فرهاد إبراهيم.. موهبة فنية صغيرة تلمع في سن الخامسة عشر

كركي لكي/ ليكرين خاني –

الإرادة والإصرار على تعلم شيء أو اكتساب خبرة فنية يفتح آفاقاً أمام كلّ طموحٍ وموهوب، ليدخل لعوالم الفن المختلفة التي تعبر عن المشاعر الإنسانية بأشكال متنوعة، وهذا ما عاشه العازف فرهاد إبراهيم الذي طُوّر من موهبته بنفسه ليصبح مبدعاً فيما بعد.

كلّ إنسان داخله مواهب وإبداعات رائعة، تكون أحياناً تحت الجلد، لا تظهر إلى أن يأتي موقف معين أو حدث معين أو شخص يشجعك لتخرج تلك الطاقات الكامنة، ولتعلن عن نفسها للآخرين، فإذا ما أعطي الطفل فرصة لاستغلال مواهبه سيكون قادراً بنفسه على اكتشاف طبيعة الأشياء من حوله، وسيتوصل إلى اكتشافات مذهلة بالنسبة له فتعطيه الحافز لاكتشاف المزيد، فمحيط الطفل الموهوب، له تأثير قوي يختلف من بيئة لأخرى، ففي شمال وشرق سوريا، تنمو كلّ يوم موهبة صغيرة جديدة بدعم من المراكز الفنية الثقافية، فاحتضان المواهب في محاضنها الإبداعية الصحيحة، يسهم في تعزيز ثقة الموهوبين بأنفسهم وتشجعهم على التقدم وبذل المجهود لترتقي وتلمع تلك الموهبة.

إصرار على إتقان العزف

وعن قصة فرهاد إبراهيم ذي الخمسة عشر ربيعاً، الذي بدأ بالعزف على آلة الطنبور بشكل احترافي في الثالثة عشر من عمره دون مدرب أو معلم على الآلة، وقد فاجأ إبراهيم محيطه بنبوغه الفني في هذا السن، واستمرّ في العزف على العديد من الآلات الموسيقية، وتدرّب عليها بتشجيع من عائلته، التي قدمت له الدعم. وللاطلاع عن قرب على موهبة الشاب الصغير فرهاد إبراهيم من مدينة رميلان، كان لصحيفتنا “روناهي” لقاء معه، ليحدثنا عن موهبته الذي قام بتنميتها دون اللجوء إلى دورات تدريبية حيث قال: “كان لدينا آلة طنبور كانت مهمّشة في ركن من أركان المنزل، وأنا في سن الثالثة عشر حاولت أن أعزف عليها، ووجدت نفسي أنسجم مع تلك الآلة، لذلك قرّرت أن أبحث وأعمل على تعلم العزف بالشكل الصحيح، ولجأت إلى فيديو تعليمي يعلم كيفية العزف عن طريق النوتة، وبعدها بفترة وجيزة تفاجأت بأناملي كيف تناغمت مع أوتار الآلة، اختلطت مشاعري بين الفرح والخوف، واستغربت من قدرتي على العزف بالشكل الصحيح وحينها أذكر أنني حاولت أن أعزف موسيقى أغنية للفنان محمد شيخو”.

مهارة العزف السماعي

وتابع: “أدركت أنّه علي الاستمرار في العزف لاكتشف مدى معرفتي بالعزف، كون إتقان تكنيك العزف على الآلات الجزء الأكثر صعوبة في عملية التعلم، وقد اعتمدت التدرّب السمعي، فقد ساعدني على تطوير الأذن الموسيقية مثل الكوردات، والمقاييس، والنغمات، والسكتات الزمنية، وتصنيف ما أسمعه والتمييز بين التنويعات الموسيقية المختلفة، وهذا ما سهّل عليّ العزف دون الاعتماد على أدوات إضافية مثل قراءة ورقة النوتة، فتدريب الأذن الموسيقية ساهم في تنمية مهارة العزف السماعي بشكل طبيعي  إلى أن وصلت لمرحلة ارتجال المعزوفات المنفردة”.

“تشجيع العائلة نمّاني“

وأضاف: “بدأت عائلتي الالتفات لموهبتي، وشجعتني بشكل كبير على الاستمرار، في الحقيقة لقد تلقيت الرعاية والاهتمام كله لتنمية موهبتي، واستمرّ دعمي ورفع معنوياتي لغاية اليوم، فقد قام والداي بتشجيعي على الذهاب إلى مركز آرام تيكران، للثقافة والفن وكنت عضواً في فرقة الشهيد سرحد، وعزفت على العديد من الآلات منها الغيتار والبيانو والبزق والطنبور والعود، والأورغ والبغلما وغيرها من الآلات”.

واختتم فرهاد إبراهيم حديثه بالقول: “وجدت نفسي في هذا المجال وسأستمرّ فيه إلى جانب الدراسة، وسأقوم بتطوير موهبتي لمستويات أعلى، وفي هذا رسالة إلى الشبان والشابات الذين يملكون موهبة، أن يستمروا بالعمل على تطويرها فمن خلالها يستطيع الإنسان أن يتعرّف مكامن ذاته”.