في ظل الحصار مكتب الكوبراتيف في الشهباء يُحقق خطوات ملموسة لتحقيق الاكتفاء الذاتي والاقتصاد المجتمعي

الشهباء/ فريدة عمر – أشادت الرئيسة المشتركة لمكتب الكوبراتيف لمقاطعة عفرين والشهباء، “سوفيت أحمد”، بعمل الكوبراتيف في المنطقة، وأكدت بأن الاجتماع السنوي، هو ثمرة عام حافل بالتحديات ومجابهة ظروف الحصار الذي تتعرّض له المنطقة، نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي والاقتصاد المجتمعي.

وتشهد مقاطعة الشهباء، ظروف معيشية صعبة، في ظل استهداف مستمر للاحتلال التركي ومرتزقته، وفرض حصار خانق من قبل الحواجز التابعة لحكومة دمشق، على طول الطريق الواصل إلى المقاطعة، وفرض مبالغ مالية كبيرة على جميع المواد التي تدخل إليها، وحتى منعها بين الحين والآخر، وحرمان سكان المنطقة، التي يُشكل غالبيتها، أهالي عفرين المهجّرين قسراً، ويعيش معظمهم في المخيمات الخمسة، من أهم المقومات الأساسية واللازمة للحياة اليومية.

وكل ذلك، يضع الإدارة والمؤسسات المعنية في المقاطعة، أمام عبء كبير، على الرغم من الإنجازات العظيمة التي حققتها بإمكانيات ضئيلة وبسيطة، ولعل أبرزها، إنشاء مكتب الكوبراتيف، منذ قرابة عام، للعمل على خلق مشاريع عديدة في المنطقة، من شأنها تحسين الواقع المعيشي، وتعزيز الاقتصاد الكومينالي والروح التشاركية.

وفي يوم الأحد بتاريخ 12-11-2023، عقد مكتب الكوبراتيف اجتماعه السنوي، بمشاركة لجان الزراعة، وهيئة الاقتصاد، ومؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية، وعدد من المزارعين والأشخاص المستفيدين من هذه المشاريع، وذلك في صالة ميتان، للثقافة والفن، بمقاطعة الشهباء.

تحقيق الاكتفاء الذاتي والاقتصاد المجتمعي

وبصدد ذلك، التقت صحيفتنا “روناهي”، الرئيسة المشتركة لمكتب الكوبراتيف لمقاطعة عفرين والشهباء، “سوفيت أحمد” وحول أهمية عمل الكوبراتيف في المنطقة بينت سوفيت: “إن المرحلة الحساسة التي تمر بها جميع مناطق شمال وشرق سوريا، ومناطق الشهباء على وجه الخصوص، من حصار خانق على المنطقة، واستهداف للبنى التحتية والمراكز الحيوية، تعرّض بشكلٍ يومي أمن واستقرار المنطقة، لذلك كان يتوجب علينا خلق مقترحات بديلة، من شأنها تحسين الواقع المعيشي”.

وتابعت سوفيت: “إضافةً لذلك، وإلى جانب تأمين فرص عمل للأهالي، عن طريق العمل ضمن هذه المشاريع، وخلق عدة مشاريع تعاونية، كان الهدف الأساسي هو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المنطقة، وتشويق العمل على الاقتصاد المجتمعي وتعزيز الروح الكومينالية في المجتمع، في الوقت التي تفرض فيه الرأسمالية وجميع القوى المهيمنة على ربط مفهوم الاقتصاد بأصحاب السلطة وإبعادها عن فئات المجتمع الأخرى، والتي لها التعب والجهد الأكبر، وخاصةً المرأة”.

227 مشروع خلال العام

وأشارت سوفيت، إلى الأعمال التي أُنجزت خلال العام، والتي كان أبرزها 227 مشروع زراعي: “طبعاً مع البدء بهذا العمل، كان هناك صعوبات كبيرة، حيث بدأنا بعقد اجتماعات للأهالي، في جميع الكومينات والمجالس، لطرح هذه الفكرة، ودراستها، وشرح مدى أهمية تطبيق الاقتصاد الكومينالي ضمن المجتمع، وعليه، تم إنجاز 227 مشروع زراعي خلال هذا العام، ونستطيع أن نقيّمه بالجيد، نظراً لتقبّل الأهالي، واستفادة عدد كبير من هذه المشاريع، وتم التركيز على المشاريع الزراعية، نظراً لطبيعة المنطقة الغنية وتربتها الخصبة، والقابلة لزراعة كافة أنواع المحاصيل فيها، لأنها تشكل القطاع الأساسي لدخل المنطقة”.

مشاريع مستقبلية

وأوضحت سوفيت، إلى استعدادهم للعمل على مشاريع أخرى، والتي كانت إحدى أهم مخرّجات اجتماعهم السنوي: “إن الكوبراتيف لا يقتصر فقط على المشاريع الزراعية، لكن نظراً لظروف المنطقة أولينا الاهتمام للعمل على المشاريع الزراعية، لكن خلال اجتماعنا السنوي، كان هناك مقترحات عديدة وهامة، أبرزها إنشاء بعض المشاريع الصناعية الصغيرة وهناك جهود للعمل على ذلك وفق الإمكانيات المتوفرة”.

واختتمت الرئيسة المشتركة لمكتب الكوبراتيف في مقاطعة عفرين والشهباء، “سوفيت أحمد” حديثها: “نحاول قدر الإمكان، إلى جانب إنشاء هذه المشاريع، توفير فرص عمل للأيدي العاملة أيضاً، وهنالك العديد من المقترحات لا نستطيع تنفيذها نظراً لظروف المنطقة والحصار الحكومي المفروض عليها، إلا أننا نواصل على خلق الحياة والتنوع من العدم، ونتحدى ظروف الحصار وجميع العوائق التي تواجه المنطقة، ومعاً سنحقق الاقتصاد الكومينالي، ونعزز الروح التعاونية في المجتمع الكومينالي”.

ويشار إلى أن، أعمال الكوبراتيف، تنقسم إلى ثلاثة أنواع وهي، مشاريع زراعية، مشاريع صناعية، ومشاريع الثروة الحيوانية، إلى أنه في مقاطعة الشهباء، يتم الاعتماد أكثر على المشاريع الزراعية نظراً لظروف المنطقة واحتياجها.