سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عقيدة ترامب تُعقّد الملف السوري

عثمان ميرغني / صحيفة الشرق الأوسط 

في كتابه «الخوف – ترامب في البيت الأبيض» الصادر العام الماضي، ألقى الصحفي الأميركي المرموق بوب وودورد الضوء على جانب مهم من عقيدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في السياسة الخارجية، ونظرته إلى قضايا أساسية بوصفه رجل أعمال يبني تحركاته على أساس المنفعة المالية والربح الذي يمكن أن تحصده إدارته من تدخلاتها الخارجية. ونقل وودورد من خلال مسؤولين كبار في الإدارة كيف أن ترامب ثار ثورة عارمة في بعض اجتماعاته مع أقطاب إدارته؛ لأن أميركا، في رأيه، تصرفت بغباء ولم تأخذ حصة من ثروات العراق وأفغانستان بوضع يدها على النفط أو المعادن مقابل عملياتها العسكرية، كما أنها لم تحصل على مقابل كافي من كوريا الجنوبية أو من حلف شمال الأطلسي (ناتو) مقابل مظلة الحماية التي توفرها. هذا التفكير لم يكن مرحلة عابرة في طريقة تفكير ترامب في قضايا السياسة الخارجية، ولا مجرد تصريحات انتخابية كان يرددها إبان انتخابات الرئاسة، بل تأكد كاستراتيجية أساسية عبر عدة قضايا، آخرها كلامه الصريح الصاعق في تبريره لإرسال القوات الأميركية المتبقية في سوريا للتمركز حول حقول النفط والغاز في شرق البلاد بعد سحبها من المناطق الشمالية، في خطوة فُسِرت وقتها بأنها كانت الضوء الأخضر للعملية العسكرية التركية.
ترامب باغت الصحفيين خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض عندما قال إن أميركا تريد حصة من النفط «كتعويض عادل عن الانفاق العسكري في سوريا»، مضيفاً: «لقد تركنا جنوداً أميركيين لأننا نحتفظ بالنفط… أنا أحب النفط». ولخص سياسته في السيطرة على آبار النفط في ثلاث نقاط: منع «داعش» من العودة للسيطرة على هذه الآبار (علماً بأنه كان قد أعلن القضاء على «داعش» نهائياً)، واستخدام النفط لمساعدة كرد سوريا، وأن تأخذ أميركا حصة منه كمقابل عن تكلفة عملياتها العسكرية». ولم يكتفِ بذلك بل أثار الدهشة أكثر عندما ذكر أنه مستعد للقتال من أجل النفط، قائلاً للصحفيين: «قد يكون هناك طرف آخر يريد النفط، وفي هذه الحالة سيواجه معركة معنا، هناك كميات كبيرة من النفط، والولايات المتحدة يجب أن يكون بمقدورها أخذ حصة منه”.
كالعادة أربكت تصريحات ترامب أركان إدارته فسارعت وزارة الدفاع إلى محاولة «تشذيب» الكلام، قائلة إن عائدات النفط لن تذهب لأميركا بل ستذهب إلى الكرد لتمويل أنفسهم ومناطقهم ولمساعدتهم في مواجهة أي خلايا نائمة لـ«داعش»، في الوقت ذاته انبرى مسؤولون سابقون وخبراء لتفنيد كلام الرئيس ووصفه بأنه استعراضي ومحاولة للتغطية على مبررات سحب القوات الأميركية من المناطق الشمالية؛ مما فتح الطريق أمام الأتراك لتنفيذ عمليتهم العسكرية لإبعاد القوات الكردية عن المناطق الحدودية وإنشاء «حزام عازل»، أضف إلى ذلك أن هناك موانع قانونية ستواجه إدارة ترامب إذا فكرت جدياً في أخذ حصة من النفط السوري. فالتفويض الذي تدخلت بمقتضاه الإدارة الأميركية في سوريا يحصر مهمتها في محاربة تنظيمات الإرهاب، وهو امتداد لقرار «التفويض باستخدام القوة العسكرية» الذي أجازه الكونغرس بعد هجمات (أيلول) 2001 وبمقتضاه شنت عمليات «الحرب على الإرهاب» من أفغانستان إلى العراق، ومن الصومال إلى سوريا إلى كل الدول التي تشن فيها أميركا عمليات ضد «القاعدة» أو «داعش» أو أي حركات أخرى مصنفة إرهابية.
