فتاة تكتشف مصدر أخطر عدوى فطرية تصيب مرضى الإيدز

حدد الباحثون المصدر البيئي للالتهابات الفطرية التي كانت تصيب مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) في جنوب كالفورنيا على مدى عقود. حيث إنها حرفياً تنمو على الأشجار! ويستند هذا الاكتشاف على مشروع علمي لفتاة تبلغ من العمر 13 عاماً، وقد قضت الصيف في جمع عينات من التربة والشجر في المناطق القريبة من لوس أنجلوس بكاليفورنيا والتي تعتبر الأكثر تضرراً بالالتهابات الفطرية للفطر المسمى بـ المستخفية قاتي.

فصيلة المستخفية تشمل عدداً من الأنواع، بما في ذلك نوع قاتي الذي يتسبب في عدوى الرئتين والدماغ المهددة للحياة، وهي المسؤولة عن ثلث وفيات مرضى الإيدز. ولقد وجدت الدراسة التي ظهرت في 21 من أغسطس في دورية المكتبة العامة للعلوم لعلم الأمراض أدلة وراثية قوية أن ثلاثة أنواع من الأشجار: صنوبر جزر الكناري، البوهوتوكاوا، وشجر الصمغ الحلو الأمريكي يمكن أن تكون حاضنة بيئية ومصدراً لهذه العدوى البشرية.

قالت د.ديبورا سيبرنغر مؤلفة الدراسة وزميلة ما بعد الدكتوراه في مركز الأمراض الميكروبية في كلية الطب في جامعة دوك: ” كما يقال للناس الذين يسافرون إلى أمريكا الجنوبية بأن يكونوا أكثر حذراً حول شرب الماء، والناس الذين يزورون مناطق أخرى مثل كاليفورنيا، وشمال غرب المحيط الهادي، وأوريغون يحتاجون إلى أن يكونوا على علم بأنهم في خطر من تكوين عدوى فطرية، خاصة إذا كان جهازهم المناعي ضعيف.”

بدأت القصة قبل بضع سنوات، حين تلقى رئيس قسم الوراثة الجزيئية والأحياء الدقيقة بجامعة دوك الطبيب جوزيف هيتمان اتصالاً من باحث صديق واختصاصي في الأمراض المعدية من جامعة كالفورنيا لوس أنجلوس الطبيب سكوت فيلر، والذي كانت ابنته إيلان تبحث عن مشروع علمي تقضيه في فصل الصيف فاقترح جوزيف أن تقوم باستكشاف الفطريات التي تعيش في منطقة في لوس أنجلوس!

جمعت إيلان عينات تتضمن 109 مسحةً من أكثر 30 نوعاً من الأشجار و 58 عينةً من التربة، ثم عزلت فطر المستخفية منها وأرسلت العينات إلى د. ديبورا سبرينغر في جامعة دوك. ل حددت سبرينغر تسلسل عينات الحمض النووي الحمض النووي الرايبوزي منزوع الأوكسجين للفطريات من لوس أنجلوس وقارنته بتسلسل فطريات قاتي المسببة للعدوى في مرضى فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).

اندهشت عندما وجدت أن عينات الفطريات من الأنواع الثلاثة من الأشجار لا يمكن تمييزها تقريباً عن عينات المريض! ولقد وجد الباحثون أيضاً أن المستخفية قاتي التي تم أخذها من البيئة خصبةٌ ومهيئةٌ للتكاثر سواءً عن طريق التكاثر الجنسي أو اللاجنسي. وقالت سبرينغر: ” هذا الاكتشاف مهم لدراسة انتشار هذه الفطريات في البيئة على المدى الطويل، لأنها ستكون قادرة على النمو، التكاثر، ونشر الأبواغ، وبالتالي ستصبح بمثابة مصدرٍ للعدوى المستمرة”.