سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فرهاد مردي… شاعر محارب يبوح بآهات الحرية

آراس بيراني_

 الأدب الثوري نمط أدبي يستند إلى إيقاع المتغيرات السياسية والاجتماعية والفكرية، ويساهم في إثراء الفكر، يعبر عن قيم وافكار وتطلعات الجماهير نحو الانعتاق، ويساند الرؤى التحررية للشعوب ويدعم مكانتها ويعلن طقوس الثورة، ويرسم آمالها، راميا خلفه الخيبات والهزائم .
الشاعر الثائر مشارك فعال ودائم الحضور في قلب الأحداث، فهو ليس صوت الثورة والمعبر عن أحلامها فحسب، وإنما هو صانع لأماني الجماهير، والموجوعين، ومترجم وفي لمبادئها وحام لتوجهات الثورة، يتجدد مع روح الثورة، يواكب مسيرة العمل ويكمل الدرب مهما كان صعبا وشاقا، بعزيمة لا تلين و روية لا تخيب باحثا عن واقع افضل وغد أجمل.
في زمن الثورة تتباين الكتابات وتختلف، ويبرز الأديب أو الشاعر الثائر متجاوزا الكثير من السمات الأدبية، بل يكاد يؤسس مدرسته أو نهجه الأدبي الخاص عموما، والشعري منه خصوصا، فالشعر احتجاج بدرجته الأولى فيما لو تجاوزنا سماته  الانشائية والبلاغية على صعيد اللغة، وإمكانية تشكيل الحالة الشعورية داخل النصوص أو القصائد، وربما كان الشعر الكردي أو الشاعر الكردي أكثر شعراء العالم احتجاجا وإدانة للظلم، واكثرهم غناء للحرية، ويأتي الشاعر فرهاد مردي أحد أهم الأصوات الشعرية المعبرة عن صياغات الثورة والحراك الجماهيري، ففي عمق قصائده صوت جرح دامي، أغنية نسر أسير، أنين أوجاع أمة، وتجلي لأحلامها عبر التاريخ، ففي أناشيده صرخة الحياة وصدى الواقع المتجدد، عبر لغته الشعرية المكثفة من جهة، والمفتوحة على المدى من جهة ثانية، يمنح صوره الشعرية طاقة إيجابية حافلة بالنبوءات، عبر مفردات من اللغة وتعابير قريبة من الحديث اليومي، تمتلك هسهسة البوح، ولذة المعنى، في مبنى شعري أنيق، وهذا ما يكسب صوته الشعري المتمرد على القوالب، الصيغة الاحتجاجية المناهضة ضد القمع والاستبداد في سعي نضالي نحو الضوء والحرية.
 يتمرد على اللغة والوزن، يدون القصيدة، بمفرداتها الواضحة، بما تمتلك من روح التعبير عن المعنى، يشحنها بفكر تقدمي حر، ليعلن عن صوت القرى والمدن ،ويرتد صدى صوته من الجبال نحو البراري، لينساب مع ماء هذي الأرض، فيزهر في كل قلب أقحوان ونرجس.
آهات الحرية ترجمة لغوية لأحلامه، والوفاء لها، بل هو صنع احلام جديدة، احلام تمتلك أجنحة قوية قادرة على التحليق في مناخات الحياة، يوضح بنية الواقع، ويدعم التزامه بقضايا الإنسان ويدافع عنها، ويسخر قلمه من أجل الشعب والعشق والجمال.
الشاعر فرهاد مردي، شاعر ملتزم، ينتج أدبا ثوريا،  ثائر بطبعه، بأحلامه ومفرداته وقصائده المضمخة برائحة الأرض، المسكونة بعويل الأمهات، الطافح بعرق ودماء الشباب، المترعة بالأوجاع.
قصائد تروي حكاية تاريخ موغل في القدم يئن تحت وطأة الظلم، قصائد تغني لقامات شجاعة، لفرح الانتصارات، تتماوج مع ضحكات الطفولة وحقول القمح، وزغاريد الانتصار..
آهات الحرية، ديوان شعر يرسم ملامح غد اجمل، يعبر عن وفاءه لأحلام طفولته الهاربة من قبضة الريح، قصائد تستند إلى طوروس وتمنح الأمل لبراري الوطن وحقوله، حيث صوت القرويين والعمال والمحاربات والمحاربين يطلقون العنان لمواويل العشق، ومقاتلات جميلات يزفرن بآهات الحرية.