سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في الذكرى الرابعة لتأسيسه.. اتحاد إعلام المرأة صدى صرخة Jin, Jiyan, Azadî‏

قامشلو/ سيدار رشيد –

يصادف الثامن والعشرون من شهر حزيران الجاري، الذكرى السنوية الرابعة لتأسيس اتحاد إعلام المرأة “YRJ“، والذي ساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على قضايا المرأة والمجتمع كافةً، واستطاع أن يكون صوت النساء، رغم وجود الكثير من القضايا المعقدة، كتلك التي تعاني منها النساء في المناطق المحتلة، والانتهاكات التي يتعرضن لها. 
أُسِّس اتحاد إعلام المرأة في الـ 28 من شهر حزيران عام 2020، بهدف توحيد رؤية المرأة التحررية في مجتمع لا يزال يقمع المرأة وينتهك حقوقها، ويعنفها، ويرسم مستقبلها في بوتقة الظلام، ولتغيير هذا الواقع، وإعادة المرأة إلى مكانتها الحقيقية في المجتمع، كان لا بد من ثورة إعلامية “ثورة تغيير الذهنية”، الثورة الأكثر صعوبة وتحدياً.
أهداف اتحاد إعلام المرأة
من الصعب تغيير الأفكار البالية الراسخة في ذهنية المجتمع بين ليلة وضحاها، بل يتطلب ذلك نضالاً طويل الأمد، وقد خاضت النساء نضالات ملحمية خلال ثورة 19 تموز في إقليم شمال وشرق سوريا، واستطاعت أن تكون نموذجاً للمتطلعات نحو الحرية في العالم أجمع، فرغم ظروف الحرب حققت إنجازات لا تزال أكثر الدول تطوراً تناضل لتحقيقها، لذا، من واجب الإعلام تدوين هذه المنجزات، وتوثيقها بلغة المرأة.
ولإبراز دور وأهداف اتحاد إعلام المرأة؛ أجرت صحيفتنا “روناهي”، لقاءً مع عضوة اتحاد إعلام المرأة في مقاطعة منبج “سيلفا الإبراهيم”، والتي أكدت في مستهل حديثها: “يهدف الاتحاد للوصول إلى صحافة حرة وبديلة تتمحور حول إظهار واقع المرأة، وترفض علاقات الإنتاج الرأسمالية في قطاع الإعلام، وتتدخل في لغة وخطاب الصحافة الذكورية، وإبراز دور المرأة وتمثيل قضاياها ودورها الاجتماعي، بعيداً عن التحيزات الثقافية والدينية والأثنية والقومية والطبقية، فالطرح الخاطئ للحقيقة يتسبب في تعرض المرأة لانتهاك الحقوق مرة أخرى”.
تغيير الذهنية السلطوية 
 وتابعت: “ويرى الاتحاد، أن القمع الذكوري لا يُمارس فقط على النساء، بل يشمل مناحي الحياة، لذلك يجب كشف أسرار هذه الذهنية للمجتمع، كما ويؤمن الاتحاد بأن تحرر المجتمع وحل قضاياه وبناء مجتمع أخلاقي سياسي إيكولوجي يستند بالدرجة الأولى إلى تحرر المرأة وإبراز دورها”.
كما ويهدف الاتحاد أيضاً، إلى توعية المجتمع، لبناء شخصيات ديمقراطية حرة وسليمة، وبناء أرضية قوية ليتمكن أفراد المجتمع التعبير عن آرائهم، والتشهير بسياسات الدولة القومية، التي تتعدى على مكتسبات الشعب والمرأة، وتحتل أرض الوطن وتدمر الطبيعة، بالإضافة إلى الوقوف ضد التقربات الجنسوية، التي تحطُّ من شأن المرأة، والتركيز على استمرار النضال في مواجهتها، والتشهير بحقيقة السلطة المعتدية على روح وجسد المرأة، والمتطفلة على كدح المجتمع والمنكرة لحقوق الإنسان، وتغيير الذهنية السلطوية، التي تعدُّ الرجل فاعلاً والمرأة أداة، وتعزيز المساواة بين الجنسين.
أربعة أعوام في إظهار الحقيقة 
وفي السياق نوهت سيلفا، إلى “أن تاريخ 28 حزيران الجاري يصادف مرور أربعة أعوام على تأسيس اتحاد إعلام المرأة “YRJ”، والذي ساهم بشكل كبير في تسليط الضوء على قضايا المرأة والمجتمع، ولكن لم يجد لها حلولاً جذرية حتى الآن؛ لأن المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان يغضان الطرف عن هذه الجرائم، وكذلك استطاع الاتحاد أن يكون صدى ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا، وصدى صرخة Jin, Jiyan, Azadî، الصرخة، التي أيقظت العالم من سباته نحو قضايا المرأة والعنف الممارس بحقها، كما في إيران وكذلك في مناطق إقليم شمال شرق سوريا، حيث تتعرض النساء هناك للاستهداف من دولة المحتل التركي بين الفينة والأخرى دون رقيب أو تدخل دولي لإيقاف المجازر اليومية، التي تسعى للنيل من إرادتها، فحتى الصحفيات، اللواتي ينقلن الحقيقة للعالم أصبحن هدف الاحتلال التركي، ولكنه لن يستطيع إسكات صوت الحقيقة، لأن هناك الآلاف من الصحفيات، يسرن على نهج حرية الشعب وفضح أساليب المحتل”.
