غياب استعدادات الأندية في ‘‘إقليم الجزيرة’’ لمرحلة الإياب وانعكاساتها على المستوى الفني

روناهي/ قامشلو ـ انتهت منافسات مرحلة الذهاب لدوري فئتي ‘الشباب والرجال’’، في ‘‘إقليم الجزيرة’’ لعام 2023، وبحسب المعلومات قد تنطلق بعد حوالي الأسبوعين من الآن منافسات مرحلة الإياب من الدوري لهاتين الفئتين، ولكن حتى الآن لم نشهد أي تحضير من معظم الأندية بهذا الصدد!، مما يُنذر بمستوى فني ضعيف كما كان في مرحلة الذهاب.

وبتاريخ 17/6/2023، اختُتمت منافسات مرحلة الذهاب من دوري ‘‘الرجال’’ بكرة القدم في ‘‘إقليم الجزيرة’’ لعام 2023، بينما بتاريخ 22/6/2023، انتهت مرحلة الذهاب من دوري ‘‘الشباب’’ لكرة القدم.

ويبدو على غرار ضعف الاستعدادات قبل انطلاقة مرحلة الذهاب، ستكون نفس الحالة بخصوص مرحلة الإياب أيضاً، حيث معظم الأندية، لم تستعد للمرحلة بالشكل المطلوب، وحتى بعض النوادي تعرّف لاعبيها على بعضهم البعض في أول مباراة للنادي في الدوري!

وتُرجع هذه الأندية أسباب عدم خروجها بحصص تدريبية، ولعب مباريات تجريبية إلى ضعف إمكاناتها المادية، وعلى أنها لا تمتلك الميزانية الكافية للتحضير للدوري لا ذهاباً ولا إياباً، ناهيك عن عدم وجود ملاعب مناسبة، فمعظم هذه الأندية لا تمتلك ملاعب خاصة بها للتدريب، ولا استثمارات تساعدها في الضائقة المادية، لذلك باتت تعتمد على لاعبين جاهزين ممن يشاركون ببطولات الفرق الشعبية، ومنهم من يخرجون بشكلٍ انفرادي بتمارين لياقة أثناء أوقات فراغهم، فعدة نوادي فقط تمنح لاعبيها رواتب، ورغم ذلك كل لاعب يعمل في مجال آخر، وذلك بسبب الغلاء المعيشي بشكلٍ عام في البلاد.

والأندية التي تمنح الرواتب وهي لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة في إقليم الجزيرة فهي تخرج بحصص منتظمة وفي المباريات ترجح الكفة لها بسبب عامل اللياقة.

ولذلك تطالب الأندية الأخرى أن يتم دعمها أيضاً على شاكلة هذه الأندية أي التي تمتلك ميزانية وتمنح رواتب للاعبيه، علماً أن هذه الأندية لا تتلقى من المجلس الرياضي في ‘‘إقليم الجزيرة’’ أي دعم مادي يُذكر، بل هي تتبع لهيئات ومؤسسات تابعة للإدارة الذاتية في ‘‘إقليم الجزيرة’’، وتستلم ميزانيتها ورواتبها منها.

ويلعب ضعف الاستعدادات دوراً هاماً في هبوط المستوى الفني للدوري بشكلٍ عام، ولذلك منذ عدة مواسم لم نشهد مستوى فنياً جيداً في بطولات ‘‘إقليم الجزيرة’’ ‘‘للشباب والرجال’’ سوياً، وغابت الندّية في الدوريات، وباتت هناك أندية تخسر بنتيجة 17 هدف دون رد، وكلها دلائل على ضعف المستوى الفني بشكلٍ عام في بطولات ‘‘إقليم الجزيرة’’ لكرة القدم، وما يؤكد هذا الكلام الحضور الجماهيري القليل لأغلب مباريات الدوري حتى الآن.

