريات التنافسية التي تتطلب مجهوداً بدنياً ونفسياً أكبر لأنه قد يصاب اللاعب بحالة غريبة من التعب المصاحب لانخفاض في الأداء وانخفاض في التركيز وتزايد حدة التوتر في الملعب وظهور واضح في الارتباك وعدم الثقة في تصرفات زملائه اللاعبين، الأمر الذي يؤدي إلى تزايد أشكال التعبير باليدين أو الوجه مع ثورة من الانفعال الشديد، وبالتالي ينعكس كل ذلك على مستوى أداء اللاعب والفريق نتيجة لعدم جاهزيته بالإحماء الصحيح لأداء المباريات لأن اللاعب يتعرض إلى العديد من النواحي الانفعالية والنفسية التي تتعلق بقلقه وخوفه وتوتره الدائم، ولتحقيق أداء متفوق لأي رياضي وخاصةً لاعب كرة القدم لابد أن يحصل على التهيئة المثالية من النواحي البدنية والنفسية والانفعالية والتي يمكن عن طريق تنظيمها بشكل مقنن أن تساعد في أداء مثالي آمن من شر الإصابات.

إن قلة الثقافة الكروية والتدريبية لدى الكثير من المدربين ومثلهم اللاعبين الذين ليس لديهم  الاطلاع الكافي على أهمية الإحماء، تصل بنا إلى ما نصل إليه الآن من تعرض اللاعبين للإصابة بشكلٍ مستمر، وحتى منهم أُجبر إلى ترك لعبة كرة القدم في سن مبكر بسبب هذه الإصابة، وخاصةً في الوقت الحالي، فالإصابات تكون مكلفة مادياً أثناء تلقي العلاج وليس كل النوادي واللاعبين وعوائلهم قادرين لسد تكاليفها، ويأتي هذا رغم دخول مركز الطب الحديث الذي افتُتح مؤخراً في مدينة قامشلو على الخط وأسعاره مقبولة ولكن من الأفضل الالتزام بعملية إحماء تقي وتحمي اللاعب من الإصابة قدر الإمكان في المباراة، ويكن الحل الأفضل من باقي الحلول الأخرى.