عمال المياومة يشتكون من قلة أجورهم فمتى سينظر في أمورهم؟؟؟

تقرير/ عادل عزيز –

روناهي/ قامشلو- نتيجة الغلاء السائد منذ بداية الثورة في سوريا، والذي زاد بشكل لا يحتمل نتيجة العقوبات الأخيرة تحت مسمى قانون “قيصر”، أصدرت “الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا” عدة قرارات، منها؛ رفع أجور الموظفين والعاملين في الإدارة بنسبة 150%، لمواجهة غلاء الأسعار في ظل هبوط سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار، إلا إنه لم يتم إصدار أي قرار بخصوص رفع أجور العمال الذين يعانون الأمرين بسبب الغلاء الفاحش.

يعتبر الحق في العمل والحصول على الأجر لتأمين قوت المعيشة من أولى الحقوق الإنسانية التي لا بد أن تتوفر لجميع قوة العمل المتواجدة في سوق العمل، ومكافحة الفقر تتطلب إتاحة الفرصة للفقراء للحصول على فرصة عمل دائمة، وعلى أجور تتناسب مع الوضع المعيشي، إلا أن أغلبهم يتقاضون أجور قليلة للحصول على قوت يومهم والتي لا تكاد تسد رمق العمال وأسرهم.

“عشرة آلاف تكاد لا تكفي لسد الاحتياجات يومياً”

وحول هذا الموضوع التقينا مع المواطن “أحمد علي حسن” وهو من سكان مدينة قامشلو وأب لخمسة أولاد ويبلغ من العمر67 سنة، حيث قضى عمره بالعمل الشاق ويعمل بأجر يومي، حيث كان قد درس للصف الثاني الثانوي، ولم يتم توظيفه في وقته بسبب عدم انتمائه إلى شبيبة البعث.

أكد  حسن بأن الوضع المعيشي أصبح صعباً، أما أجورهم تتراوح بين 3000 و 4000 آلاف ليرة سورية يومياً، مشيراً إلى عدم توافق الأجور مع الواقع المعيشي، وقال: “يحتاج العامل يومياً إلى عشرة آلاف ل.س، لكي يؤمن قوت يومه ويعيل أسرته”.

 “التجار يبيعون بالدولار فهل نحن في أمريكا؟”

وتابع حسن بأن ارتفاع الدولار هو السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار المواد الرئيسية، وأردف قائلاً: “الوضع المعيشي أصبح صعباً للغاية”. منتقداً التجار بالقول: “المواطنون يعيشون في روج آفا وشمال سوريا وليس في أمريكا حتى يتعاملون بالدولار والتعامل الأساسي هو الليرة السورية، فهل نحن في أمريكا؟”.

منوهاً بأن عملهم ليس مستمر بشكل يومي، بل أحياناً يعملون يوم واحداً في الأسبوع، ولهذا يلجؤون باقي الأيام إلى تأمين متطلباتهم اليومية بالدين، وأحيانا لا أحد يدينهم المال، على حد تعبيره.

وختم المواطن “أحمد علي حسن” حديثه بمطالبة الإدارة الذاتية الديمقراطية برفع أجور اليد العاملة، وضبط الأسعار وذلك من أجل “العيش بكرامة”.

 تأمين لقمة العيش وبأجر قليل

وفي سياق متصل التقينا مع المواطنة “أميرة المحمد” وهي من سكان مقاطعة قامشلو، والبالغة من العمر (21) سنة. بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة تعمل أميرة في أحد المطاعم بمدينة قامشلو بأجرٍ زهيد لمساعدة أهلها، وتأمين لقمة العيش كون “وضعهم المادي سيء”، بحسب قولها،  حيث تعمل من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الرابعة عصراً وبأجر لا يتجاوز (2500) ليرة سوري يومياً، أكدت لنا أميرة بأن الأجر الذي تتقاضاه قليل جداً مقارنةً بالأوضاع الراهنة والوضع “المعيشي الصعب”.

 أخذ موضوع اليد العاملة بعين الاعتبار

وأكملت أميرة بأنه بالرغم من صعوبة عملهن وقلة الأجر الذي يتقاضينه إلى الآن يتلقين انتقادات من المجتمع بخصوص عمل المرأة في بعض المحلات، مؤكدةً على أنهن يعملن لعيش حياة حرة كريمة وحتى لا يحتجن الأخرين، وليحققن استقلالهن الاقتصادي، وطالبت الإدارة الذاتية بأخذ موضوع عمال المياومة بعين الاعتبار ورفع أجورهم كما رفعوا رواتب الموظفين.

 اجتماع لرفع أجور اليد العاملة

وحول هذه الموضوع التقينا مع الرئيس المشترك لاتحاد الكادحين في قامشلو “ابراهيم قرطميني” حيث أوضح لنا بأن العمال المعروفين بالعمل بما يسمى “السوق السوداء” يعانون كثيراً من ظروف معيشية صعبة، حيث يتقاضون أجور قليلة ويتم استغلالهم من قبل البعض سواءً كانوا عمال النجارة أو الحدادة أو عمال المطاعم.. إلخ.

وتابع قائلاً: “سيتم التجهيز لاجتماع لقسم مقاولي البناء، وذلك لمناقشة رفع أسعار اليد العاملة بأجور تناسب الوضع المعيشي، وبالأخص القسم المهني (البناء) حيث يعمل الأكثرية في هذا المجال، وسيتم عقد اجتماع لمناقشة أوضاع العاملين والاستماع إلى آرائهم قريباً”.

 تشكيل لجان تحضرية

وأردف قرطميني بأنهم يعملون على تشكيل لجان تحضرية من أجل عقد مؤتمر على مستوى إقليم الجزيرة، ليتم أخذ آراء جميع العمال في جميع المجالات ومناقشة الأجور اليومية بما يتناسب مع الواقع المعيشي الحالي، ونوه بالقول: “لكن لم يتم تحديد موعد انعقاد المؤتمر حتى الآن، كما أن مهمة اللجان التحضرية جمع العمال وبالأخص قسم البناء كقسم -الزريقة، الصحية، الكهرباء، الإعمار، النجارة، الحدادة، السراميك- ويعتبر قسم البناء في المجتمع هو أساس العمل”.

 ضرورة مراعاة ظروف العاملين

وختم الرئيس المشترك لاتحاد الكادحين في قامشلو “ابراهيم قرطميني” حديثه بمطالبته المقاولين وأصحاب القطاعات الخاصة إلى ضرورة مراعاة ظروف العاملين لديهم، ورفع أجورهم كونهم يمرون بمراحل صعبة للغاية، مؤكداً بأن الأكثر تضرراً في الأزمات هو العامل كونه الأساس لبناء المجتمع.

إن دور الطبقة العاملة وجهدهم في خدمة المجتمع هو دور خلاق ليس على مستوى العمل والبناء ورفاهية المجتمع فحسب، بل يتعدى أمره بحجم التضحيات المقدمة في سبيل تطور أوطانهم وأمنهم واستقلالهم، ولذلك يجب إعادة النظر في وضعهم وحماية حقوقهم من الاستغلال ورفع أجورهم بما يتناسب مع الواقع المعيشي الصعب بأسرع وقت ممكن لأنه إلى الآن لم يتم تطبيق أي قرار يساهم في تحسين أجورهم بشكلٍ فعلي.