روناهي/ الدرباسية –
تستمر الجهود الشعبية المتكاتفة في شمال وشرق سوريا، بناء مؤسسات وإدارات الشعب، حيث يعتمد الأهالي في هذه المنطقة على التنظيم، والعمل الكومينيالي، الذي يستند إلى الجهود المتعددة في العمل للوصول إلى وطن أكثر تقدماً وازدهاراً.
في ظل الهجمات المتكررة لدولة الاحتلال التركي على شمال وشرق سوريا، والتي باتت تستهدف البنى التحتية، يصر أهالي شمال وشرق سوريا على الوقوف في وجه هذه الهجمات، وذلك من خلال التمسك بإرادة الحياة، التي تعني النصر المحتم في نهاية المطاف، فمع استشهاد كل شهيد، يتقدم الآلاف ليكونوا مشاريع شهادة في سبيل وطنهم، ومع تدمير كل مؤسسة تُشيد مؤسسات عديدة بدلاً عنها، لتبقى المنطقة مدارة ومحمية بدماء وعرق شعوبها.
ومن هذا المنطلق، وتحت شعار “كلما دمرتم سنبني” شرع أهالي بلدة السيكر الواقعة جنوب ناحية الدرباسية بناء مركز لمجلسهم لإدارة شؤون بلدتهم.
وأراد أهالي بلدة السيكر من خلال مبادرتهم هذه، إيصال رسالة لدولة الاحتلال التركي وللعالم أجمع، مفادها، أن الاستهدافات المتكررة للمرافق والبنى التحتية لا يمكنها النيل من عزيمة شعوب المنطقة، فلطالما ينبض شمال وشرق سوريا بقلوب بناته وأبنائه، فإن الحياة على هذه الجغرافية ستبقى مستمرة بالرغم من محاولات العدو المتكررة للقضاء عليها.
مبادرة شعبية
وللحديث بشكل موسع عن هذه المبادرة، التقت صحيفتنا “روناهي” عضو المبادرة “مسهوج محمد“: “إن هذه المبادرة جاءت في الوقت الذي تتعرض فيها مناطقنا لقصف وحشي من دولة الاحتلال التركي، حيث تسعى هذه الدولة إلى شل مظاهر الحياة في المنطقة، وذلك من خلال استهداف البنى التحتية كمحطات الكهرباء، والماء والغاز وغيرها، ولكن أبت شعوب المنطقة أن تمر جرائم الاحتلال التركي دون رد، فقرروا البدء ببناء مؤسسة مقابل كل مؤسسة تدمرها مسيرات الاحتلال التركي، ومن هذا المبدأ أطلق أهالي بلدة “السيكر” مبادرتهم لبناء مجلس البلدة، حيث سيتألف المجلس من عدة لجان كلجنة “الاقتصاد، والمرأة، والصلح”، وغيرها من اللجان المعتمدة في مجالس الإدارة الذاتية”.
وتابع: “المتميز واللافت في هذه المبادرة، إنها طوعية صرفة، قام بها أهالي بلدة السيكر، من خلال التبرع برواتبهم الشهرية على مدى أكثر من شهر، للإسهام في هذا المشروع، ودون أي مقابل، أو تحريض من أحد، حيث أن تأسيس مشروع الإدارة الذاتية منذ بداياته يعتمد على الحاضنة والمبادرات الشعبية، لذا فمشروعنا هذا يندرج في السياق نفسه أيضاً، من خلال الاعتماد على إرادة الشعب، وتمسكه بأرضه”.
وزاد: “إن هذا المشروع سيصبح بلا شك نموذجاً على مستوى روج آفا، وشمال وشرق سوريا، لكي تنخرط شعوب هذه المنطقة بفاعلية أكبر في مثل هذه المبادرات، والتي ستكون رداً مناسباً على هجمات دولة الاحتلال التركي، من خلال الإصرار على نجاح هذه المبادرات بسواعد شعوب المنطقة”.
عضو مبادرة “كلما دمرتم سنبني”، “مسهوج محمد”، أنهى حديثه: “كلما دمرتم سنبني ليس مجرد شعار نرفعه فقط، وإنما هو نهج حياة قائمة على المقاومة والصمود في وجه أعداء شعوب المنطقة، وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي، التي تُصنف اليوم فاشية هذا القرن”.
مجابهة الدمار بإرادة المرأة
وفي السياق ذاته، تحدثت لصحيفتنا المواطنة “عدلة فندي“، من أهالي بلدة السيكر: “جميعنا يرى إصرار دولة الاحتلال التركي على مخططاتها العدائية ضد شعوب شمال وشرق سوريا، ومثل هذا الإصرار، لا يمكن أن يُجابه دون إصرار أكبر على الحياة واستمراريتها، لذلك، قمنا نحن أهالي بلدة السيكر ببناء مجلسنا، لنكون جواباً ورداً على هجمات دولة الاحتلال التركي، وكذلك لإبداء مساندتنا لإدارتنا الذاتية التي تعبر عن إرادتنا كشعب في حياة حرة كريمة”.
وأكدت: “إن من أبرز اهداف هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا هي كسر إرادة المرأة الحرة، ولكننا كنساء شمال وشرق سوريا، ومن خلال مشاركتنا في مثل هذه المشاريع، نؤكد تمسكنا بالحرية التي ننالها اليوم في كنف الإدارة الذاتية الديمقراطية للعالم أجمع، وفي ظل فكر وفلسفة القائد “عبد الله أوجلان”، كما نؤكد على جهوزيتنا للوقوف في وجه كافة الهجمات التي تتعرض لها مناطقنا، سواء كان من قبل دولة الاحتلال التركي، أو من قبل أي طرف كان”.
واختتمت المواطنة “عدلة فندي” حديثها: “مشروعنا لايزال قائماً، وسنستمر فيه حتى النهاية، وإننا على أهبة الاستعداد دائما للوقوف في وجه هجمات دولة الاحتلال التركي، من خلال هذ المشاريع، حيث تؤكد هذه المشاريع على فشل كل المخططات التي ترسمها دولة الاحتلال التركي لمناطقنا، بهدف ضرب وزعزعة أمن واستقرار هذه المنطقة”.
