سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

علاج جيني وأمل بشفاء مشلولي الأطراف الأمامية

يقول علماء إنهم خطوا خطوات كبيرة في مسار تحقيق هدف تمكين المشلولين من استعادة التحكم بأطرافهم.
واستخدم فريق بحث علمي في جامعة كينغز كوليج في لندن العلاج الجيني لإصلاح إصابات الحبل الشوكي لدى الجرذان. وتمكنت هذه الحيوانات المشلولة من أكل مكعبات من السكر بعد أن التقطتها بأكف أطرافها الأمامية. وما زال هذا البحث في مراحله الأولية، بيد أن الخبراء قالوا: إنه يشكل نوعاً من الدليل الأكثر إقناعاً على إمكانية استعادة حركة اليد وعملها لدى المشلولين يوماً ما.
والحبل الشوكي هو حزمة كثيفة من الأعصاب تحمل تعليمات الدماغ إلى بقية أجزاء الجسم. ويقوم الجسم بإصلاح أي ضرر يحدث في الحبل الشوكي تلقائياً بندبة نسيج ليفي وليس من الخلايا العصبية نفسها. وتعمل هذه الندبة مثل حاجز يعوق أي اتصالات جديدة بين الأعصاب.
كيف يعمل العلاج الجيني؟
كان الباحثون يحاولون إزالة مكونات ندبة النسيج الليفي في الحبل الشوكي للجرذان.
واحتاجوا لتحقيق ذلك إلى إعطاء خلايا في الحبل الشوكي طقماً جديداً من التعليمات الجينية، ادخال مورثات سليمة إلى الخلايا لتصحيح عمل المورثات غير الفعالة لتحطيم الندبة.
والتعليمات التي اعطوها كانت لأنزيم يدعى «تشوندروتيناس»، واستخدموا فيروساً لإدخال هذه المورثات. وفي النهاية، اُستخدم عقار لتحفيز هذه عمل المورثات.
واستعادت الحيوانات المستخدمة في التجربة القدرة على تحريك أكف اطرافها الأمامية بعد بدء العلاج الجيني لشهرين. وقالت إحدى المشاركات في فريق البحث، الدكتورة أميلي بورنسايد: «باتت الجرذان قادرة على الوصول بشكل صحيح إلى أقراص السكر والتقاطها».
وأضافت: «وجدنا أيضاً زيادة كبيرة في فعالية الحبل الشوكي للجرذان، ما يشير إلى أن اتصالات جديدة قد جرت في شبكات الخلايا العصبية».
ويأمل الباحثون أن يعمل مدخلهم العلاجي هذا على البشر الذين يصابون بالشلل جراء إصابات الحبل الشوكي في حوادث اصطدام سيارات أو سقوط. وقالت البروفسورة إليزابيث برادبري لبي بي سي: «وجدنا أنه أمر مثير فعلا استعادة هذا النوع من الوظيفة، لأن استعادة حركة الأيدي تمثل أولوية قصوى بالنسبة للمرضى المصابين بجروح الحبل الشوكي».
وأضافت: «أن تكون قادرا على حمل فنجان قهوة أو الإمساك بفرشاة الأسنان، مثل هذه الأشياء تحسن بشكل كبير من نوعية حياة (المشلولين) ومن استقلاليتهم واعتمادهم على أنفسهم».
وفي عام 2014م تمكن رجل مشلول من السير معتمداً على مشاية بعد استخدام خلايا من داخل أنفه لإعادة بناء جزء من حبله الشوكي. وكان المصاب داريك فيدياكا جُرح في هجوم بسكين تسبب في نوع جرح مختلف عن تلك الجروح التي تتسبب بها حوادث اصطدام السيارات. وما زال العلاج الجيني غير جاهز للتطبيق على البشر في العيادات والمراكز الطبية.
وأضاف: «إنَّه أمر مثير، بيد أن ترخيص استخدام العلاجات الجينية في المراكز الطبية يمثل تحدياً خاصاً، ولكن ليس من النوع الذي لا يمكن التغلب عليه».
وكتب في تغريدة على تويتر: «إذا نقل هذا البحث للاستخدام في العيادات والمراكز الطبية قد يغير حيوات ملايين الناس في العالم ممن يعانون من الشلل الناجم جراء إصابات في الحبل الشوكي».