سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عماد برو: بالحماية الجوهرية سنتصدى للهجمات ونحمي الأرض والشعب

الدرباسية / نيرودا كرد –

أشار الإداري في قوات الحماية المجتمعية في الدرباسية “عماد برو”، إلى أن للحماية الجوهرية دوراً كبيراً في الدفاع عن الشعوب وتحقيق الانتصارات، ولفت إلى أهمية وجود هذه القوات على أنها رديفة للقوات العسكرية الرسمية، وباستطاعتها المشاركة في صد أي عدوان على المنطقة.
لطالما دافعت الشعوب عن نفسها بسبل وطرق عديدة، لا سيما حين تأتي اللحظات المفصلية في تاريخ أي شعب، كالثورات التي تخوضها الشعوب، في هذه المرحلة تكون الحاجة الماسة للمجتمعات في أوجها، من أجل حماية نفسها، وذلك لما يتربص بهذه المجتمعات في تهديدات تهدف إلى القضاء على ثورتها.
وانطلاقا من ذلك، فإن الشعب الكردي ولتعرضه ومنذ مئات السنين إلى الإبادة، أبدع في خلق أشكال مبتكرة للحماية خلال الثورات، التي خاضها، والتي تستمر حتى الآن، فإلى جانب القوات العسكرية الرسمية، التي تأخذ على عاتقها مهمة حماية شعبها وثورته، ابتكرت حركة التحرر الكردستانية، أشكالاً متعددة وجديدة للحماية والدفاع عن الشعب، والتصدي للهجمات المتكررة لأعداء الكرد، سواء كان في الحرب المباشرة، أو من خلال الحرب الخاصة.
 ومن ضمن الأشكال، التي ابتدعتها حركة التحرر الكردستانية، للدفاع الشعب الكردي وعن ثورته ومكتسباته، كانت حرب الشعب الثورية، أو ما يعرف بالحماية المجتمعية.
ما الحماية المجتمعية “الجوهرية”؟ 
ولمعرفة المزيد من التفاصيل والمعلومات، عن هذا الشكل من أشكال الحماية، التقت صحيفتنا الإداري في قوات الحماية المجتمعية في الدرباسية، عماد برو: إن “قوات الحماية المجتمعية “الجوهرية”، تتخذ الشعب سندا لها وتعتمد عليه بشكل مطلق، حيث إن المهمة الأساسية لهذه القوات تكمن في الحفاظ والدفاع عن الأمن داخل المدن والبلدات، على سبيل المثال التصدي للخلايا النائمة التابعة للعدو”.
وأضاف: “قوات الحماية المجتمعية، على الرغم من أنها تُشكل من المدنيين، لكن لديها طابعاً شبه عسكري أيضا، ويكمن دورها العسكري في مساندة ودعم القوات العسكرية الرسمية، فنحن قوات مجتمعية تنظيم المجتمع، بأسلوب حرب الشعب الثورية، وهي طويلة الأمد، بعكس الحرب التقليدية المباشرة، التي قد تكون لفترة زمنية محددة، قد تطول أو تقصر”.
أهمية دور المجتمع 
وتابع: إن “أهمية الحماية المجتمعية تكمن بأنها تضم فئات وشرائح المجتمع العمرية، فهي تتألف من النساء، والرجال، والشباب، وحتى كبار السن، وتأتي هذه الخاصية لكون هذه الشرائح كلها معنية في الدفاع عن نفسها، من خلال حرب الشعب الثورية، وإن حرب الشعب الثورية تعني في جوهرها تحول أبناء المجتمع إلى قوات للدفاع عن الشعب والأرض عند الضرورة، وهذا ما ركز عليه القائد عبد الله أوجلان، في كتبه ومرافعاته”.
وشدد: “في حالات الثورة التي نعيشها الآن، يتطلب من أفراد المجتمع، أن يلعبوا دورا في الثورة، وحسب المستطاع لحماية وطنهم وأرضهم، بدءاً من المنزل والحي والكومين، وصولا إلى البلدات والمدن، وهناك أشكال عديدة للانخراط في هذه العملية، فمن يقوى على حمل السلاح يحارب العدو، ومن يستطيع تقديم الدعم اللوجيستي للقوات العسكرية يعمل في ذاك المجال، وبهذا الشكل يكون المجتمع بأكمله قد لعب الدور المنوط به في حماية نفسه بنفسه”.
ثورة روج آفا نموذج حي
وأردف: “ما نعيشه اليوم في ظل ثورة روج آفا في شمال وشرق سوريا، مثال حي على نجاح الحماية الجوهرية، حيث إن أبناء وبنات إقليم شمال وشرق سوريا، لم يتخلوا يوماً عن ثورتهم، عبر انضمامهم في قوات الحماية المجتمعية، باستنادهم إلى مبدأ حرب الشعب الثورية، التي وضع أسسها القائد عبد الله أوجلان، والتي أثبتت نجاحها، ما ساهم في الحفاظ على المكتسبات التي حققتها هذه ثورة التاسع عشر من تموز، التي انطلقت من كوباني”.
وأوضح: “لا بد من التركيز على الأهمية القصوى التي لعبتها المرأة في الانضمام إلى قوات الحماية الجوهرية وقادتها، حيث لعبت دورا رياديا وفعالاً، ونجحت في هذا الميدان، كما هو الحال في الميادين الأخرى، التي أثبتت فيها المرأة نفسها منذ انطلاق الثورة”.
واختتم، الإداري في قوات الحماية المجتمعية في الدرباسية، عماد برو، حديثه: “الإنسان يعيش في هذه الحياة مرتكزا إلى ركيزتين أساسيتين، وهما المعنوية والمادية، ومن أجل استمرار الحياة لا بد للإنسان المحافظة على هاتين الركيزتين، ومن هنا فإن حرب الشعب الثورية هي الضمان لاستمرارهما والحفاظ عليهما”.