سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

فأر الحقل أسباب ظهوره وكيفيّة مكافحته

نظراً لقلة الهطولات المطريّة هذا العام، ونتيجة الجفاف ظهر فأر الحقل الذي يُعتبر من الآفات التي تصيب المحاصيل الزراعية بمختلف أنواعها كالقمح والشعير والذرة، كما أنه يتسبب بضرر لتلك المحاصيل بدرجات متفاوتة تبعاً لدرجة انتشارها في الحقل.
الاسم اللاتيني لفأر الحقل هو “microtus socialis” اكتُشف هذا النوع في سوريا لأول مرة عام 1827م، وهو نوع متوطن وليس دخيل.
 الصفات المورفولوجية
 حجمه صغير يتراوح وزن الأفراد البالغة منه ما بين الـ 40 ـ 50 غرام، أطرافه الخلفية أطول من الأمامية تنتهي بخمسة مخالب.
التكاثر: يتكاثر على مدار العام، ولكن موسم التكاثر الأساسي له هو من نهاية شهر تشرين الأول إلى نهاية شهر نيسان، حيث تنجب أنثى الفأر من / 2 ـ 14 / مولود، بعد حمل 21 يوم.
يتم فطام المواليد بعد 15 ـ 20 يوم من الولادة، تبلغ المواليد النضج الجنسي بعد حوالي 35 يوماً وتصبح قادرة على التزاوج، ويبلغ عدد الولادات لكل أنثى من خمس إلى سبع مرات في العام الواحد.
الغذاء: فأر الحقل عاشب يتغذى ما يعادل وزنه من البذور أو الجذور أو الثمار أو القلف أو الأوراق، ويقوم بتخزين كميات كبيرة من الغذاء في الجحور، ويمكن أن تُخزن حوالي 255 سنبلة في جحر واحد، حيث يتم التخزين ضمن انفاق خاصة بهذا الغرض ينشئها الفأر بالقرب من جحره الأساسي.
النشاط: لوحظ أن آفة فأر الحقل تنشط أثناء النهار والليل، حيث تبلغ ذروة نشاطه عند الصباح الباكر والمساء، يقوم الفأر بسحب الأعشاب الغضة بسرعة إلى داخل الجحر ليتم التغذي عليها بأمان.
أنظمة الجحور: تحفر الفئران أنفاقاً بقطر 5 ـ 7 سم وعلى عمق 5 ـ 8 سم تحت سطح التربة؛ وتربط هذه الأنفاق بعضها مع بعض حيث تنتهي بغرفة تسمى العش يتراوح قطرها ما بين الـ  10 ـ 15 سم.

التذبذب العددي لمجتمعات فأر الحقل
إن التذبذب العددي الكبير لأعداد الفئران يصل في بعض السنوات إلى مراحل وبائية مسبباً أضراراً كبيرة للمحاصيل الزراعية، حيث يمر ذلك بمرحلتين.
مرحلة التزايد العددي: يرتبط تزايد آفة فأر الحقل بوجود مصادر جيدة للغذاء مع شروط مناخية وبيئية مناسبة، مما يؤدي إلى زيادة في عدد المواليد وزيادة عدد الولادات وسرعة وصول المواليد إلى البلوغ الجنسي كل هذا يظهر زيادة في الأضرار.
مرحلة الهبوط العددي: مع زيادة عدد الفئران تبدأ مصادر التغذية بالانخفاض، إضافة إلى ظروف الازدحام في وحدة المساحة التي تعيش فيها الفئران، وهذا يقود إلى الاقتتال ولقلة المواليد لذلك تبدأ أعداد الآفة بالانخفاض لعدة عوامل منها:
ـ تضاؤل المصادر الغذائية.
ـ ارتفاع نسبة النفوق بين الأفراد البالغة.
ـ انخفاض معدلات التوالد لدرجة كبيرة.
ـ ارتفاع كثافة الأعداء الحيوية.
ـ الهطولات المطرية الغزيرة تُسهم في إقلال الآفة نتيجة غرق الفئران.
 الانتشار والتوزع الجغرافي
ينتشر فأر الحقل في الأراضي من مستوى سطح البحر وحتى ارتفاع 2200 متر في المناطق الجبلية، ويقل انتشاره في الأراضي التي يقل فيها معدل الهطول المطري عن 250 م سنوياً.

الأضرار التي يسببها: يسبب أضراراً للبذور المزروعة والبادرات والأوراق والجذور والسوق والثمار وقلف الأشجار.
 مكافحة فأر الحقل
 تتم مكافحة فأر الحقل بطريقتين ومنها الطريقة غير الكيميائية، والطرق الكيماوية.
الطريقة غير الكيميائية:
1 ـ فلاحة الأراضي الزراعية بعد الحصاد أو الجني “جني المحصول”.
2 ـ جمع بقايا المحصول في الحقول.
3 ـ وضع المصائد التنكية في الحقول.
4 ـ تطويف الجحور بالماء.
5 ـ استعمال غاز عوادم المحركات.
الطرق الكيماوية:
أما المبيدات المستخدمة عالمياً فتنقسم إلى:
1 ـ مركبات ذات السمية الحادة أو السريعة التأثير.
2 ـ مركبات ذات السمية المزمنة أو بطيئة التأثير (مانعات تخثر الدم).
3 ـ مركبات ذات سمية متوسطة التأثير.
 مستحضرات مبيدات القوارض
 تُحضر مبيدات القوارض بأشكال وصور مختلفة لتسهيل استخدامها في مختلف الظروف، ومنها المستحضرات الجاهزة للاستخدام ومركزات المادة الفعالة التي يتم خلطها مع مادة غذائية جاذبة للقوارض، وتشكل الحبوب الغذاء الرئيسي لغالبية أنواع القوارض ولتوفرها بكميات كبيرة وسهولة تخزينها، استُخدمت كمواد للمادة الفعالة، حيث يتم نقع الحبوب الجيدة بالماء لمدة 12 ساعة، ومن ثم يضاف إليها كمية من زيت الغذاء ومادة جاذبة كالسكر أو القرفة أو اليانسون؛ وبذلك يصبح الطعم جاهزاً للاستخدام، ويراعى قبل البدء بعملية المكافحة هذه الطريقة لإغلاق جحور الفئران في الحقل ووضع الحبوب المنقوعة غير العاملة في الجحور لتشجيع الفئران على أكلها مع ترك فاصل زمني يوم أو يومين، ومن ثم تتم المكافحة بالحبوب المعاملة.