فرحان حج عيسى: تقارب تركيا مع دمشق مؤامرة جديدة على الشعب السوري

كوباني/ سلافا أحمد ـ

أشار رئيس مجلس حزب سوريا المستقبل في إقليم الفرات فرحان حج عيسى إلى أنه بعد فشل محاولات الاحتلال التركي بالقضاء على مشروع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تحاول دولة الاحتلال التركي حياكة مؤامرة أخرى عبر مصالحتها مع حكومة دمشق، وأكد أن تركيا هي من حرفت مسار الثورة السورية، وحولت أبناء الشعب السوري لمرتزقة، والآن مرة أخرى تحاول تنفيذ مشارعيها الاحتلالية بصور أخرى في المنطقة.

أولوية مصالح الدولة التركية

جاء حديث فرحان حج عيسى، لصحيفتنا عقب تصريحات الدولة التركية المطالبة بإجراء مصالحة مع دمشق، بعد أحد عشر عاماً من الصراع السوري، والدور السلبي، التي لعبته دولة الاحتلال التركي، منذ بداية الأزمة السورية.

واستهل فرحان عيسى حديثه: “بخصوص ما طرحته الدولة التركية، أو سياسيوها، أردوغان، ومولود جاويش أوغلو حول العلاقات مع الحكومة السورية، وحول إمكانية المصالحة أو الالتقاء، فإنها مجرد حملة إعلامية للضغط على الإدارة الذاتية، لا أقل ولا أكثر”.

وأضاف حج عيسى: “القاصي والداني بات يعلم، بأن النظامين التركي والسوري، لم يقطعا العلاقات مع بعضهما يوماً واحداً، وهما اعترفا بأنهما كانا يلتقيان بين الحين والآخر استخباراتياً، بغض النظر عما يظهر على الإعلام، والدولة التركية ومنذ تأسيسها عرفت بتاريخها الأسود بالقتل، والدمار والإقصاء، والاحتلال والتهميش، وهي دولة تعادي جميع الشعوب، التي تختلف معها، الحكومات التركية المتتالية، التي استلمت السطلة منذ عام 1923 وإلى اليوم، مشاريعها وخططها تتشابه، وبخاصة في مجال إنكار حقوق الشعوب الأخرى”.

وأوضح حج عيسى: “نأسف لما آلت إليه الدولة التركية المحتلة، التي أصبحت، وبخاصة في عهد أردوغان دولة مارقة خارجة عن القوانين والعهود الدولية، فتارةً نراها في أذربيجان، وتارة في أوكرانيا، وتارة في دول الشرق الأوسط وتارة في ليبيا، وشنكال وباشور كردستان، ومن جهة أخرى هاجمت المشروع الديمقراطي لشعوب شمال وشرق سوريا، وبإمكاننا تسميتها بدولة الإرهاب”.

إفشال مشروعنا الديمقراطي

وحول التصريحات الأخيرة، التي صدرت من المسؤولين الأتراك، حول إجراء مصالحات مع حكومة دمشق، لفت حج عيسى: إن “التصريحات التركية بإجراء مصالحة مع النظام السوري، بحد ذاته مؤامرة، فكما كانت المؤامرة الأولى لتركيا في سوريا بتسليحها الثورة السورية، وانحرافها عن مسارها الحقيقي، الآن ومرة أخرى بعد أحد عشر عاماً من الحرب والدمار، والتهجير والقتل، تحاول تركيا المصالحة مع الحكومة السورية، وهدفها حياكة مؤامرات جديدة لإفشال وضرب مشروع الإدارة الذاتية، والقضاء على الوجود الكردي في المنطقة، وذلك بالتفاهم مع حكومة دمشق”.

وأكد حج عيسى: “المطالبة العلنية بإجراء مصالحة مع دمشق، دلالة وتأكيد، بأن هدفهم الوحيد هو إنكار الوجود الكردي ومحاربته بكافة السبل، والقضاء على مشروع الأمة الديمقراطية في المنطقة، كما أن المصالحة تهدف للنيل من الإرادة الحرة لشعوب المنطقة كافة”.

وبين حج عيسى: “بعد فشل محاولات تركيا الإرهابية والفاشية في المنطقة، تحاول مرة أخرى عبر إجرائها هذه المصالحة، تنفيذ أطماعها في سوريا وشرعنة احتلالاتها لعدد من المدن السورية المحتلة، فمنذ بدء الحراك السوري، وتركيا تحاول الاستفادة من الأزمة السورية، فالمرتزقة التي كانت تسمي نفسها بالجيش الحر، أصبحت مرتزقة لديها، تقاتل وتحارب لتنفيذ أطماع الاحتلال التركي في سوريا”.

واختتم فرحان حج عيسى حديثه: “الدولة التركية المحتلة تعيش الكثير من الأزمات الداخلية والخارجية، وتشهد أزمة مالية وسياسية خانقة، لم تعهده حكومة حزب العدالة والتنمية منذ عام 2003، لذا تحاول جاهدة عبر مساعيها فك عزلتها الداخلية والخارجية عبر مخططاتها الاحتلالية في سوريا، وإرضاء شعبها، الذي وصل لمرحلة لم يعد يقبل بسياسة أردوغان، وبخاصة تصريحاته الوهمية بإعادة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم، وتحسين المستوى المعيشي للشعب”.