سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عيد صوم ايزي

إعداد/ هايستان أحمد –


(ايزي) اسم من أسماء خالق الكون:
يقع هذا العيد في أول يوم جمعة من كانون الأول بعد صيام لثلاثة أيام حيث يكون الصيام في أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، واليوم الرابع أي الجمعة يوم العيد, الأسبوعين السابقين للصوم يكون صيام شيشمس وخودانا (ليس فرضاً) يصادف هذا العالم في ٢٩ و٣٠ و ١ /١٢/  شيشمس
لماذا صيام الإيزيدي ثلاث أيام وتوقيته في الشتاء لا يتغير أبداً؟

الجواب:

قبل ابداء الرأي نطالع رأي الفلكيين في حساب السنة في الحضارات القديمة قد اعتبرت السنة 360 يوماً واتخذت الأيام الأربعة أو الخمسة المتبقية عيداً كضرب من الحيلة للحصول على العدد السحري 360 الذي يمكنه القسمة على عدد كبير من الأعداد ولهذا السبب بالذات اعتبرت الدائرة 360 درجة وعلى هذا الأساس بنيت وحدات الزمن والتقاويم وحتى الهندسة.
ورأي الإيزيديين أن لكل يوم من الأيام ملاك خاص موكل بهذا اليوم وهذا الأمر متعارف عليه في الزردشتية والإسلام أيضاً .
يدعى الملاك الحارس (خودان) هذا المفهوم في الإسلام موكل بعروة من عروات عجلة الشمس وعددها 360 تمثل كل منها يوم واحد وهذا المفهوم نراه أيضاً في الزردشتية ويدعى الملاك فيها (يزد) ومجموع الملائكة (يزدان) وعددهم 360 على عدد أيام السنة (هذا العدد بعدد النواشين الموجودة في لالش وقد تحولت إلى أسماء شخصيات دينية أرضية أيام الفرمانات).
المهم في الموضوع أن هناك أيام زادت عن 360 ولا يوجد لها ملائكة حارسة فتوقع العلماء الإيزيديين أن القيامة ستقوم فيها، وقد لاحظوا في حساباتهم أن الشمس تبلغ اقصى درجة بعداً عن الأرض فهي في نقطة متناهية من محيط الأطلس الكوني  لو ابتعدت درجة أخرى (يوم آخر) لفقدنا الجاذبية (بين الشمس والأرض).
اليوم الذي تبلغ الشمس أبعد نقطة عن الأرض يكون في يوم الثلاثاء أول أيام صوم ايزيد وفيه أقصر أشواط النهار للسبب المبين أعلاه، واعتبر هذا اليوم غير محمي بملاك حارس، فقام الإنسان بحماية نفسه بالصوم فيه وتلاه يوم الأربعاء وتبقى الشمس على حالها في نفس درجة بعدها عن الأرض، كذلك يوم الخميس لذا كان الأربعاء ميزاناً يزن عدد ساعات نهار الثلاثاء والخميس والأربعاء جانب قدسي في ذلك إضافة لكونه نقطة بداية الحياة (بداية و نهاية الدائرة أيضاً)، لذا صام الإيزيدي هذه الأيام القصيرة بشوط نهار قصير بفعل ما تقدم وهي في نظر الإيزيدية غير محمية بيزدات حارسة.
يعتقد العلماء أن الشعوب تطورت حتى أدركت أن الوقت أمر لابد من ضبطه فاضطرت إلى احتساب الأيام الخمسة الأخيرة بل أحياناً لدي بعض الشعوب المتحضرة مثل المصريين فقط احتسبوا حتى ربع اليوم الزائد عن الأيام الـ 365 بينما غيب هذا الربع لحقب عديدة لدى الإغريق مما أدى إلى تداخلات غير مرغوبة في الشهور والفصول لديهم. علماً أن كل عدة مئات من القرون يزداد التقويم يوم واحد، لذا أُجريت تعديلات على الحسابات القديمة لتصبح عندنا سنة كبيسة كل 4 سنوات كما حصل سنة 2012.
معنى هذا الصيام:

