عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
رحّب مزارعو القطن بمقاطعة تل أبيض/ كري سبي بقرار التسعيرة الصادر من قبل الإدارة الذاتية للمحصول مع بدء جنيه لهذا العام… مطالبين بإيجاد آليات معيّنة لضبط أسعاره بموجبها منعاً لاستغلال التجار وفي ظل عدم وجود آلية لاستقبال الموسم من قبلها.
وأصدرت الإدارة الذاتية القرار رقم (12) الصادر بناءً على الاجتماع المُنعقد بين الهيئة الرئاسيّة للمجلس التنفيذي وهيئة الزراعة والري لشمال وشرق سوريا، القاضي بتحديد سعر الطن الواحد من مادة القطن المحبوب بـ 800 دولار أمريكي، بالإضافة إلى بند آخر تضمّن تقديم تسهيلات لمادة القطن المحلوج والمحبوب للعام 2023 بتصديره إلى خارج مناطق الإدارة الذاتية وكافة المعابر الحدودية لها.
فيما لم يتضمن القرار أي آلية لاستقبال المحصول ضمن مراكز محددة مسبقاً من قبلها أسوةً بالعام الماضي.
تسعيرة جيدة بشرط تطبيقها
وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءً مع مزارعي مقاطعة تل أبيض/ كري سبي الذين رحّبوا بقرار التسعيرة لهذا العام، حيث قال المزارع “عبد الرزاق الحمود” بالريف الشرقي لناحية عين عيسى: “تكاليف زراعة القطن لهذا العام باهظة للغاية، فوصلت تكلفة الهكتار الواحد إلى ما يُقارب 1000 دولار أمريكي بين (فلاحة – سماد –محروقات – بذور – أجرة عمل… وغيرها)، ولكن القرار الصادر من قبل الإدارة الذاتية جيد ويتناسب مع المصروفات ويحقق نوعاً ما من الهامش الربحي للمزارع”.
وأضاف: “لم يتضمن القرار آلية استقبال المحصول من قبل الإدارة الذاتية، مما سيجعلنا عرضة لأسعار محتكرة من قبل تجار السوق السوداء، لشراء محاصيلنا من القطن، مع عدم وجود قدرة على تسويق المحصول من قبل كل المزارعين، بسبب التكاليف الباهظة لعمليات النقل والشحن”.
واختتم المزارع “عبد الرزاق الحمود” حديثه: “نأمل أن يكون هنالك صيغة معينة لمنع احتكار المحصول من قبل التجار، وتفعيل آليات الرقابة على المحاصيل من قبل أجهزة الإدارة الذاتية”.
تكثيف عملية الدعم للاستمرار بزراعة القطن
وفي ذات السياق بيّن المزارع “عبد العواد” بريف بلدة الهيشة التابعة لناحية عين عيسى، بأن “قرار تسعيرة القطن لهذا العام مبهماً وغير محدد المعالم، عدا التسعيرة المعلنة بموجبه مما جعله في حيرة من أمره، أضف على ذلك تأخر الدعم الزراعي من قبل الجهات المعنية في منطقته مما كبّده تكاليف كبيرة نتيجة اضطراره لشراء مادة المحروقات بأسعار السوق السوداء التي تصل الى عشرة أضعاف (المازوت المدعوم)، بسبب تأخر تسليم الدفعات من المادة المذكورة بموجب الرخص الزراعية”.
ويعلّق العواد بقوله: “تكاليفه أرهقتنا”… بالإشارة إلى محصول القطن الذي يُعدُّ من المحاصيل الهامة بالنسبة للمنطقة، “ولكن تفاوت الأسعار، وعدم نجاعة آلية الدعم الزراعي يجعل الكثير من المزارعين يغامرون بزراعته لتأتي تكاليف الإنتاج، وعدم وجود آلية للتسويق أو الاستلام كعقبة أمام هذه الزراعة التي تجود بها أغلب المناطق في شمال وشرق سوريا”.
واختتم المزارع “عبد العواد” حديثه: “نريد من الإدارة الذاتية والمعنيين تكثيف عملية دعم المواسم الزراعية، وخاصةً المحاصيل الصيفية والهامة منها، والذي يتصدّر القطن قائمتها”.
