قامشلو/ عبد الرحمن محمد –
بحضور جماهيري ورسمي لافت، استذكر أهالي قامشلو الفنان الراحل، وابن مدينة قامشلو “سعيد يوسف” في الذكرى الثالثة لرحيله والتي تصادف السادس والعشرين من شباط.
وشهدت صالة زانا في قامشلو مراسم استذكار الفنان “سعيد يوسف” بحضور عائلة الفقيد وحشد جماهيري، ورسمي، وشخصيات اجتماعية وثقافية، والعديد من الفنانين من محبي وعشاق الفن الأصيل، الذين غصت بهم الصالة، فيما تصدرت المنصة صور الفنان الراحل.
المراسم بدأت بدقيقة صمت على أرواح الشهداء، تلتها كلمة آل الفقيد، ألقتها ابنته شبال يوسف، قالت فيها: “تحتبس الكلمات داخلي اليوم، لقد كان الراحل وفيا لشعبة، وها أنتم تبادلونه هذا الوفاء، فسعيد يوسف له مكانته، كفنان كردي، مميز ترك بصمته في الفن، مغنٍ بارع، وملحن حاذق، هذا الحضور وبهذا الزخم يثلج صدري، ويواسيني ويواسي عائلة الفقيد؛ لأنه دليل محبة وتقدير لسعيد يوسف الإنسان والفنان، أنا ممتنة لكم، وأشكر من القلب باسمي وباسم العائلة كل الحضور والمؤسسات الثقافية، والشخصيات، التي عملت على إقامة هذه المراسم التذكارية”. وبعد كلمة آل الفقيد عرض سينفزيون عن حياة الفنان سعيد يوسف والمحطات البارزة فيه، وما تركه من دور بارز في الموسيقا والغناء، وعرض ضمن السينفزيون مراحل من عمله الفني وانتقاله إلى لبنان أواخر الستينات، وتعرفه على العديد من الفنانين العرب الكبار، وقد لحن لهم العديد من الأغاني، وأصدر العديد من الألبومات، وهو الذي حمل لقب أمير البزق بعد رحيل العازف والفنان الراقي محمد عبد الكريم، الذي أهداه بزقه، وقتذاك تكريما له.
بعد عرض السينفزيون منحت عائلة الفنان جائزة الفنان سعيد يوسف التقديرية للشاعر الكردي أحمد حسيني تقديراً لجهوده، ولعطائه المستمر في الثقافة والأدب الكردي، والذي شكر العائلة بدوره وأشاد بفن ورسالة الفنان سعيد يوسف.
وفي الكلمات العديدة، التي ألقاها أصدقاؤه، ومحبو الفنان، وبعض الشخصيات المعنية بالثقافة والفن، تبيّن الدور البارز للفنان، الذي كان معروفا ومحبوبا من العرب، والكرد، والسريان، وعُد ملحنا ومغنيا من الطراز الأول، وقد ناهزت أعماله الثمانمائة لحن، وأغنية، وهو الذي كتب مجمل أغانيه ولحنها، بالإضافة إلى عدد من الدواوين الشعرية، التي جمعت أجمل ما قيل في الشعر والغناء، وكيف كان ينتقي الكلمة الكردية، التي لا تشوبها شائبة، وبذلك فقد قدم للغة الكردية الكثير، كما قدم للغناء، والموسيقا.
واختتمت الفعالية بباقة من أجمل أغنياته، أدتها كوكبة من الفنانين والفنانات من محبيه.
سعيد يوسف، الذي غنى للحب، والفقد، والحرية، والوطن، وغنى للمدافعين عن الحرية والخلاص، وغنى للمرأة، والشباب، والجمال، وهو الذي غنى لقامشلو “مدينة الحب” وقد اشتهرت بهذا الاسم، وبذلك نال شهرة محلية، وعربية وعالمية، ومُنح عشرات الجوائز، المحلية والعالمية منها جائزة الأسطوانة الذهبية، التي أصدرتها منظمة اليونسكو، والتمثال البرونزي من قبل معهد الموسيقا في النرويج، وإصدار طابع يحمل صورته في السويد.
أمير البزق، والموسيقي، والملحن، والفنان الكردي بهويته والعالمي بفنه، وبعد ثلاثة وسبعين عاما على مولده، ودع محبيه وعشاق فنه يوم السادس والعشرين من شباط عام عشرين وألفين، ليوارى جثمانه الثرى في مقبرة قدوربك مسقط رأسه بمدينة الحب، التي كان يحلو له تسميتها.
