سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فرهاد ديرك.. أيقونة النضال وأحد مؤسسي الإدارة الذاتية 

روناهي/ قامشلو ـ

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهادِ فرهاد ديرك، يتلقَّى السائرون على خُطاهُ ممن يناضلونَ في سبيلِ نشرِ فكرِ الحريةِ والحفاظِ على القِيمِ تدريباتِهِم في الأكاديمية التي افتُتِحَت باسمِه، وفي المقابل، لم يُحاسَبِ المسؤولون عن استشهادِه ولا تزالُ هجماتُ المحتلين والعملاء مستمرة.
مضى عامان على استشهادِ نائبِ الرئاسةِ المشتركة للمجلسِ التنفيذي للإدارةِ الذاتية لشمالِ وشرقِ سوريا حسين شبلي (فرهاد ديرك)، الذي كان قد تَوجَّه إلى السليمانية في إقليمِ كردستان لتَلقِّي العلاج، فاستُشهِدَ هناكَ إثرَ قصفٍ جويٍّ شنَّتْه مُسيَّرةٌ تابعةٌ لدولةِ الاحتلالِ التركي.
مسيرة حياته
انخرط المناضل فرهاد ديرك، الذي وُلد في قرية قدريرك التابعة لمدينة ديرك عام 1977، في النضال منذ التسعينات، وتعرّف على حركة التحرر الكردستانية عن طريق والدته شيرين عمر لينضم إلى النشاط الثوري عام 1993.
وسيّر فرهاد ديرك العمل الثوري خلال تلك السنوات في العديد من المناطق والمدن في روج آفا وسوريا، وتلقى التدريبات على يد القائد “عبد الله أوجلان” عام 1997 ثم توجّه إلى جبال كردستان، وهناك أيضاً انخرط في العمل الثوري في العديد من مناطق الدفاع مديا ومخيم الشهيد رستم جودي (مخمور).
ثورة 19 تموز ودوره الريادي في بناء نظام الإدارة 
وتوجّه فرهاد ديرك إلى روج آفا، مع انطلاق الربيع الشعبي وبدء الأزمة السورية، وقد نظّم كرد روج آفا أنفسهم بقيادته ورفاقه وفقاً لظروف المرحلة وبنوا نظامهم، حيث تم تأسيس مجلس شعب غربي كردستان (MGRK) عقب ذلك، ويُعد فرهاد ديرك أحد مؤسسيه، وأصبح مع انطلاق ثورة 19 تموز 2012 أحد قيادي الثورة، ولعب دوراً بارزاً في الدفاع عن المجتمع وتنظيمه وتدريبه وتوعيته، وقاد تحرير المناطق وبناء النظام فيها وخاصة في حلب وعفرين.
وبدأ بناء نظام الإدارة الذاتية (2014) جنباً إلى جنب مع تحرير المناطق، وقد كان “فرهاد ديرك”، أحد قيادي وريادي هذا العمل، حيث نظّم الأهالي في الكومينات والمجالس وإدارات المناطق ووجّههم، وعلى الرغم من أنه كان فاقداً إحدى قدميه في الحرب، إلا أنه درّب الأهالي من حلب وعفرين وحتى منبج وكوباني وكري سبي والحسكة، وقامشلو وديرك، وعرّفهم بنظام الإدارة الذاتية وبنى لنفسه مكانة داخل المجتمع من خلال نضاله، وفي النهاية، انتُخب نائباً للرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا عام 2018.
كما وكان فرهاد، أحدَ قياديي ورياديي بناءِ نظامِ الإدارةِ الذاتية، فقد نظَّم الأهالي في الكوميناتِ والمجالسِ وإداراتِ المناطق ووجَّهَهُم، وعلى الرغمِ من أنَّه كانَ فاقداً إحدى قدميه في الحرب، إلا أنَّه درّب الأهالي من حلبَ وعفرينَ وحتى منبجَ وكوباني وكري سبي والحسكة، وقامشلو وديرك، وعرَّفَهم بنظامِ الإدارةِ الذاتية وبنى لنفسِه مكانةً داخلَ المجتمع من خلالِ نضالِه، وفي النهاية، انتُخِبَ نائباً للرئاسةِ المشتركة للمجلسِ التنفيذيِّ للإدارةِ الذاتيةِ لشمال ِوشرقِ سوريا عامَ ألفين وثمانيةَ عشرَ.
استُهدف من المحتل 
وكان المناضل فرهاد ديرك يكافح، إلى جانب أعمال تأسيس نظام الإدارة الذاتية، المرض، ولهذا توجّه إلى باشور كردستان عام 2022 لتلقّي العلاج، لكنه استُهدف من العدو الغاشم، ففي 17 حزيران عام 2022 وبينما كان برفقة ثلاثة من رفاقه في ناحية كلار التابعة للسليمانية، قُصفت سيارتهم من مسيّرة تابعة لدولة الاحتلال التركي، وأسفر عن استشهاده مع رفاقه الثلاثة.
فيما شُيّع جثمان الشهيد فرهاد ديرك بمشاركة عشرات الآلاف ووُري الثرى في مزار الشهيد خبات ديرك، في ديرك، فيما نُصبت خيم العزاء في مناطق شمال وشرق سوريا.
والجدير ذكره، إن المسؤولون عن استشهاد فرهاد ديرك لم يحاسبوا، لكن يُقدم في شمال وشرق سوريا الرد اللازم من خلال العمل على تحقيق أهداف الشهداء. فبعد استشهاده، افتتحت قوى الأمن الداخلي أكاديمية باسمه، وتم تدريب المئات من الأشخاص في هذه الأكاديمية حتى الآن، ويناضل المتدربون المتخرجون من هذه الأكاديمية في سبيل نشر فكر الحرية وتحقيق أمنيات الشهداء والحفاظ على القيم.
وعن برامج وفعاليات استذكاره، فبمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد فرهاد ديرك، سيُقام في ديرك في 17 حزيران الجاري أي يوم استشهاده، برنامج لاستذكاره، وستحيي الإدارة الذاتية ذكراه في مدينة الرقة في 19 من شهر حزيران الجاري.