صوم ايزيد هل كان معروف تاريخياً بين شعوب الأرض؟
الصوم العبادة العظيمة عند الله لأنه ينقذ البشر من الكوارث، والصيام كفارة للذنوب والخطايا، الصيام موجود منذ بدء الخليقة فقد دلت الكتابات الفرعونية والبوذية والهندوسية وكتب أبقراط أن الصيام موجود. ويقول علماء الأنثروبولوجي «علم دراسة الإنسان» أن البشرية عرفت الصوم منذ فجر التاريخ. فقد اكتشفت وثائق تاريخية ثابتة عن صوم الفراعنة الذين سجلوا في نقوشهم على جدران معابدهم وعلى أوراق البردي الصوم كنوع من العبادة وتطهير الروح، والصيام لثلاثة أيام كان معروفاً منذ القدم وفي الإيزيدية هي أ يام السرالإلهي (سر ايزيد) والاعتقاد بوقوع بيوم القيامة لبلوغ الشمس أقصى درجة بعداً عن الأرض فهي في نقطة متناهية من محيط الأطلس الكوني، (أيام الصوم الثلاثاء والأربعاء والخميس) لو ابتعدت درجة أخرى (يوم آخر) لفقدنا قانون الجاذبية (بين الشمس والأرض) لذا صام الإيزيديون وأصبح فرضاً له معناه, ويوم الجمعة عيداً, لأن علماء الإيزيدية لاحظت رجوع الشمس إلى مدارها وزاد شوط النهار وبدأت شمس أيزيد بالتأثير مرّة أخرى في الحياة فكان عيداً (أعياد الإيزيدية في بعشيقة وبحزاني نموذجاً صوم أيزيد في ميزان الاعتقاد والتسمية)، صامت نينوى ثلاثة ايام أنقذها الله من الفناء،
وصام النبي (يونس) ثلاثة أيام في بطن الحوت، صامت مريم العذراء ثلاثة أيام،
صيام ثلاثة أيام تشترك فيه أغلب الأديان والمذاهب. ويصوم الحاج المسلم ثلاثة أيام في الحج.
وكذلك الصينيون مارسوا الصوم خصوصاً أيام الفتن والشدائد حسب ما تأمرهم شعائرهم الدينية.
وقد أثبتت الدراسات البحثية في مسألة الصوم وتاريخه أن الإنسان البدائي لجأ إلى الصوم عن الطعام والشراب كوسيلة للتداوي من الأمراض، مارست أمم العالم القديم الصيام، فكل أمة مارسته حسب معتقداتها وأهدافها. ففي الحضارات القديمة مثل: الروم، البابليون، المصريون القدماء، واليونانيون، فإنه يتمثل في أنه عمل صالح، وتضرعوا للآلهة لكشف الضر، ودفع البلاء، والتقرب إليها. أما في الأديان السماوية فإنه شريعة مفروضة، يختلف شكله بين امتناع كامل أو جزئي عن الطعام، وربما شمل امتناعاً من الملذات الأخرى.
وفي الديانة اليهودية، هناك «الصيام الأربعيني» عند موسى عليه السلام، وكان امتناعاً عن الطعام والشراب لمدة أربعين يوماً، وقد سبقه صيام كاتب الوحي السومري الذي أخذ معه خبزاً وماء يكفيه أربعين يوماً عندما أمره الاله بكتابة لوحي القدر وذلك قبل وجود موسى بآلاف السنين .وفي المسيحية صام السيد المسيح أربعين يوماً.

وأخيراً يوم عيد الصوم ايزي يسبق هذا العيد صوم لمدة ثلاثة أيام يسمى (صوم ايزي) وفيه يمتنع الإيزديين عن الأكل من الصباح وحتى المساء. ثم يأتي العيد حيث تقام الأفراح. وتتبادل الزيارات لتقديم التهاني بهذه المناسبة.