انسحابات انعكست سلباً على المستوى الفني

في دوري ‘‘الشباب’’ شارك في البداية 15 نادياً ولكن سرعان ما تناقص عدد الأندية، ولِتُختتم مرحلة الذهاب بانسحاب ناديين وهما ‘‘فدنك’’ و‘‘واشو كاني’’ ونفس الناديين انسحبا من دوري ‘‘الرجال’’، بالإضافة إلى نادي ‘‘جودي’’ فقد انسحب من دوري الرجال هو أيضاً، وتزيد هذه الأمور كلها من الخلل التنظيمي والفني للبطولات، حيث كانت الأندية مُقسمة على مجموعتين وانسحاب هذه النوادي من مجموعة واحدة، يعني شطب نتائجها، وخلط الأوراق جميعاً بعضها ببعض من جهة التأهل والهبوط للدرجة الأدنى، حيث الدوري الحالي هذا العام، هو تصنيفي أي سيتم تقسيم الأندية بحسب مراكزها إلى درجتين أولى وثانية.

أسباب الانسحاب

ومع نهاية مرحلة الذهاب انسحبت ثلاثة أندية وهي ‘‘فدنك’’ والنادي أوقف فئاته كافة لكرة القدم للذكور، وأبقى على الفِرق الأنثوية فقط!، طبعاً نادي ‘‘فدنك’’ بدون أي حس ولا خبر فقط فجأة رأينا اختفاء اسم النادي من جداول المباريات، وبعد السؤال علِمنا أنه قدّم طلب إيقاف لعبة كرة القدم للذكور بشكلٍ عام، ولكن بشكلٍ علني لم ينشر أي شيء بعد.

نادي ‘‘جودي’’ هو الآخر رفض إكمال الدوري، والذي اعترض على عدم إنصافه في مباراته مع نادي ‘‘آليان’’ في دوري ‘‘الرجال’’ ضمن منافسات الجولة الثالثة ذهاباً، وبحسب الصفحة الرسمية للنادي أنه قدّم اعتراضاً على نادي ‘‘آليان’’ بخصوص عدد التبديلات التي أُجريت، وأنها كانت مخالفة للقوانين، ولكن لم يتم ذكر أي شيء عن هذا الاعتراض بعد نشر قرارات مكتب كرة القدم واللجنة الفنية بخصوص الجولة الثالثة من دوري ‘‘الرجال’’، وعليه؛ تغيّب النادي فيما بعد في الجولة الخامسة في مباراته مع نادي و‘‘اشو كاني’’ من دوري ‘‘الرجال’’، ليصدر ‘‘المجلس الرياضي’’ مؤخراً عبر مكتب كرة القدم قراراً بهبوط النادي للدرجة الأدنى وتحرير كشوف لاعبيه.

نادي و‘‘اشو كاني’’ هو الآخر ادّعى أن ‘‘المجلس الرياضي’’ و‘‘الحكّام’’ لا ينصفونه، وقاموا بخسارته قانونياً في مباراته لفئة ‘‘الشباب’’ مع شباب نادي ‘‘جودي’’، بحجة عدم توفّر كرات مناسبة للعبة ليُصدر النادي بياناً يعلّق فيه نشاطه لفئتي ‘‘الشباب والرجال’’ لكرة القدم في بطولات ‘‘إقليم الجزيرة’’، كردٍ منه على الظلم الذي يتعرّض له النادي من قبل ‘‘المجلس الرياضي بإقليم الجزيرة’’ بالإضافة إلى مكتب كرة القدم بحسب وصفه في البيان وقتها، وبعدها أصدر النادي بياناً آخر واعتذر عن إكمال الدوري لفئتي ‘‘الشباب والرجال’’.

كما ذكرنا الانسحابات تعلب دوراً كبيراً في تراجع المستوى الفني، وحتى منح الأندية الأخرى الدافع للاستعداد للدوري، ورغم أنه بحسب المعلومات أن مرحلة الإياب لدوري فئتي ‘‘الشباب والرجال’’ في ‘‘إقليم الجزيرة’’، قد تنطلق منافساتهما بعد حوالي الأسبوعين من الآن، ولكن معظم الأندية لم تتحضر بعد ولم تخرج للمران!