 وشددت: “فعلى تركيا الفاشية، أن تدرك أن سياستها لن تنجح أبداً، لأن صرخة “المرأة، الحياة، الحرية” وحدت إرادة النساء حول العالم، ولأن آلام النساء ومعاناتهم مشتركة، حيث استطاعت فلسفة “المرأة، الحياة، الحرية،Jin, Jiyan, Azadî” توحيد موقفهم تجاه ظروف الحرب العالمية الثالثة، التي تستهدف النساء، والمجتمع بالدرجة الأولى، وكما استطاعت هذه الفلسفة هز عرش السلطة الذكورية وتقويضها”.
وأكدت عضوة اتحاد إعلام المرأة في مقاطعة منبج “سيلفا الإبراهيم”، في ختام حديثها: “نعاهد بأن نكون صوت المرأة والمجتمع، وأن نظهر الحقيقة في أي ظرف، وسنناضل بأقلامنا وفكرنا وحسن طرحنا لنقود المجتمع إلى الحرية المطلقة، ونسعى للتخلص من المتسلطين كافة”.
الإعلام غايتي منذ الطفولة
ومن مقاطعة عفرين تحدثت لصحيفتنا، مراسلة وكالة فرات للأنباء “روج دنيز“، عن بداية انضمامها في المجال الإعلامي: “بدأت العمل مراسلة في وكالة أنباء الفرات منذ عام 2018، بسبب حبي للإعلام والصحافة، حيث كان حلم طفولتي”.
وأضافت: “فبعد احتلال مقاطعة، وهجرتنا إلى منطقة الشهباء، رأيت أنه لا ينبغي أن نصمت لأفعال الاحتلال، بل أصبح علينا نحن أهالي عفرين، أن نقاوم المحتل، وندافع عن أرضنا وممتلكاتنا، فنحن كنا إلى جانب مقاومة أهالينا 58 يوماً ولا زلنا نناضل حنى تحرير المدينة من رجس الاحتلال التركي”.
وتابعت: “ويجب سرد قصة ومقاومة هذا الشعب للعالم كل يوم، وخاصةً المقاومة التي تواجهها النساء على الرغم من الصعوبات في تلك المخيمات لأجل العودة إلى أغصان الزيتون الخالدة في عفرين التي تنتظر عودتنا”.
فضح حقيقة المحتل
وأكملت روج: “لقد وجدت نفسي مقاومة جديرة لهذه الأحداث اليومية، فانضمامي للإعلام، كان سلاحا لي؛ لأني أفضح حقيقة المحتل من خلال التقارير والأخبار التي أكتبها يومياً”.
وبعد عام 2011، وخاصةً بعد ثورة التاسع عشر من تموز، والتي عرفت بثورة المرأة، سارت نساء شمال وشرق سوريا على طريقهن نحو الحرية؛ وذلك بفضل إرادة المرأة والتعليم الذاتي، واتخاذ خطوات كبيرة، فبدأت المرأة في مناطقنا تشارك في أدوار ومناصب هامة، وأكبر مثال على ذلك، أن الآلاف من المقاومات الشهيدات ضحين بحياتهن في هذا المجال، ومهدن الطريق للنساء جميعاً، بإعادة بناء شخصيتهن، وأن نساء روج آفا بشكل خاص، حققن إنجازات كبيرة حتى يومنا هذا، ولا يمكن التعبير عن هذا النجاح بالكلمات، أو المقالات، حيث أصبحن رمزاً للمرأة الحرة والقوية، وأصبحن مثالاً لحركات ومنظمات النساء في أنحاء العالم. وأردفت روج في تكملة حديثها: “وفي الذكرى الرابعة لاتحاد إعلام المرأة نحيي ذكرى شهدائنا، ونهنئ صحفيات روج آفا، ممن نظمن أنفسهن على نموذج فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، في المجالات، السياسية والاجتماعية والثقافية والعسكرية”.
فمع تأسيس اتحاد إعلام المرأة، شاركت الصحفيات في العمل الإعلامي، لإيصال صوت النساء إلى أنحاء العالم، وناضلن لتعزيز مستوى التعليم الخاص بهن من خلال بناء الوحدة، وزيادة تركيزهن على العمل في الجوانب كافة، فيجب على كل صحفية بناء تاريخ لها، حتى ولو كانت جديدة، فبقلم النساء، انتشرت ثورة حرية المرأة في أنحاء العالم.
الوقوف أمام التحديات 
وأكدت مراسلة وكالة أنباء الفرات في مقاطعة عفرين وشهباء “روج دنيز”، في ختام حديثها إلى، “أن اتحاد إعلام المرأة قد واجه صعوبات كثيرة، مثل محاربة العقلية المفروضة منذ آلاف السنين، بسبب النظام، الذي كان مفروضاً على المجتمع قبل بداية ثورتنا، ولا زالت تحاول تغيير الذهنية السلطوية، فلم يتقبل المجتمع آنذاك مشاركة المرأة في الكثير من المجالات، وكان ينظر لها نظرة دونية، وبأنها مجرد ربة منزل فقط، حتى ناضلت واستطاعت إثبات ذاتها ومكانتها”.