دولياً ستكون أي محاولة أميركية لأخذ حصة من النفط عملاً مخالفاً للقانون ونهباً لموارد دولة مستقلة بالعرف الدولي، من هذا المنطلق وصفت روسيا تصريحات ترامب بأنها «تدل على عقلية لصوصية على مستوى عالمي»، بغض النظر عن هذه الانتقادات فإنه حتى إذا فكر ترامب في تجاهل القيود القانونية، فهناك موانع اقتصادية تحول دون تنفيذ فكرته. فآبار النفط والغاز السورية تعرضت للإهمال والتخريب خلال سنوات الحرب، وانخفض الإنتاج نحو 90 في المائة من الفترة التي كانت «داعش» تسيطر فيها على هذه المناطق وتهرب كميات من النفط لبيعها عبر تركيا مما درَّ عليها ملايين الدولارات، وإصلاح هذه الآبار والبنية التحتية يحتاج إلى أموال طائلة، ولن تكون هناك شركات أميركية مستعدة للمخاطرة لتنفيذ سياسة تراها غير منطقية بكل المعايير.
تصريحات ترامب قد تعكس تفكيره في إدارة الدولة بعقلية رجل الأعمال ومنطق الربح والمنفعة المالية، وليس وفقاً للتفكير الاستراتيجي في قضايا السياسة الدولية المعقدة، لكنها تعكس أيضاً الاضطراب في سياسة إدارته حيال سوريا، بل وحيال قضايا أخرى عديدة فاجأ الرئيس فيه مسؤوليه بمواقف وتغريدات غير مدروسة ولم يطلب فيها رأي الوزراء المعنيين. فبعد التخلي المفاجئ عن قوات سوريا الديمقراطية الذين سبق أن أشاد بدورهم في محاربة «داعش»، وسحبه للقوات الأميركية «الرمزية» مما سمح لتركيا بشن عمليتها في الشمال السوري، أطلق تصريحاته التي هدد فيها تركيا بتدمير اقتصادها تماماً إذا تجاوزت الخطوط الحمراء، لكنه لم يتخذ أي خطوات حقيقية لردع تركيا بل ربما ساعدها في تحقيق أهدافها من خلال الاتفاق الذي أشرف عليه نائبه مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو.
استمراراً في التخبط فإن تصريحات ترامب بشأن النفط واستخدام قسم منه لدعم الكرد، أغضبت تركيا التي تصنف وحدات حماية الشعب منظمة إرهابية، وربما يكون الموضوع ضمن ما جرى التطرق إليه في مباحثات ترامب أمس مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يرى محللون أنه يبدو قادراً لسبب ما على الحصول على كثير مما يريد من الرئيس الأميركي، وقد نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أول أمس موضوعاً تحدثت فيه عن «قناة خلفية» بين ترامب وأردوغان عبر صهريهما جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأميركي للسياسة الخارجية، وبيرات البيرق الذي يشغل أيضاً منصب وزير المالية التركي، إضافة إلى رجل الأعمال التركي محمد علي يلسينداغ.
طريقة ترامب في إدارة الملف السوري قد تختلف عن طريقة الرئيس السابق باراك أوباما، لكن النتيجة واحدة وهي سياسة أميركية مضطربة تسهم في تعقيد الأمور لا في حلحلتها، فإذا كان التخبط في عهد أوباما سمح بتمدد «داعش» والتنظيمات المتطرفة الأخرى على أهداف شعوب المنطقة، كما فتح المجال للتدخل الروسي والإيراني، فإن التخبط في سياسات واشنطن اليوم يسمح بالتمدد التركي وقد يفتح نافذة مجدداً للمرتزقة الداعشيين، بينما تتعقد فرص التسوية بين المصالح المتضاربة للاعبين الأساسيين في الأزمة السورية.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle