سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

قريباً دورة بحثية للدراسات والأبحاث في منبج

روناهي/ منبج – انتشرت في مناطق شمال وشرق سوريا الكثير من المراكز البحثية للدراسات والأبحاث، بما فيها مدينة منبج، ومنها؛ “المركز السوري للدراسات والحوار”، الذي نشأ من قِبل عدد من الأعضاء الذين جمعهم الحب في البحث عن الحقيقة، ليقيم العديد من النشاطات والفعاليات، ومن ضمنها إقامة دورة بحثية في هذا المجال.

تلعب الدراسات البحثية التي تقام في عدد من الدول العالمية دوراً كبيراً في تحديد وجهة المواضيع المختلفة ذات تأثير بعيد على المجتمع، وأيضاً البحث في الحيثيات التي من أجلها انبثقت ووجدت طريقها في التفكير الإنسانيّ. هذا التفكير لم يبقَ جامداً متفرجاً إزاء ما تلقيه تبعاتها وآثارها بل وجد أيضاً من الضروري البحث في أبعادها وظروفها وأشكالها التي أنتجتها للوجود، ومن ثم أيضاً تحديد نتائجها المترتبة على ذلك، وأخيراً تحديد أولوياتها الهامة. وبناءً على هذه الدراسات يحدد مركز صنع القرار الدولي من قبل حكومات تلك الدول.

وبهذا الخصوص؛ أجرت صحيفتنا “روناهي”؛ حواراً مع عضو هيئة التحرير في المركز السوري للدراسات والحوار في مدينة منبج، أ.د أحمد المثنى أبو شكير؛ ليحدثنا حول المركز ونشاطاته وإسهاماته كافةً، وعن الدورة المزمع إقامتها حالياً.

ـ هل تحدثنا بنبذة عن المركز السوريّ للدّراسات والحوار ونشاطاته؟

يعد المركز السّوريّ للدراسات والحوار من مؤسسات المجتمع المدني التي تعمل في منطقة شمال وشرق سوريا، وينشط في ميدان البحث العلميّ والدراسات والحوار. نشأ المركز السوري للدراسات والحوار في مدينة منبج في عام 2018، وله عدّة فروع واعدة في شمال وشرق سوريا، وهو مؤسسة مستقلة غير ربحيّة من مؤسسات المجتمع المدنيّ، يعمل في الحقل السياسيّ والاجتماعيّ والفكريّ، يبني أولوياته على الموضوعات المتعلقة بالشأنِ السّوريّ، والشرق أوسطيّ عموماً، وينطلق من هذه الأولويات في مدّ جسورِ التواصلِ والحوار بين أركان المجتمع السّوريّ بمختلف شعوبه، وإيصال صوته للمحيط الخارجيّ القريب والبعيد، ودعم هذه التّوجّهات عبر دراساتٍ تأصيليّة مُحكَّمة توسّع الفضاءات المعرفية المجتمعيّة، وتسعى إلى إنشاءِ بنية بحثيةٍ متينة تضبط حالة التشرذم والتواضع في المجال البحثيّ، ولا سيّما الأكاديميّ منه. ويسعى المركز من خلال تأسيسه إلى تفعيل آلية الحوار الفاعل، ودعمه بأرضية صلبة من الدراسات والأبحاث لخلق أجواء إيجابية للتقارب والاندماج، وهو ما يطمح المركز السوريّ للدّراسات والحوار إلى إنجازه ودعمه بالسبل كافةً. ويُمارِسُ المركزُ نشاطاته المتنوّعة في مجال البحث والدّراسات، والنّدوات الفاعلة التي ترفد المجتمع بالحلول اللازمة.

ما أهم الدراسات التي تم نشرها من قِبلكم، وماذا عن الدورة المزمع إقامتها؟

يعمل المركز على نشر العديد من الأبحاث والدّراسات بشكل دوريّ، وهي دراسات نوعيّة في المجالات الاجتماعيّة والسياسية والتربوية والثقافية والمجتمعيّة ممّا يضيق بذكره هذا المقام، حيثُ يقوم المركز بتوثيق دراساته ونشاطاته عبر موقعه الإلكترونيّ، وصفحاته وقنواته عبر مواقع التواصل الاجتماعي. وتقام هذه الدورة تحت رعاية المركز السوّريّ للدّراسات والحوار، وهو من مؤسسات المجتمع المدنيّ، ويُشرفُ على هذه الدورة، ويُحاضرُ فيها خبراءُ تابعون للمركز.

