سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عوائل شهداء عفرين: “روسيا شريك رئيسي في تقسيم الأراضي السورية”

مركز الأخبار ـ طالبت الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة عفرين، وأهالي عفرين المهجرين عدة مرات متتالية من روسيا الكف عن سياستها المعادية لوحدة الأراضي السورية، والتخلي عن مصالحها عبر الكف عن وضع يدها بيد أعداء الشعب السوري.
مضى أكثر من عام وثلاثة أشهر على احتلال تركيا لعفرين، وتهجير أكثر من نصف مليون مدني، وارتكاب مجازر بحقهم، وسط صمت عالمي أو تحرك لوضع حد للانتهاكات والتجاوزات القانونية التي تقوم بها الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها، فيما يتخوف البعض من تكرار مصير لواء الإسكندرون والجولان في مناطق سورية أخرى.
في الذكرى السنوية الأولى على احتلال عفرين في الـ 18 من آذار العام الجاري، تظاهر الآلاف من أهالي عفرين أمام أحد المقرات الرئيسية للقوات الروسية في ريف حلب الشمالي في قرية كشتعار “مطحنة الفيصل”، وسلّمت وقتها الرئاسة المشتركة لإقليم عفرين رسالة مكتوبة باليد تضمنت مطالب أهالي عفرين من أجل انتهاء الاحتلال.
ومضى شهر، دون ورود أي رد روسي على مطالب الأهالي، حتى تمادى الاحتلال التركي أكثر وبدأ ببناء جدار التقسيم في 8 نيسان المنصرم لضم عفرين للأراضي التركية. ومن ثم توجّه عوائل الآلاف من الشهداء الذين استشهدوا في معارك ضد مرتزقة داعش، وعوائل شهداء مقاومة العصر نحو مركز المصالحة الروسية في قرية الوحشية بمقاطعة الشهباء في الـ 18 نيسان من الشهر نفسه، ووضعوا حزمة ورود ملونة باللون الأسود دليلاً على الاحتجاج لصمت روسيا عن انتهاكات الدولة التركية المحتلة.
وفي ذاك الوقت، طالب المركز إمهالهم أربعة أيام للرد على مطالبهم، وقبل حلول التوقيت المحدد، طلب المركز اللقاء مع وفد عوائل الشهداء في 21 من شهر نيسان.
لم يختلف رد مركز المصالحة عن الردود السابقة بتناسي مطلب الأهالي وتأجيل الحديث حول انتهاكات الاحتلال التركي في عفرين.
وحول الموضوع يقول أحد أعضاء وفد عوائل الشهداء الذي التقى مع أعضاء مركز المصالحة الروسية، عدنان شيخ محمد، بأن رد روسيا كان واضحاً وهو دعمها للمرتزقة والاحتلال اللذان يهدفان إلى تقسيم الأراضي السورية، وبذلك روسيا تصبح الشريكة الرئيسية في تقسيم سوريا وتشريد شعبها.
وعلّق على لقائهم مع أحد جنرالات القوات الروسية المسمى ألكسندر عن تهربه من الرد على أسئلة الوفد ومطالبهم، بعدم امتلاكه الصلاحية ودرايته ما يحصل في المنطقة، وتساءل شيخ محمد: “كيف لقوات تراقب المنطقة لا تملك أية معلومات عما يجري أمام ناظرها؟”.
وأكّد عدنان شيخ محمد، بأنه لا يمكن وصف روسيا بأنها صامتة عن الانتهاكات في عفرين، وقصف الاحتلال التركي على مقاطعة الشهباء المأهولة بالآلاف من المهجرين من عفرين، بل هي “الشريكة والمُسبب الرئيسي” في تقسيم الأراضي السورية.
ونوّه بأن روسيا زادت من اتفاقياتها مع الاحتلال التركي بخصوص المنطقة، لذلك لن تتمكن من الرد على مطالب أهالي عفرين من إخراج الاحتلال التركي من مدينتهم.
وفي النهاية، أكّد الإداري في مجلس عوائل الشهداء، وأحد أعضاء الوفد المُشكّل من عوائل الشهداء لتسليم رسالة باسم أهالي عفرين لمركز المصالحة الروسية في ريف حلب الشمالي عدنان شيخ محمد، بأنهم لن ينتظروا أية ردود من الشريكة في احتلال مدينتهم، وأمام ذلك سيرفعون وتيرة المقاومة والنضال حتى تحرير عفرين.