الرقة/ صالح العيسى-
تحت شعار “مسيرة سعدة وهند مسيرتنا وعهدهنّ عهدنا” انطلق احتفال يوم المرأة العالمي في مقر الفرقة 17 الواقعة شمال الرقة، حيث توافدت مئات النساء من مدينة الطبقة والرقة ودير الزور ومنبج إلى مقر قيادة الفرقة 17 شمالي الرقة للاحتفال بيوم المرأة العالمي الذي ابتدأ صباح اليوم، الاثنين، الموافق للثامن من شهر آذار.
حضر الاحتفال الذي نظمته منسقيات المرأة في المناطق المحررة ممثلون عن مجلس الرقة العسكري، ومجلس الرقة المدني وكافة المؤسسات المدنية كما شاركت وحدات حماية المرأة وقوى الأمن الداخلي ووحدات حماية المجتمع في حماية الساحة التي زُينت بالأعلام وصور الشهيدات، وشعارات ولافتات تحيي نضال المرأة.
وبدأت الاحتفالية بالوقوف دقيقة صمت أتبعت بكلمة الترحيب من قبل العضو في إدارة المرأة بالرقة بثينة عبدو وخود العيسى فباركنَ لكافة نساء العالم بحلول يوم المرأة العالمي كما أكدتا على أنَّ المرأة هي روح المقاومة وقائدة الثورة.
تلا ذلك كلمة باسم المناطق المحررة ألقتها نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في مدينة منبج نور الحامد، وقالت فيها: “إننا اليوم كنساء المناطق المحررة نحتفل بعيد المرأة العالمي لما حققناه من إنجازات وانتصارات على كافة الأصعدة، وما حققناهُ هو بفضل ثورة المرأة التي انطلقت شرارتها من عاصمة المقاومة، كوباني، لتنطلق بتحرير كافة مناطق شمال وشرق سوريا”.
وأضافت: إن الثورة لا يمكن أن تتحقق إذا لم تكن المرأة في الطليعة الأولى، لأن المرأة هي الحياة والربيع والإنسانية، وهي الوحيدة التي تبحث عن العدل والمساواة بين جميع أفراد المجتمع، وما حققتهُ يعود الفضل فيه إلى المفكر والفيلسوف الأممي القائد عبدالله أوجلان، الذي يقول بإحدى عباراته “المرأة لا يمكن أن تصل للسمو إلا بإحداث ثورة في الفكر والروح”.
كما أكدت: “علينا كنساء أن ننتهج نهج المقاومة والنّضال والتّضحية لتحرير كافة النّساء في سوريا والشّرق الأوسط ، لأن ثورتنا ستكون نوراً يضيئ بقية الثّورات في العالم، والتاريخ حافل بنسوة قادت شُعوبها ونسوة ناضلت ضمن صفوف جيشها”.
وأثنت نور على نساء المجتمع وقالت: “إننا نعاهد أنفسنا كنساء، لن نهدأ ولن نستكين دون حريّة القائد عبدالله أوجلان الذي بفضلهُ عرفنا ذاتنا، وأيقنا بأن الحل لن يكون إلا عبر توحيد الصفوف، فلا وطن دون سلام ولا عيش كريم إلا بحرية الفرد والمجتمع، ولن يكون المجتمع إلا بحرية المرأة” .
وأضافت: “إننا كنساء نعاهد النساء في مخيمات النزوح والمناطق المحتلّة من قبل تركيا، سنحرّرهم وتعود ألوان الربيع إلى تلك المناطق التي عم فيها القتل والدمار، وسيعود الربيع بأيدي النّساء الثّوريات في شمال وشرق سوريا ليعم سوريا كاملةً”.
واختتمت قائلةً: “ثورتنا ثورة الشّعوب الحرّة، وأخوة الشّعوب هي الوحيدة التي تصل بالمجتمع إلى بر الأمان، للخلاص من الظّلم والاستعباد والقهر والحرمان لتكمل ثورة الثامن من آذار بتحقيق العدل والمساواة والنيل الكامل.
وجاء في الكلمة التي ألقتها باسم مؤتمر ستار في إقليم الجزيرة رمزية محمد: “إن استذكار ميراث المرأة النضالي وإكمال مسيرتها النّضالية لأن الدور الريادي الذي قامت فيه بكل نواحي الحياة يشهد لها ويجعلها محط أنظار كل القوى الاستبدادية والاستعمارية لتنال القسم الأكبر من الاضطهاد في ظل الصراعات الدائرة على مر التاريخ”.
وأردفت قائلةً: “إن المرأة أصبحت شعلة المقاومة وتمثل إرادة التشبث بالأرض واستعادة الحقوق، وقد بدأت تعيش أطوار تحررها الأولى وأهمية دورها في صناعة الحياة والإبداع فيها وتحررها من إرث الثقافات الرجعية، فهي تخوض ثورة عظيمة؛ ثورة التغيير والانتقال من مجتمع سلطوي عبودي إلى مجتمع ديمقراطي حر، لأننا نقود هذه الثورة في أجواء التحرير”.
وأكدت رمزية محمد بأن ثورة المرأة تحتاج إلى التضحية، وسنقوي من إرادتنا ونرفع من وتيرة نضالنا لنكون سداً منيعاً أمام الفاشية وسنجعل كل يوم عيداً للمرأة، لأنه لا حياة بدون مقاومة، ونحن فخورات لأننا نقود هذه الثورة ونحيي معاً عيد المرأة في أجواء الحرية.
واختُتِم الاحتفالُ بأداء عدة فنانات لفقرات غنائية، حيث قدمت الفنانة سيدرا محمد أغنية باللغة التركمانية، والفنانة هدايات عصمت غنَّت باللغة الكردية، والمغنية ياسمين العسكر أنشدت أغنية باللغة العربية، وكانت أغاني تعبر عن روح المقاومة لدى المرأة وتجذرها في تاريخ الإنسانية.
هذا وقدمت فرقة “نسائم الفرات” النسائية من دير الزور أغنية بعنوان “زمزم ميتك يا فراتي” كما قدّمت فرقة الرقة للفنون الشّعبية دبكات فلكلورية تلاها إلقاء شعر من قبل أطفال دير الزور عبرت أبياته عن شغف المجتمع لنيل الحرية، وقدمت فتيات من مدينتي منبج والرقة استعراضًا رياضيًا للتايكواندو.
