جل آغا/ أمل محمد-
احترف مهنة الخياطة بعمر صغير، وتحدى واقعه الذي وجد فيه الكثير من العقبات، أنه الخياط جابر حسين الرجل الأربعيني الذي اتجه إلى حِرفة الخياطة في العاشرة من عمره، ليكون بذلك أصغر شخص يبدأ بمشروعه الخاص بعمر الخامسة عشرة، ليغدو اليوم أمهر خياط في عموم منطقة كركي لكي وبحصيلة خمسة وعشرين عاماً من مزاولة المهنة.
تحدي الواقع والكفاح في مواجهة الحياة
في كركي لكي التابعة لمقاطعة قامشلو يبدأ الخياط جابر حسين يومه بالتفصيل والخياطة بين ماكينة الخياطة والحبكة، قصة احترافه للمهنة تختلف عن غيرها، لأنه بدأ بمزاولتها منذ الصف الخامس الابتدائي وللحديث أكثر عن بداية مشواره المهني حدّثنا قائلاً: “حينما كنت في المرحلة الابتدائية كان القانون آنذاك يمنع السكان غير المواطنين “الأجانب” من التوظيف والعمل في المؤسسات الحكومية، لم نكن نمتلك الجنسية حينها فكان حلم الدراسة مستحيلاً آنذاك، ومن هذه النقطة تركت مقاعد الدراسة لأبحثُ عن مهنتي المستقبلية”.
التنقل بين مهنة وأخرى ليجد ضالة روحه
توجه حسين إلى مهنة الحدادة لكنه لم يستمر فيها لأنها كانت بعيدة عنه تماماً لا تشبهه البتة كما وصفها، ومن ثم رغب في تعلم الخياطة “منذ يومي الأول سحرتني هذه المهنة وجذبتني إليها، حينها تأكدت بأنَّ هذا ما أصبو إليه ووجدت ضالتي التي أبحث عنها”.
تعلّم حسين أساسيات العمل وشروطه خلال عاماً واحد فقط، بدأ بالخياطة الرجالية تحت إشراف معلمه محمد شفا، كما خضع لعدة دورات تدريبية غيرها في دمشق ليحترف هذه المهنة بعمر الخامسة عشرة.
افتتح حسين أول محل له ليكون ثاني محل للخياطة في كركي لكي حينها وعن شعوره بتفصيل وخياطة أول قطعة دون إشراف أحد قال: “أول قطعة قمت بتفصيلها كانت عبارة عن ثوب الزبون العربي، وأخطأت فيها كونها أول تجربة لي بعد أن قمت بفتح محلي الخاص ويقول ضاحكاً:” اضطررت لإعادة النقود لصاحبته وكانت هذه أول تجربة فاشلة لي وآخرها”.