نقترب بسرعة من انطلاق منافسات كأس العالم للسيدات التي ستقام في الفترة ما بين 20 تموز الجاري و20 آب المُقبل، في أستراليا ونيوزيلندا، وسط مساعي الدول الصاعدة كروياً لإثبات مكانتها بين الكبار، وتستعرض عليكم منصة +FIFA مسيرة منتخب جامايكا وما ينتظره في البطولة.
رغم البداية المتواضعة لكرة قدم السيدات في جامايكا، إلا أن المستقبل يبدو مشرقاً أمامها، إذ تستعد فتيات الريغي لخوض النسخة الثانية على التوالي من مونديال السيدات، وهو إنجاز لم يكن أحد ليتوقعه قبل عشر سنوات فقط، إذ تم حَلُّ المنتخب الوطني عام ٢٠١٠ إثر الفشل في التأهل لنسخة ٢٠٠٣ من كأس العالم للسيدات ومنافسات كرة القدم الأولمبية في بكين ٢٠٠٨، وبحلول عام ٢٠١٠ تقهقر ترتيب البلاد على قائمة التصنيف العالمي لمنتخبات السيدات FIFA/Coca-Cola إلى المركز ١٢٨، وقبل أن يُعلن اتحاد كرة القدم الجامايكي عن إيقاف برنامج منتخب السيدات الأول ونظيره الأولمبي، اختفى اسم البلاد من لائحة التصنيف العالمي نتيجة عدم الانخراط في أي نشاط كروي دولي.
إلا أن المنتخب انتفض بقوة عام ٢٠١٤، وحصل على تمويل، وبدأ يستقطب اللاعبات قُبيل انطلاق بطولة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي للسيدات في السنة نفسها، ورغم أن الفريق احتل المركز الثالث في ترتيب مجموعته وفشل في بلوغ كندا ٢٠١٥، تمكنت البلاد من العودة إلى قائمة التصنيف العالمي، واستمر مسارها التصاعدي منذ ذلك التاريخ.
أما عام ٢٠١٨، فشهد إنجازاً غير متوقع تمثّل بحصد الميدالية البرونزية في بطولة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي للسيدات وحجز بطاقة التأهل لكأس العالم للسيدات للمرة الأولى بتاريخ البلاد، لتصبح فتيات الريغي أول منتخب يمثل منطقة الكاريبي في العرس الكروي العالمي للسيدات، وهو إنجاز نجحن بتكراره بعد أربع سنوات في المكسيك تحت إمرة المدرب لورن دونالدسون الذي قاد الفريق للنسخة الثانية على التوالي من البطولة، إلى جانب منتخب آخر من الكاريبي، وهو هايتي.
مباريات جامايكا في الدور الأول (المجموعة السادسة)
ـ 23تموز /جامايكا – فرنسا/.
ـ 29 تموز /بنما – جامايكا/.
ـ 2 آب /جامايكا – البرازيل/.
أبرز اللاعبات.. خديجة شاو
خديجة شاو هي قائدة المنتخب وأسطورة البلاد الكروية، إذ يعود الفضل إليها في مساعدة فتيات الريغي على التأهل لنسختين من كأس العالم للسيدات، بينما تحافظ على تألقها مع مانشستر سيتي في دوري السوبر الإنكليزي للسيدات، ورغم أنها في السادسة والعشرين من العمر فقط، إلا أن لها بصمة لا تُمحى في عالم كرة القدم الجامايكية.
وفي مقابلة لها مع قناة BBC Sport، قالت خديجة شاو: “عندما كنتُ صغيرة، لم يسمح لي والداي باللعب، نتيجة الفرص المحدودة، وفي أحد الأيام قلتُ لهما: فلنعقد صفقة: أجتاز الامتحانات، وتسمحان لي باللعب‘، قمتُ بذلك، وتم استدعائي لمنتخب جامايكا تحت ١٥ سنة. وقلتُ عندها أمي! من يعلم! لربما أتمكن من تغيير كرة القدم في جامايكا‘”.
نجمة تحت الضوء.. جودي براون
يُنظر إلى جودي براون باعتبارها مهاجمة قادرة على الاضطلاع بمهام خط الوسط أيضاً، وتحترف حالياً مع نادي فلوريدا ستيت سيمينوليس، ورغم حداثة عهد مشوارها الكروي إلا أنها حققت الكثير، إذ خاضت مباراتها الدولية الأولى عام ٢٠١٨، وهي لا تزال في السادسة عشرة من العمر، وساعدت جامايكا على التأهل لكأس العالم للمرة الأولى ذلك العام، إذ نالت جائزة أفضل لاعبة شابة في بطولة أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي للسيدات، إذ سجلت ثلاثية في شباك كوبا، واقتنصت هدف الفوز المهم في لقاء تحديد المركز الثالث أمام بنما، وهو ما ضمِن حجز تذكرة عبور منتخب سيدات جامايكا للعرس الكروي العالمي للمرة الأولى.
وفي مقابلة لها مع دورية Olypmics Football عام ٢٠١٩، قالت جودي براون: “بعد تأهلنا إلى كأس العالم، كان الجميع يُغني في غرفة تبديل الملابس، لن أنسى ذلك اليوم لأن الحلم الذي يراودني منذ الطفولة هو أن أصل إلى هذا المستوى وأواجه كُبريات المنتخبات في العالم”. كان ذلك حلماً عاشته جودي مجدداً بعد أربع سنوات عندما ساعدت بلادها في تموز الماضي على احتلال المركز الثالث للمرة الثانية على التوالي في البطولة القارية، وتأكيداً على قدرة البلاد على مواجهة نخبة العالم في أستراليا ونيوزيلندا.
تاريخ المُشاركات في كأس العالم للسيدات
شاركت جامايكا في كأس العالم للسيدات للمرة الأولى في فرنسا ٢٠١٩ لتكون أول دولة كاريبية تتأهل للعرس الكروي العالمي، إلا أن الأمور لم تمضِ كما كان مُنتظراً، إذ خسرت سيدات جامايكا مبارياتهن الثلاث ودخل شباكهن ١٢ هدفاً، بينما حصدت هدفاً يتيماً، ويُنتظر أن تشارك خديجة شاو وجودي براون وساشانا كامبيل وهافانا سولاون مجدداً في النسخة المُقبلة لتكن دعامة منتخب يحاول إثبات علو كعبه للمرة الثانية بين الكبار.
