في النزوح طفلة تعد كتاباً عن تاريخ شعبها العفريني

الطفلة العفرينية جانيار ناصر تسعى من خلال إعداد كتاب أن تتخطى تأثير التهجير على شخصيتها وأن تستفيد من وقتها فيما يطور قدراتها، آملة من الفئة الشابة بعدم الجري خلف اللهو الالكتروني والانخراط به كثيراً.

يرجع النزوح على المجتمعات بعدد من السلبيات وبشكلٍ خاص على الفئة الشابة ومستواهم الدراسي ومستقبلهم, إذ إن النزوح يجلب معه أساليب وأفعال تؤثر على العقول والمستوى الثقافي لدى الشبيبة, ولتفادي هذه التأثيرات وكسب المستقبل سعت الطفلة جانيار ناصر البالغة من العمر 13 عاماً لإعداد كتاب؛ وهي من أهالي قرية كرزيلة في ناحية شيراوا بمقاطعة عفرين والتي تقاوم مع عائلتها منذ عامين ونصف في الشهباء.

هُجرت جانيار من أرضها قسراً نتيجة الاحتلال التركي ومرتزقته لمقاطعة عفرين متجهين صوب مقاطعة الشهباء، وقد عانوا الكثير من الصعوبات لابتعادهم عن موطن السلام والزيتون عفرين، بحسب وصفها.

أرادت جانيار أن تكون ذات دور فعال في الحياة خاصة بعدما شهدته من الحرب في عفرين ولم ترد أن تفقد قدراتها ومكانتها في الحياة رغم التهجير, ولا أن تبقى دون أي هدف, ووضعت لنفسها مخططاً وبدأت بالعمل على إعداد كتاب.

الكتاب الذي كتبته يتحدث عن التاريخ عموماً وما عاشه أهالي عفرين على وجه الخصوص, خلال المقاومة التي دامت 58 يوماً.

ومن خلال هذا الكتاب وما وثقه أرسلت جانيار رسالة ترغب فيها أن يتعرف الجميع على التاريخ وما عاشه الشعب العفريني من ظلم ومأساة على يد الاحتلال التركي ومرتزقته من جرائم ترقى إلى جرائم حرب.

قررت الكتابة بعدما قرأت الكتب التي أعدها قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وحديثه عن التاريخ وما عانه الشعب الكردي على مر العصور، فالكتاب يتحدث أيضاً عن عصر الزراعة الذي اكتشفته المرأة بالحياة الكومينالية في المجتمع الطبيعي.

بعدما قرأت الكتب وكتبت هذا الكتاب ترغب جانيار بإعادة الحياة كما كانت في المجتمع الطبيعي حينما كانت الأم هي الآلهة والقدوة في الحياة والتي سعت الدول الرأسمالية إلى استعبادها وطمس هويتها الحقيقة وفرضت عليها النظام السلطوي وسلبها كافة حقوقها واكتشافاتها.

ومن وجهة نظرها فإن المرأة على مدى سنوات طويلة ناضلت وقاومت هذه الأنظمة لاستعادة حقوقها ومكانتها, ومن خلال ثورة شمال وشرق سوريا أثبتت بجدارة دورها وقيادتها للثورة حتى عرفت الثورة بثورة المرأة.

وعن عملها أشارت جانيار لوكالة JINNEWS بأنها تعد هذا الكتاب منذ فترةٍ طويلة، وكانت تكتب على مدار اليوم وتقرأ في الوقت ذاته، إذ إن ساعات كتابتها في اليوم كانت لم تقل عن ثلاث ساعات وتمكنت من كتابة 66 صفحة, والكتاب الآن في عملية التصحيح والتنقيح للطباعة.

وشددت جانيار على أنها واجهت الكثير من المصاعب والعوائق بكونه الكتاب الأول الذي تعده بمساعدة أحد المعلمين في المقاطعة الذي كان يشرح ويسرد لها المزيد من التفاصيل والمعلومات عن التاريخ.

وتأملت جانيار أن تسعى الفئة الشابة والذين في مثل عمرها للبحث وقراءة التاريخ وتطوير قدراتهم وشخصيتهم بالقراءة والكتابة كون الإنسان يعرف ويثبت ذاته بتاريخه والتعرف والتعمق فيه, وأن لا يتأثروا بسياسة الدول الرأسمالية والتكنولوجيا الساعية لإبعاد الفئة الشابة عن تاريخهم وهويتهم.

أنهت الطفلة جانيار حديثها بالتأكيد على أنها فخورة ومعتزة بخطوتها ومبادرتها في إعداد هذا الكتاب، وأنها ستسعى لتعريف الجميع والأجيال القادمة بتاريخ الشعب الكردي وأهالي عفرين المقاومين.