تمر الذكرى السنوية التاسعة لمجزرة بلدتي تل عران وتل حاصل بريف حلب الشمالي، ذات الغالبية الكردية، وما تبعها من مجازر بحقّ المدنيين الكرد في قرى مقاطعة “الشهباء”، كـ(كفر صغير – قول سروج) وفقد العشرات من أبنائها من نساء وأطفال لحياتهم بتلك المجزرة على يد مرتزقة الاحتلال التركي.
مجزرة بلدتي تل عران وتل حاصل، بريف حلب الشمالي التي كانت بمثابة مقدّمة لمجازر كوباني وعفرين وتل أبيض/ كري سبي وسري كانيه، والتي قام بها المرتزقة الإرهابيون مما تسمى جبهة النصرة، وما تسمى بالجبهة الإسلامية الكردية وكتائب آزادي وصلاح الدين بقيادة المدعو “مصطفى جمعة” القيادي في مجلس الوطني الكردي بتحريض وتمويل مباشر من دولة الاحتلال التركي راعية الإرهاب الأولى في المنطقة والعالم.
جرائم وحشية للاحتلال التركي
وحول هذه الجريمة الوحشية قال الإداري في مكتب لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها عبد الحنان حسين، لصحيفتنا: “منذ بداية انطلاقة الثورة السورية تدخلت الدولة التركية المحتلة على خط الأزمة عن طريق استخباراتها وقامت بتجنيد شخصيات كمرتزقة موالية لها وشراء ذممها بالمال والحماية ومنحها الجنسية التركية وغيرها من المغريات. وعن طريقهم عملت على استقطاب الشباب لتشكيل كتائب عسكرية وأجسام إدارية ومنظمات تحمل اسم العمل الإنساني ولكن في الحقيقة يعمل الجميع وفق تعليمات الاستخبارات التركية، وكل من يخالف أو يعارض يتعرض للتصفية أو المحاسبة”.
مضيفاً بأن الدولة التركية قامت بتوطيد علاقاتها مع جميع الفصائل العسكرية في سوريا ودعمها مالياً وعسكرياً ولوجستياً لتتمكن لاحقاً من السيطرة على جميع قراراتها. فقامت باستغلالها في محاولة ضرب أطياف الشعب السوري ببعضها من خلال خلق فتن طائفية على أساس عرقي أو ديني وسرقة مقومات اقتصاد الشعب السوري.
وحول تنفيذ المجزرة، أكد الحسين: “لقد فتحت الدولة التركية حدودها لمرتزقة ما تسمى بجبهة النصرة وما يسمى بالجيش الحر للهجوم على سري كانيه عام ٢٠١٢ وتشريد الآلاف من أهلها وسرقة ممتلكاتهم، كما حضرت وجهزت الفصائل المتطرفة التي شاركت بارتكاب مجزرة تل حاصل وتل عران ومهاجمة القرى الكردية في الشهباء وتهجير سكانها من قراهم ونهب ممتلكاتهم بهدف إحداث تغيير ديموغرافي للمنطقة وخلق فتنة عربية كردية، وما زالت للآن تعمل على الخطة فما احتلالها لمناطق الشهباء (إعزاز والباب وجرابلس) وقراها وبلداتها واحتلالها لعفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض إلا استمراراً لسياستها في التغيير الديموغرافي وخلق شرخ بين أطياف الشعب السوري”.
وتعليقاً على الانتهاكات والمجازر التركية، تابع الحسين: “تحاول الدولة التركية تطبيق بنود الميثاق الملي من خلال احتلالها للشمال السوري والعراق وفرض نفسها كقوة أساسية في الشرق الأوسط وإجبار جميع دول العالم للتعامل معها في قضايا المنطقة، لذلك تقوم بالتدخل في جميع المناطق التي تشهد اضطرابات مثل سوريا ولبنان وليبيا وأذربيجان وحالياً أفغانستان، وتقوم باستغلال المرتزقة السوريين لتحقيق أهدافها في المنطقة والعالم”.
جرائم لا نظير لها، منها نبش القبور
وأضاف أن “دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها لم تكتف بقتل وخطف المواطنين في الشهباء وعفرين ولم يسلم منهم لا البشر ولا الحجر ولا الشجر وقاموا بتخريب مزارات المسلمين والمسيحيين وأيضاً بسرقة سرقوا آثار وتراث البلاد. وقاموا في الفترة الأخيرة بنبش مزار الشهداء في عفرين ويدعون أنها مقابر جماعية، وبالفترة الأخيرة قاموا بخطف عشرين شخصاً بنفس التهمة ويخطفون المواطنين العزل من الشعب الكردي وحجتهم أنهم ينتمون إلى حزب العمال الكردستاني كما حدث بمنطقة الباب في قرية قبة الشيخ”.
