بالرغم من وقوعها بالقرب من النقاط الاحتلالية التركية وبمواجهتها… يدأب مزارعو خطوط التماس بمناطق مقاطعة كري سبي/ تل أبيض بزراعة أراضيهم بعلاً أو ريّاً، فيما تستخدم الجهات المعنية وسائل عدة لدعم زراعتهم حتى موسم حصادها.
تُشكّل المناطق المتاخمة للنقاط الاحتلالية التركية التي أنشأها المحتل مع دخول آلة الحرب التركية لمناطق مقاطعة كري سبي/ تل أبيض بعد عدوانه الأخير على الأراضي السوريّة في التاسع من شهر تشرين الأول 2019 تحدي كبير بالنسبة لأهالي المنطقة المتشبثين بأرضهم مع إقدامه على قصفها المستمر واستهداف المدنيين وارتكاب المجازر بحقهم، وكافة النشاطات الحيوية ومنها الزراعة.
ويصرُّ مزارعو خطوط التماس مع المحتل التركي بمناطق مقاطعة كري سبي بزراعة أراضيهم، مستندين إلى مقومات الدعم الزراعي التي تقدمها مديرية الزراعة بموجب الكشوفات المستمدة من المصادر المعتمدة رسمياً لدعمهم بمواد (المازوت – الأسمدة – البذور).
ماهية أراضي خطوط التماس…؟
تمتد أراضي خطوط التماس مع المحتل التركي بمقاطعة تل أبيض/ كري سبي على طول الخط الجنوبي المتاخم للأوتوستراد الدولي m4 بدءاً من الأراضي الزراعية التابعة لناحية سلوك شرقاً حتى الأراضي المتداخلة مع ناحية (الجلبية) التابعة لمقاطعة كوباني غرباً.
فيما نشر المحتل التركي قواعد احتلالية على طول الخط الشمالي من الأوتوستراد الدولي m4 ويتخذ منها منطلقاً لتنفيذ عملياته العدوانية بشكلٍ يومي، ويرتكب جرائم بشكلٍ مستمر بحق الأهالي كمجزرة قرية الصفاوية بريف عين عيسى الشرقي التي راح ضحيتها عائلة المواطن (زيد العيسى) في شهر آب من عام ٢٠٢١ تبعها مجزرتين في قرية الدبس (ريف عين عيسى الغربي) في شهر أيلول من ذات العام، فيما ارتكب المحتل جرائم ومجازر في قرى ناحية عين عيسى ومقاطعة كري سبي ومنها مجزرة في قرية المستور والعليمات التابعة لناحية عين عيسى هذا العام.
صعوبات دخول الآليات الزراعية
يعمد المحتل التركي ومرتزقته على استهداف الآليات الزراعية في مناطق خطوط التماس لمنع الأهالي من زراعتها بكافة أنواع الأسلحة، إلا أن إصرار الأهالي على الزراعة يجعلهم يكررون محاولاتهم الدؤوبة لحرث أراضيهم في مناطق لا تبعد أكثر من واحد كم عن أقرب نقطة احتلالية تركيّة.
وتزداد التكاليف الثقيلة على المزارعين في تلك المناطق إلى الضعف فيما لا يقلقون أبداً من حراثة أراضيهم بعلاً أو رياً، ويعولون بذلك على الدعم المُقدم من قبل مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي.
آليات دعم مزارعي “التماس”
توصف آلية دعم مزارعي خطوط التماس بالآلية المُعقدة نوعاً ما بسبب صعوبة إجراء الكشوفات اللازمة من قبل مديرية الزراعة، تحسباً لاستهداف لجانها من قبل النقاط الاحتلالية القريبة لذلك تعتمد المديرية على عاملين أساسيين وهما إحصائيات الكومينات والجداول السابقة الخاصة بالمناطق العقارية التابعة للمناطق المستهدفة بحسب الخطة الزراعية.
ويتم دعمهم بموجب الخطة الزراعية المعتمدة كغيرهم من المزارعين كالتالي: ” ٦٠ بالمئة قمح -١٥ بالمئة بقوليات – ٥ بالمئة شعير – ٢ بالمئة خضار) فيما خُصصت ١٨ بالمئة لدعم المحاصيل الصيفية.
وضع مزارعي خطوط التماس
وللاطلاع على وضع المزارعين التقت صحيفتنا مع أحد مزارعي خطوط التماس بقرية (صكيرو) التابعة لناحية عين عيسى المزارع “أحمد الحسين” الذي بدأ قائلاً: ” نحن مُصرّون على زراعة أراضينا بالرغم من هجمات المحتل التركي ومرتزقته، وعلى هذا الأساس كُتب علينا أن نقاوم ونصمد، ونتشبث في بيوتنا وعدم تركها لقمة سائغة للمحتل”.
ولفت إلى الصعوبات التي تواجههم كمزارعين وأهمها وقوع الأراضي متاخمةً لنقاط المحتل لذلك يُشكّل مجرد دخول الآليات الزراعية إلى الأراضي لحرثها تحدٍ كبير إلى جانب مضاعفة أسعار الحراثة والفلاحة في حال كانت الآلية بالأجرة، وعدم التقيّد بأسعار الحصاد كذلك بعد وصول المحاصيل لمرحلة النضج فيما ينطبق هذا الوضع على العمال الزراعيين المياومين بسبب المخاطر المحتملة جراء العمل الزراعي”.
ويتخوّف المزارع الحسين، من قيام المحتل التركي والمرتزقة بشن عملياتهم العدوانية في مرحلة نضوج المحاصيل وخاصةً القمح والشعير الذي شهد خلال الأعوام المنصرمة حالات حرائق لمساحات كبيرة، بسبب القذائف والاستهدافات المباشرة لمصادر الأرزاق، لذلك يشكّل هذا الأمر كابوساً لغالبية المزارعين في هذه المناطق مع إصرارهم على الزراعة.
دور الجهات المعنيّة
تحاول مديرية الزراعة بمقاطعة كري سبي/ تل أبيض على دعم مزارعي خطوط التماس بحسب الرئيس المشترك “أحمد حاج عمر” حيث أكد بأنهم يسعون لحصول المزارعين في مناطق خطوط التماس كافة على المواد الداعمة والأساسية للصمود في أراضيهم وزراعتها بموجب المتوفر من الدعم، وأسوةً بغيرهم من المزارعين الآخرين بموجب الخطة الزراعية.
وشجع حاج عمر المزارعين في تلك المناطق، مواصلة زراعة أراضيهم متعهداً بتوفير ما أمكن من دعم لهم بموجب خطة عمل المديرية.
ماهية أراضي خطوط التماس…؟
وللاطلاع على وضع المزارعين التقت صحيفتنا مع أحد مزارعي خطوط التماس بقرية (صكيرو) التابعة لناحية عين عيسى المزارع “أحمد الحسين” الذي بدأ قائلاً: ” نحن مُصرّون على زراعة أراضينا بالرغم من هجمات المحتل التركي ومرتزقته، وعلى هذا الأساس كُتب علينا أن نقاوم ونصمد، ونتشبث في بيوتنا وعدم تركها لقمة سائغة للمحتل”.
