قاومت مرضها بالغناء والرسم وبإصرار تسعى لتحقيق حلمها

جل آغا/ أمل محمد –

قضت ستة أعوام من طفولتها في صِراع مع مرض السرطان بإيمان وقوّة، لتجد في الغناء والرسم ملاذاً للتخفيف من آلامها.

“حميدة سعيد” ذات 13ربيعاً، طفلة شغوفة تهوى الغناء والرسم، لتحوّل أوراق دفاترها إلى لوحات فنية، تعبّر من خلالها عما يجول بمخيلتها.

بين الوجع والحلم

قُبيل ستة أعوامٍ، شخّص الأطباء مرض “حميدة” وأثبتوا من خلال التحاليل إصابتها بسرطان الدم، حيث كانت لا تزال طفلة، لا تعلم عن هذا المرض شيئاً، ولكن بالأمل والإصرار، واجهت مرضها ولا تزال، لتنفرد بعالمها الخاص في الغناء والرسم، ويصبح صلة الوصل ين عالمها الحقيقي وخبايا ذاتها.

روت لنا الطفلة “حميدة سعيد”، قصة علاجها، المستمر منذ أعوام عدة، ورحلتها الصعبة مع مرض السرطان: “أخضع للعلاج منذ فترة طويلة، فالرحلة شاقة مع هذا المرض، ولكن بالأمل ستستمر الحياة ولن تتوقف عند نقطة معينة”.

وأضافت: “أنا الطفلة التي اختار السرطان جسدي، كالكثير من الأطفال غيري، لكنني راضية بقدري، فالمرض يعني المواجهة والتحدي، وأنا قبلت أن أتحداه”.

وتملك حميدة صوتاً عذباً، تستغله في الغناء فقالت: “أحبُّ الغناء كثيراً، فأغنّي في جميع الأوقات، وخاصةً، عندما أكون سعيدة”.

وتابعت: “شقيقتي هي من تدعمني لتطوير موهبتي، فأتمرن على طبقات الصوت، وأفضّل الغناء التراثي والموسيقى القديمة”.

وإلى جانب الغناء، تُبدِع حميدة بالرسم، وتعتبره الهواية التي لن تتوقف عن ممارستها، فقالت: “أعبّر عن أفكاري من خلال الرسم والألوان، فأحوّل أحاسيسي سواء، المؤلمة، أو المفرحة منها لرسومات، فتجد أحياناً رسومات تُعبّر عن الحزن، وأخرى تشع بالسعادة والفرح، لن يمنعني المرض من العيش كما أريد، فقوة إرادتي ستجعلني أتغلب عليه”.

وعن دعم والديها وعائلتها لها، قالت: “عائلتي تمنحني الصبر والإيمان بأن الغد سيكون أجمل، وهي من تمنحني الثقة، فأسرتي دعمتني منذ بداية مرضي”.

أحلام طفلة

تحلم حميدة بتعلّم العزف على آلة الجيتار، وأن تُنمي موهبتها في الغناء والرسم، وعن ذلك قالت: “مرضي لم يمنعني من تعلّم العزف على آلتي المفضلة “الجيتار”، فإنه يأخذ الكثير من وقتي”. مضيفةً: “أتمنى أن أُشفى من هذا المرض، وأن يتم بتره من العالم بأسره، لنتمكن نحن المصابين من ممارسة حياتنا بكلِّ شغف وحب”.

واختتمت الطفلة “حميدة سعيد”: “أتمنى أن أُكمِل دراستي، وأُنمّي موهبتي في الغناء والرسم، وأن يسمع العالم صوتي ويشاهدوا رسوماتي، كما وأتمنى أن يصبح لدي مرسماً خاصاً بي، بعزيمتي. فبإرادتي ودعم أهلي لي سوف يتحقق ذلك”.