عكيد عبد المجيد: إعادة المعمل بشكلٍ كامل إلى الخدمة يتطلب إيقاف هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا

روناهي/ الدرباسية –

أشار مدير معمل السويدية للغاز، المهندس عكيد عبد المجيد إلى أن سعر الـ 10دلاور لأسطوانة الغاز المنزلي هو سعر مؤقت ريثما يتم إصلاح معمل الغاز، ولفت إلى إن إصلاح المعمل يتطلب جهود دوليّة لأن التكاليف تفوق قدرات الإدارة الذاتية الديمقراطية.

ومنذ منتصف شهر كانون الثاني الجاري، خرج معمل السويدية الخاص بالغاز المنزلي عن الخدمة، نتيجة استهدافات متواصلة من قبل دولة الاحتلال التركي للمعمل، حيث أن نسبة الضرر في المعمل، بحسب المعنيين، قد وصلت إلى 100%.

وأدى خروج معمل السويدية عن الخدمة إلى حرمان أهالي إقليم شمال وشرق سوريا من مادة الغاز المنزلي، وذلك لكونه المعمل الوحيد لاستخراج وتعبئة الغاز المنزلي على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، وذلك بطاقة بلغت 14 ألف أسطوانة غاز يوميّاً.

واقع المعمل يقول بأن إعادة الإصلاح تتطلب وقتاً طويلاً، الأمر الذي يستدعي التفكير في البدائل الممكن تأمينها للمواطنين ريثما يتم إصلاح المعمل.

وظيفة المعمل

وحول هذا الموضوع، التقت صحيفتنا مع المهندس عكيد عبد المجيد، مدير معمل السويدية للغاز، حيث قال: ‘‘معمل الغاز في السويدية تأسس في عام 1983، والهدف منه كان استجرار الغاز المنبثق من الشعلات للاستفادة منه واستثماره، وتقدّر كمية الغاز المرافق على الشعلات بـ660 ألف متر مكعب يومياً من الغاز الخام، لذلك، تم تأسيس هذا المعمل بموجب هذه الاستطاعة، حيث يتم معالجة هذا الغاز وهو القادم من حقول رميلان ومحطاتها، ليتحول إلى 500 ألف متر مكعب من الغاز الخفيف يومياً، كما يتم ضخ هذا الغاز في عنفات الكهرباء، لتوليد الطاقة الكهربائية. كما ينتج منه كمية 135 طن يومياً من الغاز المنزلي، ويعبأ هذا الغاز في أسطوانات إلى جانب منتجات أخرى كالمذيبات ومادة الكبريت الصلب’’.

وأضاف عبد المجيد: ‘‘إن معمل الغاز في السويدية هو المعمل الوحيد على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا لإنتاج الغاز المنزلي، حيث إن إنتاج هذا المعمل من أسطوانات الغاز المنزلي كان يوزع على كامل جغرافية إقليم شمال وشرق سوريا’’.

ملايين الدولارات للإصلاح 

عكيد عبد المجيد تابع حديثه: ‘‘إن صيانة وإعادة إصلاح معمل السويدية بحاجة إلى إمكانات مادية ضخمة تُقدّر بملايين الدولارات، حيث يجب تأمين قطع التبديل والمواد اللازمة للإصلاح، إضافةً إلى أيادي عاملة وكادر بشري ذو خبرة في هذا المجال، كما أن زمن الإصلاح لن يكون قصيراً، وقد يستغرق وقتاً طويلاً لا يمكن تحديده على وجه الدقة الآن”.

وأضاف: ‘‘إن المطلوب لإعادة إصلاح معمل الغاز، أكبر من إمكانيات الإدارة الذاتية الديمقراطية، لذلك هناك حاجة ماسّة للتدخّل من قبل المجتمع الدولي، والمنظمات المدنية، وذلك لتقديم المساعدة والدعم اللازمين، والأهم من ذلك، نحن بحاجة لتدخّل المجتمع الدولي للعمل على إيقاف هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا، والتي تستهدف البنية التحتية في المنطقة’’.

الحلول المتوفرة

وأشار: ‘‘إن معمل الغاز قد تعرّض لثلاثة ضربات من قبل دولة الاحتلال التركي, وفي الاستهدافين الأول والثاني, تمكنّا من صيانة الأضرار بنسبة كبيرة، وقد عاد المعمل إلى الخدمة نوعاً ما، ولكن، الضربة الثالثة كانت كبيرة جداً، أدت إلى تضرر كبير في المعدات والآلات الموجودة في المعمل، وكذلك خطوط الغاز والكهرباء في المعمل، وأيضاً تفجير الخزانات الكروية التي يُختزن فيها الغاز المنزلي المضغوط، بالإضافة إلى أنه تم تدمير خزانات المواد المُذيبة، وعلى إثر ذلك، خرج المعمل عن الخدمة بشكلٍ كامل. ما أدى إلى انقطاع الغاز المنزلي المُنتج في هذا المعمل عن كامل جغرافية شمال وشرق سوريا”.

عبد المجيد نوّه: ‘‘ونتيجة توقف إنتاج الغاز المنزلي في معمل السويدية لم يتبقَ لدينا حل لتأمين المادة، سوى استيرادها من الخارج، لذلك، بادرت الإدارة الذاتية الديمقراطية، إلى تأمين الغاز من باشور كردستان وتعبئته في الأسطوانات كما السابق، وتوزيعه بنفس الطريقة السابقة, ولكن الفارق يكمن في سعر أسطوانة الغاز المنزلي حالياً، والذي يبلغ عشرة دولارات أمريكية، أي بسعر التكلفة، والسبب في هذا الارتفاع يعود إلى ارتفاع سعر الغاز من المصدر الأساسي, ولا بد من الإشارة إلى أن هذا السعر ليس بهدف التجارة والربح، وإنما لتأمين حاجة المجتمع من الغاز المنزلي، وتجنّباً لأزمات أعمق قد تواجه المنطقة’’.

سعي مستمر للإصلاح

المهندس عكيد عبد المجيد، مدير معمل السويدية للغاز، أنهى حديثه بالقول: ‘‘منذ الأيام الأولى من العدوان التركي، بدأنا بإزالة آثار الدمار الذي وقع، وذلك ضمن الإمكانيات المتوفرة لدينا، كما إننا نعمل بشكلٍ مستمر لإصلاح الضرر الناتج، ولكن إعادة المعمل بشكلٍ كامل إلى الخدمة يتطلب، كما أسلفنا، إيقاف هجمات دولة الاحتلال التركي على مناطقنا، وكذلك تأمين الموارد المادية والبشرية الكافية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن بعض الصبر مطلوب من شعبنا, لا سيما وإننا نعلم بأن السعر الجديد مرتفع نسبياً، ولكننا نؤكد بأن هذا السعر سيبقى مؤقتاً، إلى حين إعادة المعمل إلى الخدمة كما كان سابقاً”.