سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عفرين بين مخالب الإبادة وغياب العدالة ـ1ـ

قبل أربع سنوات، وبعدما استكمل الاحتلال التركيّ حملته على مدينة عفرين، كتب المفكر البارز والراحل ديفيد غربير حينها مقالاً في الغارديان البريطانيّة، قال فيه “المتطرفون الدينيون المحيطون بالحكومة التركيّة الحالية يدركون جيداً أنَّ روج آفا لا تُشكّلُ تهديداً عسكرياً لهم، لكن خشيتهم تكمنُ بأن يقدّمُ هذا النموذجُ رؤيةً بديلةً لما يمكنُ أن تكونَ عليه الحياة في المنطقة”. هذه الرؤية حسب غريبر تتمثّل بالديمقراطية المحليّة، والتحرّر البيئي، وتمكين المرأة جذريّاً، ومن ثم تسأل لماذا تخلّى قادة العالم الغربيّ عن هذه القيم الكونية؟
أخذت سياسة الإبادة الثقافية والجسديّة تاريخيّاً في كردستان تركيا على يد جمعية تركيا الفتاة من يافطة “التمدّن والمهمّة الحضارية” غطاءً لمشاريعها الاستعماريّة الداخلية، واليوم، وتحديداً من بوابة عفرين تقتفي هذه السياسية ذات الجذر العنصريّ المدمّر، مع فارقٍ إيديولوجيّ ودعائيّ طفيفٍ هذه المرّة، فاجترار النقاء الطورانيّ الأسطوريّ ما قبل الإسلاميّ كان يدغدغ مخيّلة أتاتورك وعصمت إينونو وفوزي جاقماق في عصر بناءِ القومياتِ المتطرفة. في حين، نرى الهمجية المستمرة اليوم في عفرين، تحقن الجرعة العنصريّة بشتّى صنوف الرجعية المتطرفة، دينيّاً ومذهبيّاً وقوميّاً. المشعوذون الثلاثة هذه المرّة، هم الرئيس التركيّ أردوغان وشريكه بالسلطة زعيم حزب الحركة القوميّة المتطرف دولت باهجلي ورئيس حزب الوطن دوغو برنجيك.
هذه العنصريّة التي نفّذت الإبادة أولاً بحق الشعوب المسيحيّة، والكرد لاحقاً، كانت تتغذى من الحداثة المتطرّفة في بداية القرن العشرين، وتسوّغ حملتها الدعائيّة بالوقت الراهن، من مفاهيم شاذة ومستوردة من فلسفة ما بعد الحداثة من خلال انبعاث الأساطير القوميّة والدينيّة والمذهبيّة، وبذلك تقدم تبريراتٍ فجّةً ومدمّرةً للقيمِ الإنسانيّةِ المشتركة. هذه العقيدة بوجهٍ خاص، هي من تثير لعابَ حكّامِ اليمينِ المتطرفِ بالعالم حالياً.
حكومة اليمين المتطرف الحاكمة في أنقرة مع التشكيلات الإرهابيّة وفرق الموت كـ”الذئاب الرمادية” المتسيّدة لعفرين حالياً، ليسوا بحاجة بتاتاً إلى التبريراتِ العقلانيّة لجرائمهم اليومية، بل ما يُلهب غرائزهم المنفلتة هو قانونُ القوةِ والعنفِ العاري. وهنا أولاً، ينبغي النظر إلى تفكيكِ المجتمع العفرينيّ والتغيير الديمغرافي والتهجير الجماعيّ والتطهير العرقيّ ونهبِ البنية الماديّة وتدمير البيئة، تحت خانة الإبادة، أو على الأقل بوصفها الإبادة الثقافيّة والعرقيّة حسب ما ورد في إعلان الأمم المتحدة لحقوق الشعوب الأصلية عام 2007.  ثانياً، تشكّل عفرين نموذجاً مستكملاً لحملة التوسع والصهر لنموذج “الدولة الأمة التركية” Turkish national state ضد الكرد منذ عام 1916، وتوسّعت نطاقها هذه المرة خارج حدودها القومية المرسومة. ثالثاً، وجوب إدراج احتلال عفرين واستعمارها ضمن سياق التناحر الجيوسياسيّ المتفجّر في الوضع السوريّ. رابعاً، ينبغي ربط احتلال عفرين مع سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض وإعادة هندسة بنيتهم السكّانيّة ضمن سياسة الاتحاد الأوروبيّ حيال اللاجئين. هذه العناصر الأربعة المذكورة آنفاً لا يمكن تنفيذها فعليّاً إلاّ بمعيّةِ فرقِ الموتِ والتشكيلاتِ الإرهابيّة العاملة تحت رقابة دولة عنصريّة مثل تركيا وبالتغطية المستورة والعلنيّة من القوى الدوليّة.

 

 

 

 

 

 

 

جذور الإبادة الثقافيّة والعرقيّة
كانتِ الوصفة السحريّة حسب نخب “تركيا الفتاة”، مؤسسيّ تركيا المعاصرة، للتخلّص من الإهانة التاريخيّة عقب انهيار الخلافة العثمانيّة، تتجسد بتبنّي “المهمة الحضاريّة القومية” لمواكبةِ نسق القوميات الغربيّة المتطرّفة، ولأنّ جغرافيا الأناضول وكردستان بتنوعها الثقافيّ والدينيّ، كانت تقف سدّاً منيعاً أمام أيديولوجيّتهم، فإنَّ إعادةَ تشكيلِ “الأمة التركيّة” استدعى تسخير القوة والعنف لتطهيرِ “التركياتية” من كلِّ أشكالِ التنوّعِ والاختلافِ، ولدى استحضارِ كلمةِ “التطهير” التي تزخرُ بها أدبيات هذه النخب، تاريخيّاً وحاضراً، فإن مشاهدَ الإبادة والتطهير العرقيّ والتغيير الديمغرافيّ تسودُ الموقفَ بالضرورةِ.
رصد أوميت أوزغور أنغور، الباحث بجامعة أوتريخت الهولنديّة، بطريقة ملفتة في كتابه الشهير “تركيا الفتاة والهندسة الاجتماعيّة” جذور هذا النظام العنصريّ، الذي تأثّر بشتّى أنواع الفلسفات المتطرّفة حينها، مثل النظام الستالينيّ والنازيّ والفاشيّ الإيطاليّ، حين اعتبر النظام نفسه حسب نفس المرجع “أنّه يديرُ هندسة البستنة، حيث أدخل النزعة التركياتيّة في حديقةِ المجتمع من خلالِ تنظيم تنوّع النباتات وإزالة غير المرغوبة منها، والتي بموجبها يجري إعادة تنظيم المكانِ والسكّانِ كممرٍ ضروريّ صوب الحضارة”، هكذا استهلّت حملة إبادة الأرمن والشعوب المسيحيّة الأخرى أولاً، ثمّ بدأت حملة الترحيلِ القسريّ للسكانِ الكردِ (الإبادة الثقافيّة والجسديّة) منذ عام 1916. لذا، لا يجوز موضوعيّاً فصلُ احتلال عفرين وسري كانيه وكري سبي/ تل أبيض عن هذا السياق التاريخيّ، بل ينبغي اعتباره سلسلةً واحدةُ وموحّدةً.
مارست الدولة التركيّة سياسةَ التهجير القسريّ تاريخياً ضد الكرد بالصهر والإذابة القوميّة داخل حدودها، وبذلك صُنّفت هذه الانتهاكات في لائحة الجرائم الجنائيّةِ من جهة الطرد والترحيل القسريّ، ولدى نسخ هذه السياسة خارج حدودها ضد الفئات العرقيّة الماثلة، ثم ضمّ تلك الأراضي إلى حدودها بغرضِ التجانسِ العرقيّ والدينيّ لإقليم معينّ، بالتزامن مع الشعورِ بتنقيةِ الأمةِ، مثل حالة عفرين اليوم، فإنَّ تصنيفَ هذه الممارسات، اصطلاحيّاً وقانونيّاً، تدخلُ في خانة التطهير العرقيّ.
يرجع غالبية المؤرخين والباحثين الجادين، العديد من المذابح بالتاريخ التركي الحديث، من الإبادة الجماعيّة ضد الأرمن إلى مذابح الكرد بالوقت الحاضر، مباشرةً إلى بنيةِ القوميّةِ التركيّةِ، بوصفها قوةً مدمّرةً تفرضُ الاستيعابَ القسريّ لشتّى الثقافاتِ والأعراقِ والأقلّياتِ المختلفة، تحت عنوان إنشاء “أمة واحدة، لغة واحدة، علم واحد”، ومع استعمارِ عفرين حالياً وتهجيرِ السكانِ المحليين مع الشعوب العلويّة والإيزيديّة، والّذين في غالبيتهم الساحقة رفضوا الانصياعَ لسلطةِ الاستعمار التركيّ، يمكن إضافة أيضاً “دين واحد، ومذهب واحد”، فهاتين اللاحقتين حالياً، تُثيران شهيةَ الكتائبِ الجهاديّةِ السنيّةِ المتطرفةِ والعاملةِ مع أنقرة لفرضِ البربريّة في عفرين.
