روناهي/ الدرباسية –
بيّن أبناء شمال وشرق سوريا، أن العدو يسعى دوماً؛ لزرع الشقاق بين شعوب شمال وشرق سوريا، إلا إن هذه الثورة كانت حريصة دائماً على إظهار وجهها الحقيقي، والمتمثل بحماية شعوب المنطقة كافة، دون تفرقة أو تمييز.
عُرفت مناطق شمال وشرق سوريا عامةً، وإقليم الجزيرة خاصةً، بأنها لوحة فسيفسائية مرسومة من الأزل، هذه اللوحة، التي لم تُمحَ ألوانها يوماَ، بالرغم من محاولات رشها بالمياه العكرة، حيث شكلت شعوب الجزيرة بتنوعهم الثقافي والقومي هذه اللوحة الفريدة من نوعها في منطقة الشرق الأوسط.
ففي هذه البقعة الجغرافية، ساند الكرديُّ العربيَّ، ودافعوا سوية عن السرياني، لتطالب الشعوب الثلاث معا بحق الإيزيدي، متآخين مع الأرمني، هذا التجانس بين شعوب شمال وشرق سوريا جعل المنطقة عرضة لأطماع استعمارية تاريخية، كما جعلها هدفا للكثير من الدول الشوفونية القائمة على التعصب القومي، وعلى رأسهم دولة الاحتلال التركي، إلا أن شعوب المنطقة قررت التكاتف والتعاضد في وجه هذه التهديدات والأطماع كلها، الأمر الذي نجحت فيه هذه الشعوب حتى اللحظة.
تكاتف لا ينفك عراه
جاسم الهسو، من أبناء الشعب العربي بناحية الدرباسية، تحدث لصحيفتنا حيال هذا الموضوع: “نعيش في أراضي الجزيرة منذ قرون، نتشارك هذه الأرض مع الكردي، والسرياني، والأرمني، وغيرهم من شعوب الجزيرة، لم نتعامل يوماً على أساس جنس، أو عرق، أو قومية، على العكس، كنا دائما صفا واحدا جنبا إلى جنب دون أي تفرقة أو تمييز، كما أننا نقف دائما في وجه المخططات الاستعمارية كافة، التي تهدد المنطقة، وذلك لعلمنا المسبق بأن هذه المخططات تستهدف شعوب المنطقة، وليس شعبا واحدة أو أمة واحدة”.
وأضاف: “إن تكاتفنا شكل الدرع الحصين أمام المخططات كافة؛ ما أدى إلى إفشالها فشلا ذريعا، وخير مثال على ذلك الفشل الذي تُمنى به دولة الاحتلال التركي كل يوم، والتي لولا هذا التكاتف بين شعوب المنطقة؛ لما توانت لحظة عن احتلال جغرافية شمال وشرق سوريا”.
جاسم اختتم بالقول: “واهم من يعتقد بأن القوى والمواقف الدولية، هي التي تقف في وجه دولة الاحتلال التركي، وتمنعها من تنفيذ مخططاتها، على العكس، ما يحول دون تنفيذ الدولة التركية لمخططاتها هو وحدة وتكاتف شعوب المنطقة في وجه عنجهية أردوغان”.
أخوة الشعوب هي السلاح الوحيد
وفي السياق ذاته بين حسين عمو، وهو من الشعب الكردي؛ من أبناء الدرباسية: “إن السلاح الوحيد الفعال، الذي استخدمته شعوب شمال وشرق سوريا في وجه دولة الاحتلال التركي، هو مبدأ أخوة الشعوب، والذي وضعه القائد عبد الله اوجلان، حيث إن القائد كان قد وضع أسس هذا المبدأ بعد دراسة مستفيضة لواقع منطقة الشرق الأوسط بشكل عام، كما أنه أدرك نقاط الضعف لدى العدو، والتي تتمحور حول وحدة الشعوب؛ لذلك استغل نقاط الضعف هذه، ووضع مبدأ أخوة الشعوب، والذي يعد كفيلا في حماية المنطقة وشعوبها”.
عمو تابع، إن التطبيق الصحيح لهذا المبدأ من قبل شعوب شمال وشرق سوريا، عاد بالمنفعة على هذه الشعوب، وزاد: “فلولا أخوة الشعوب؛ لما استطاعت شعوب المنطقة أحراز ما أحرزته في ظل ثورة روج آفا؛ لذلك نستطيع القول: إن العامل الأساسي، الذي أسهم في إنجاح هذه الثورة هو عامل أخوة الشعوب.
حيث إن الشهداء، الذين قدموا أرواحهم لإنجاح هذه الثورة، هم أبناء هذه الشعوب كافة، ولم تكن الشهادة حكرا على شعب معين، وإنما كانت سمة شعوب المنطقة كافة.
واختتم حسين عمو حديثه: “حاولوا دائما أن يظهروا ثورة روج آفا، على أنها ثورة كردية صرفه، وذلك في محاولة لزرع الشقاق بين شعوب شمال وشرق سوريا، إلا إن هذه الثورة كانت حرصة دائما على إظهار وجهها الحقيقي، والمتمثل بحماية شعوب المنطقة كافة، دون تفرقة أو تمييز”.
