سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

في الذكرى الثامنة لاستشهاده فيصل أبو ليلى مثال للروح النضاليّة والثوريّة

مركز الأخبار –

يُصادف الخامس من شهر حزيران الجاري؛ الذكرى الثامنة لاستشهاد “فيصل أبو ليلى”، ويعد استشهاده حدثاً هاماً في تاريخ منبج المعاصر، فهو مثال للروح الثورية في أسمى معانيها من خلال دفاعه عن وطنه بكل عنفوان وبسالة.
وُلِد القائد العام للواء شمس الشمال، فيصل بلال سعدون (فيصل أبو ليلى) في العام 1984 بمدينة كوباني، ونشأ في كنف عائلة كردية، وكان أباً لأربعة أطفال، وعمل في مهنة تصليح السيارات، وعندما اندلعت الثورة، انضم إليها، ويُعتبر أحد المؤسسين الأوائل للواء جبهة الأكراد في مدينة منبج، وعمل هناك كأحد قادة اللواء.
خاض أبو ليلى معارك ضدّ قوات حكومة دمشق في أحياء حلب كالأشرفية، والشيخ مقصود، وحلب القديمة، إلى جانب جبهة اللاذقية، وجبهة عين عيسى.
إلى جانب مشاركته في المقاومة التاريخية في كوباني كقائد لكتائب شمس الشمال في الجبهة الشرقية من المدينة، وتحوّل لأحد رموز معركة مرشد بينار (المعبر الحدودي في كوباني) في الـ 29 من تشرين الثاني عام 2014، وأبدى بسالة في القتال أُصيب على إثرها سبع مرّات، ونُقل إلى مشافي باشور كردستان للعلاج، وعلى الرغم من ذلك عادَ وخاض المعارك ضد داعش.
وشارك أبو ليلى في عملية تحرير ناحية صرين، ومدينة كري سبي، وحملة الهول والشدادي، وتحرير ناحية عين عيسى، بالإضافة إلى حملة تحرير سدّ تشرين، ثاني أكبر محطّة كهرومائية في البلاد شتاء عام 2015.
وعندما بدأت حملة تحرير منبج، الدولة التركية المحتلة رفضت دخول وحدات حماية الشعب والمرأة، إلى الطرف الآخر، من نهر الفرات.
لكن مع وجود فيصل أبو ليلى الذي يقاتل في منطقة ذات أغلبية عربية، واسمه أيضاً يوحي بأنه عربي، وخاصّةً أن كتيبته كانت ضمن ألوية كتائب فجر الحريّة المسماة بشمس الشمال، فقد اتفق التحالف الدولي على توليه حملة تحرير منبج؛ كونه منها، وثمة أمر آخر فأبو ليلى ذاهب لتحرير بلدته (منبج).
وقع بعض رفاق أبو ليلى في كمين، وكان عددهم خمسة أشخاص، فدخلوا إحدى القرى ظناً منهم أنها خالية، ولكن المفاجأة بدت بخروج خمسين من مرتزقة داعش وأحاطوهم وحاصروهم.
وما أن سمع أبو ليلى بذلك، حتى هرع على الفور لنجدتهم، على الرغم من محاولات الرفاق ثنيه، إلا أن الشهيد فيصل أبو ليلى، قام بإنقاذهم من الكمين، حيث فجَّرَ البيت الذي يتحصن به خمسين مرتزق بالسلاح الثقيل والدوشكا، ولم يتمكن حينها أياً منهم النجاة بل أحرق البيت بمن فيه، وأثناء عودة أبو ليلى إلى نقطته العسكرية، استُهدف بصاروخ حراري، نُقل إثرها على متن حوامة للتحالف الدولي إلى مدينة السليمانية بباشور كردستان، لتلقي العلاج، لكنه استشهد بعد أيام في عام 2016.