سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

غياث نعيسة: التفاف الشعوب والقوى الديمقراطية حول الإدارة الذاتية ضمانة استمرارها

أكد المعارض السوري، والمنسق العام لتيار اليسار الثوري السوري، غياث نعيسة، أن تركيا تستغل العنف العام والتحولات الكبرى للإمعان في سياساتها التوسعية في سوريا، مشيراً إلى أن من أبرز أهدافها هو تفكيك مشروع الإدارة الذاتية الوطني، والذي يعد حاملاً للمخرج الوحيد من الوضع الكارثي السوري، مطالباً السوريين والقوى الوطنية الالتفاف حول الإدارة الذاتية وقواها الشعبية والسياسية والعسكرية.
وحول ذلك تحدث لوكالة هاوار: “الصراع العالمي وما ينتج عنه من اصطفافات مصالح للدول في كتل متصارعة، يؤدي في جانب منه إلى إهمال قضايا الشعوب العادلة، وتجاهلها، مثلما نجد اليوم مواقفها تجاه الشعب الفلسطيني، فالدول فعلت الشيء نفسه من التجاهل وعدم الاهتمام تجاه قضية الشعب الكردي والشعب السوري، وحقوقهما بالحرية والسلام والعدالة، ما يدفعنا إلى تكرار حقيقة إن الدول الكبرى والإقليمية تعمل فقط وفق مصالحها الخاصة وليس وفق حقوق الشعوب”.
وتابع: “الدليل الآخر على ذلك في سوريا هو الحرب المدمرة، التي يشنها نظام أردوغان ضد شعبنا في شمال وشرق سوريا، حيث لا يكتفي هذا النظام المجرم بقتل واغتيال أبناء وبنات شعبنا، بل يدمر مقومات الحياة لملايين السوريين، وهو ما تفعله إسرائيل اليوم في غزة، ويتم ذلك بصمت أو حتى بمباركة من الدول الكبرى، التي تدّعي حرصها على الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وأشار: إلى أن “هذا درس مكرر لا بد من فهمه جيداً، بأنه لا حليف للشعوب المضطهدة والمقهورة سوى الشعوب المناضلة وقواها، التي تناضل من أجل الحرية، وأثبتت تجارب الثورات أن من يراهن على دعم دول الهيمنة الكبرى والرأسمالية، ينتهي به الأمر إلى الهزيمة والاستسلام”.

الإدارة الذاتية مشروع وطني
وأوضح: “تركيا تريد تفكيك مشروع الإدارة الذاتية، بوصفه مشروعاً وطنياً سورياً حاملاً لمخرج جدّي من الوضع الكارثي، الذي تعيشه بلادنا، ومن جهة أخرى تهدف تركيا إلى إجهاض أي مشروع يحمل حلاً عادلاً لقضية الحقوق القومية المشروعة للشعب الكردي؛ لأن القضية الكردية هي إحدى القضايا التي ترفض الدولة التركية تقديم حلاً عادلاً لها، كما أن تريد تركيا إجهاض أي مشروع جامع للقوى الديمقراطية السورية الحقيقية والمستقلة، وأبرزها قوى الإدارة الذاتية، لترك الباب واسعاً لتركيا ولمرتزقها كطرف فاعل في التسوية، حسب رؤية دول أستانا للوضع السوري، أي إعادة انتاج استبدادي وطائفي، لن يكون حلاً للوضع السوري بل مشروع حرب أهلية طويلة الأمد”.
وأكد: أنه “في مواجهة الصمت الدولي لجرائم تركيا في شمال شرق سوريا، يتطلب من الجميع موقفاً تضامنياً واضحاً وملموساً، أولاً من كل القوى الديمقراطية السورية، وأيضاً من كل قوى التحرر في العالم، فكفاح الشعوب من أجل تحررها واحد على الصعيد المحلي والإقليمي والعالمي”.
واختتم غياث نعيسة حديثه: “في الوضع السوري، فإن مصلحة الشعب السوري وقواه الديمقراطية في قلب موازين القوى، ورسم مستقبل أفضل يلزمه موقف حازم بالوقوف مع الإدارة الذاتية والالتفاف حولها ومساندة قواها الشعبية والسياسية والعسكرية في مواجهة الوحشية التركية، التي تزداد يوماً بعد يوم، وخاصة أنها فشلت في القضاء على إرادة الشعوب بالحرية والكرامة، وحقها في تقرير مصيرها”.