ـ ما الأهداف من وراء إقامة هذه الدورة، وكم المدة المتعينة لها أيضاً؟

الهدف المأمول من هذه الدورة هو إعداد نخبة من الباحثين الشبّان القادرين على إعداد وإنجاز البحوث والدّراسات العلمية النّوعيّة ضمن شروط وأصول البحث العلمي، وذلك لرفد المركز بدراسات وأبحاث ذات جودة في إطار اهتماماته. ويُمثِّلُ إعداد هؤلاء الباحثين رافداً للحركة العلميّة والثّقافيّة في المجتمع، ورافداً للمركز الذي يسعى لإنتاج بحوث نوعيّة في عناوينها وموضوعاتها. والدورة ستمتدّ في هذه المرحلة على مدى أيام، وضمن ساعات تدريبية متنوعة في الجانب النّظريّ، ثمّ بعد انتقاء العناوين تبدأ المرحلة العمليّة، وهي مرحلة مديدة يعمل فيها الباحث بالعنوان الذي اختاره تحت إشراف ومتابعة المركز السّوريّ للدّراسات والحوار.

 ـ هل العدد مفتوح لقبول كافة الراغبين بالاستفادة من إقامة مثل هذه الدورة؟

تمّ الإعلان لجميع الباحثين الراغبين في الانضمام، حيث سيخضع المتقدمون لمقابلة من قبل لجنة علمية متخصّصة تنتقي منهم مجموعات محدّدة، ثمّ توزيعهم على دورات متلاحقة تتناسب مع الوقت والمكان، حيث يحرص المركز على جودة هذه الدورات، والقبول بحدود العشرين باحثاً في كلّ دورة، على أنْ تبقى هذه الدوراتُ مستمرة لتقديم الفائدة لجميع الباحثين الراغبين بالتّعلُّم.

ـ ما هو برنامج الدورة من حيث الدروس والمناهج وغيرها؟

سيشمل برنامج الدّورة منهجية البحث البدائي (السيمينار) ، ثمّ عملية جمع المادة العلميّة وتصفيتها وتنتيجها وتنقيحها وتحريرها وصقلها، وصولاً إلى تنضيدها ضمن بطاقات جاهزة. ثمّ بعد ذلك تأتي مرحلة إنجاز البحث أو الدّراسة، وتحويلها من مادة خام إلى مادة أساسية من خلال إنجازها في شكلِها النّهائي عبر أبواب وفصول. ويشمل برنامج الدورة كذلك تعلُّم التوثيق الأوّلي والنهائي للمصادر والمراجع، وتعلّم بطاقات المهارات الخاصّة بجمع المادة. وبعد إنجاز الجانب النظريّ يتم منح الباحثين أياماً لاختيار عناوين من ضمن اهتمامات المركز، ثم إعداد خطة سيمينار، ومنْ يُقبَلُ سيميناره سوف يتمّ اعتماد عنوانه، ويُعطى الضوء الأخضر للبدء بالدّراسةِ.

ـ ماذا يُفترضُ بعد الانتهاء من الدورة بالنسبةِ لهؤلاء الباحثين؟

بما أنّ الباحثين الذين تمّ قبولهم في الدورة قد خضعوا مسبقاً لمقابلة من قبل لجنة علمية مختصّة، فمن المفترض أنْ يكونوا من خاماتٍ جيدة، وسيكون الهدف الاستراتيجيّ من هذه الدورة هو تأهيل باحثين قادرين على إنجاز الدراسات والبحوث وفق الأسس العلميّة الأكاديميّة المُعتمدَة في البحث العلميّ، وليس مجرد حضور الدورة، لذا سينصبُّ اهتمام المركز على الباحثين الذين سيستمرّون بعد الدورة في تنفيذ الهدف من هذه الدورة وهو إنجاز الدراسات والبحوث النوعيّة. وأحب تقديم الشكر لجهود المركز السّوريّ في تطوير العمل، وتنشيط الحركة العلميّة. والشكر موصول لكم على اهتمامكم الدائم في النشاطات العلمية والثقافية التي تخدم المجتمع، وترصد عطاءه الفكريّ.

حوار/ آزاد كردي