تقرير/ عبد الحميد محمد –
روناهي/ سري كانيه ـ ومن دون سابق إنذار تعود ظاهرة الانهيارات الأرضية والتكهفات في مدينة سري كانيه بإقليم الجزيرة بالظهور في عدد من الأحياء، والأكثر تضرراً هي المنازل والطرقات وبعض المرافق العامة؛ وقد بدأت هذه الانهيارات بالظهور منذ أكثر من عقد من الزمن.
وبعد أن حدثت بعض التكهفات في حي زور آفا وحديقة الشهيدة بيريفان؛ ضُرِب مؤخراً تكهف كبير في شارع مؤسسة الكهرباء في حي روناهي مسبباً انهيار أحد المنازل بشكلٍ جزئي وتصدع كبير في المنازل المجاورة، الأمر الذي سبب موجة من الذعر والهلع لدى سكان الحي.
وبهذا الخصوص قامت قوات الأمن الداخلي “الأسايش” بمحاصرة المكان ومنع المواطنين من الاقتراب خوفاً على حياتهم؛ مع بدء المعنيين والفنيين في مجلس بلدية الشعب بمعاينة المكان فوراً واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
ووجه الرئيس المشترك لمجلس بلدية الشعب في سري كانيه فهد رشيد التعليمات لاتخاذ الإجراءات اللازمة وبشكل فوري وسريع، حيث قام مجلس البلدية بتشكيل فريق طوارئ لإجلاء المتضررين، وتأمين المأوى لهم وتوجيه إنذارات للسكان القريبين من منطقة الانهيار؛ لإخلاء المنازل وعدم السكن فيها ريثما تتم معالجة الأمر.
عوامل وأسباب حدوث التكهفات
وأوضح أحد الفنيين المختصين بأن أسباب هذه التكهفات تعود لعدة عوامل منها طبيعة التربة والصخور والتي تسمى بالصخور (الكارستية)؛ وهي صخور تتماسك بالمياه والرطوبة وتنهار وتتفتت عند جفافها، ومن المعروف بأن منطقة سري كانيه تمتاز بأنها منطقة ينابيع، حيث كان يبلغ عدد الينابيع فيها حوالي /365/ نبعاً، واليوم لا وجود لأي نبع في المنطقة، الأمر الذي أثر بشكل سلبي مسبباً فراغاً في أماكن هذه الينابيع مما أدى إلى حدوث فوهات وتجويفات فارغة تحت الأرض، وتمر بعدة مسارات تحت المدينة، والتي تأثرت بعملية الحت والترسيب ونقل مياه نهر الخابور والتدفقات السيلية القادمة من المرتفعات والجبال المحيطة بالمدينة من الجانب التركي.
ومن المعروف أيضاً بأن تربة المنطقة تنقسم إلى قسمين “أرض صخرية، وأرض رخوة” وهي الأكثر عرضة لهذه التكهفات، وطبعاً مع استمرار هطول الأمطار بالوتيرة الحالية قد تتواجد صعوبات في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية.
والجدير ذكره تعود تسمية المدينة بسري كانيه نسبة إلى كثرة الينابيع فيها؛ وهذه الينابيع كانت تغذي المنطقة بالإضافة إلى تغذية نهر الخابور، حيث قطعت دولة الاحتلال التركي المياه عنها حتى جفت تلك الينابيع.