واختتم الإداري في مكتب لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها عبد الحنان حسين حديثه بالقول: “لا شك أن أهالي مقاطعة الشهباء المحتلة يحرسون ليلاً نهاراً مواسمهم من الفستق الحلبي والزيتون والعنب وغيرها من المرتزقة كيلا يقوموا بسرقتهم ولم يكف المحتل القصف بالطيران وبالأسلحة المحرمة دولياً على الشمال السوري، بل يشن حرب المياه على شمال وشرق سوريا ويحرم الشعب من مقومات الزراعة”.
الاحتلال التركي يراهن على كسر إرادة المرأة
وعن الاعتداءات التركية على المرأة، قالت الإدارية في مكتب لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها جيهان بش علو: “بعد دخول الاحتلال التركي إلى المناطق السورية بمزاعم إعادة أمجاد أجدادهم العثمانيين، وصب جام غضبه على الشعب خاصة المرأة لأنها كانت المتضررة الأولى في هذه الحرب نتيجة التهجير ودمار منزلها وفقدان زوجها أو ابنها أو أحد من أفراد أسرتها، فعانت ما عانته من عنف نفسي وجسدي واقتصادي واغتصاب فأدت تلك الضغوطات النفسية إلى الانتحار في أغلب الأحيان”.
وأردفت بأن الدولة التركية ارتكبت أبشع الجرائم بحق الإنسانية وانتهكت جميع القوانين الدولية الإنسانية مع صمت من المجتمع الدولي الذين وضعوا قوانين حقوق الإنسان ومخالفة قوانين اتفاقية سيداو. والآن نشهد القصف العشوائي والتهجير والاعتداء على الأطفال والنساء في مناطق الشهباء، وزادت: “ولكن لن ننسى الشهداء في المجازر التي حصلت في تل عران وتل حاصل وعفرين واليوم نشهد على نبش لقبور مزار الشهداء في عفرين على مرأى العالم وتحت صمت دولي. وبعد احتلال التركي لعدة مناطق من الأراضي السورية مثل عفرين ومقاطعة الشهباء التي تضم الباب وجرابلس وإعزاز حيث قام عدد كبير من أهالي تلك المناطق بالنزوح إلى منبج”.
إحصاء الوافدين والاهتمام بهم
وحول عمل لجنة الوافدين، بينت جيهان: “قمنا بزيارة لإدارة منبج وطرحنا فكرة افتتاح مكتب لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها، وبعد الاتفاق على أهداف المكتب افتتح المكتب بتاريخ ٢٥/١٠/٢٠١٨ وتمكنت لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها من إجراء إحصاء للمهجرين حيث بلغ عدد العوائل بـ١٠٠٠٣ أي ما يقارب 60000 فرد موثقين بالاسم والعنوان”.
وأضافت بأنه من الأهداف الأساسية للمكتب توعية وتنظيم الوافدين وتعريفهم على الحرب الخاصة التي يمارسها العدوان التركي ومرتزقته على الوافدين وتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم التي يستطيع تقديمها المكتب للوافدين.
واختتمت الإدارية في لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها جيهان بش علو حديثها بالقول: “نقوم بعقد اجتماعات جماهيرية للوافدين من مقاطعة الشهباء والمقيمين في منبج وريفها عن طرق الكومينات للاطلاع على أحوالهم ومحاولة تلبية احتياجاتهم كافةً”.
جرائم وحشية للاحتلال التركي
وعن الاعتداءات التركية على المرأة، قالت الإدارية في مكتب لجنة وافدين مقاطعة الشهباء في منبج وريفها جيهان بش علو: “بعد دخول الاحتلال التركي إلى المناطق السورية بمزاعم إعادة أمجاد أجدادهم العثمانيين، وصب جام غضبه على الشعب خاصة المرأة لأنها كانت المتضررة الأولى في هذه الحرب نتيجة التهجير ودمار منزلها وفقدان زوجها أو ابنها أو أحد من أفراد أسرتها، فعانت ما عانته من عنف نفسي وجسدي واقتصادي واغتصاب فأدت تلك الضغوطات النفسية إلى الانتحار في أغلب الأحيان”.
