عملية إدلب مستمرة ودولة الاحتلال التركي تزيد حجم انتهاكاتها بعفرين

تقرير/ باهوز أحمد –

مركز الأخبار ـ خرج وزير الدفاع التركي عن صمته، فيما يخص العمليات العسكرية الأخيرة في إدلب من قبل قوات النظام السوري والجانب الروسي، الذي يربطها بتركيا اتفاقيتا سوتشي وأستانة، وزير الدفاع التركي طالب جيش النظام بالانسحاب من المناطق التي سيطر عليها. لكن؛ رد الجانب السوري جاء بمعاودة القصف المروحي لريف إدلب الجنوبي ظهيرة (الأحد) بعد ساعات من التهدئة المرافقة بتحليق طائرات استطلاع روسية متقدمة في سماء إدلب.

التطورات الميدانية في ريف حماه الشمال وسيطرة قوات النظام على نقاط متقدمة في ريف إدلب الجنوبي، تشير إلى أن العملية البرية التي بدأها جيش النظام السوري المدعوم بالفيلق الخامس المشكل من قبل روسيا ستستمر ببطء؛ للسيطرة على بلدة خان شيخون في الريف الجنوبي لإدلب، بعد سيطرتها على مدار الأيام الماضية على قرى الشريعة والجمازية والمستريحة وميدان غزال وباب الطاقة بريف حماة الشمالي الغربي والعريمة الواقعة ضمن الحدود الإدارية الجنوبية لمحافظة إدلب.

وكان جيش النظام السوري أطلق (الاثنين) الماضي عملية عسكرية برية واسعة مدعومة بقصف جوي ومدفعي باتجاه المنطقة منزوعة السلاح في ريفي حماة الشمالي والشمالي الغربي، وتمكن خلال الأيام الماضية من إحكام السيطرة على تل عثمان الاستراتيجي ومزارع البانة وبلدة البانة (الجنابرة)، ومدينة كفر نبودة الاستراتيجية وبلدة قلعة المضيق وبعض القرى المحيطة بها كالتوينة والكركات.

وتأتي هذه التطورات الميدانية، بالتوازي مع عملية تفاوضية سرية بين روسيا والدولة التركية المحتلة، فيما يخص وضع المنطقة المنزوعة السلاح التي اتفق عليها الطرفان العام المنصرم، وبحسب معلومات خاصة لصحيفتنا من مصادر مطلعة أن موضوع اتفاقية آستانا؛ بات مسار جدل بين الدول الثلاث الضامنة، وربما يتم تعديل بعض بنودها أو إلغائها، ويتبلور ذلك بدعوة روسيا لعقد مؤتمر سوتشي لقوى المعارضة السورية قريباً، تمهيداً لبلورة موقف روسي من المسألة السورية في معطيات التغيرات السياسية والعسكرية في المنطقة برمتها. ووفقاً للتصريحات الأمريكية والروسية حول عملية إدلب الجارية حالياً، يبدو أنّ ثمة توافق محدود بين الجانبين الروسي والأمريكي، ولا سيما بعد استقدام أمريكا لقواتها العسكرية البحرية وزيادة تواجدها في المنطقة برمتها، وبهذا باتت روسيا اليوم مجبرة على خطو خطوات عملية في موضوع الشمال السوري برمته للحفاظ على مكتسباتها في سوريا، ودعم حلفائها على الأرض.

وعرقلت موسكو صدور بيان من مجلس الأمن الدولي فيما يخص الأوضاع في إدلب بعد عقد مجلس الأمن الدولي (الجمعة) جلسة مغلقة حول الوضع في سوريا وليبيا، فيما أعطى دبلوماسيون أملاً ضئيلاً بتوافق ممكن حول هذين النزاعين.

وحضّ السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر على ضرورة “تفادي حلب جديدة بأي ثمن في إدلب”، في إشارة إلى استعادة النظام السوري في أواخر عام 2016 لمدينة حلب بعد معارك دامية.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من 2200 ضربة جوية استهدفت المنطقة المنزوعة السلاح خلال 12 يوماً، فقد على إثرها نحو 250 شخص حياتهم، وما تزال العمليات البرية مستمرة بشكلٍ متقطع وببطيء.

هذا وتوجه خلال الأسبوع المنصرم مئات العوائل من عوائل مرتزقة هيئة تحرير الشام والفصائل الإسلامية إلى منطقة عفرين، تحت حماية الفصائل المسلحة وجيش الاحتلال التركي في عفرين، وقالت مصادر محلية أن مئات العائلات توزعت في قرى بأرياف جندريسه وشيه وشيراوا، وأن غالبية الفصائل المسلحة تعمل على إجبار الأهالي على إسكان عوائل المرتزقة في بيوتهم.

إلى جانب ذلك؛ يستمر جيش الاحتلال التركي، بقصف قرى شيراوا بشكل شبه يومي، إذا سقطت أكثر من 40 قذيفة مدفعية على قرى صوغناك وأقيبة يوم (الجمعة) تسببت في جرح عدد من المدنيين وأضرار مادية بمنازل وممتلكات المدنيين، ويتزامن القصف مع استكمال جيش الاحتلال التركي لبناء جدار التقسيم في قرية جلبر.