أسطورة الأمن القوميّ
معلومٌ، أنّ الخطاب التركيّ الرسميّ ضدّ الكرد في تركيا وسوريا متّكئ على فرضيةِ الأمنِ القوميّ في ظلِّ قانونِ الطوارئ الذي يعصف بالبلاد، فمنذ “الانقلاب الفاشل” 15/7/2016 والذي وصفه أردوغان حينها بأنّه (هدية من الله)، تستثمر أنقرة مفهومَ “الأمن القوميّ” لإدامةِ حالة الطوارئ لسحقِ كلِّ المعارضين والمنافسين السياسيين، وتحت هذه الذريعة شنّت حكومة اليمين المتطرف في أنقرة الحربَ على عفرين وبمباركة القوى الدوليّة، وهنا يجدر السؤال: ما الذي يشكّلُ الخطر على الأمن القوميّ التركي طالما لم تُطلق رصاصةٌ واحدةٌ صوبَ الحدودِ التركيّةِ من عفرين؟ بالواقع، هو بالضبط ذلك التنوّع الثقافيّ الذي يرفضُ النزعةَ الأحاديّةَ التركيّة، وتقاوم هذه البنية الإيديولوجيّة الشاذة، وعفرين من هذا المنظور تحديداً، تشكّل الخطر على الأمنِ القوميّ.
هذه الإشكالية فسّرها المنظّر القانونيّ والسياسيّ الألمانيّ، كارل شميت، حينما شدّد على إمكانيةِ تجاوز الحكوماتِ ذاتِ السيادةِ المطلقةِ سيادة القانون وانتهاكها وحتّى إلغائها باسم المصلحة العامة أو الأمن القوميّ، وهي الجهةُ الوحيدة التي لها سلطة تحديد حالةِ الاستثناءِ التي بموجبها يُعطّل مبدأ سيادة القانون لأمدٍ غير محددٍ.
 لكن ما يميّز اليمين التركي، لاسيما بعدما وصل إلى طريقٍ مسدودٍ بحكمِ مراكمة التناقضات الداخليّة في السياسة التركيّة خلال السنوات الماضية، بأنّه أكثر مباشرةً بالإفصاحِ عن نواياه الاستئصاليّة تجاه “الآخر”. وباكتمال سياسة الاحتلال التركيّ في عفرين، ودخولِ مرحلة التهجير القسريّ والتطهير العرقيّ، أضحت سلطة العنف مع مؤسساتها الإداريّة الناشئة بمثابة أوصياء على الموت والحياة حيال السكان المحلّيين أو كما يعرّف العالم السياسيّ الأمريكيّ، أشيل مبيمبي، مفهوم سلطة الحياةِ والموتِnecropolitics  بأنّه السلطة السياسيّة والاجتماعية التي يحكم أصحابها على بعضِ الناسِ بالحياة وآخرين بالموتِ.
يعتبر وقوع عفرين تحت براثن الاحتلال التركيّ خطوةً أوّليّةً لتطبيقِ الميثاق المليّ خارج حدودِ سيادةِ الدولة التركيّة كما تروّج الدعاية التركيّة دائماً، ومنذ هيمنة سلطةِ الاحتلال التركيّ وسيطرتها على جغرافية عفرين، بدأت تسلكُ منهجيّة “السياسة السكّانية والترحيل القسريّ” بتحطيم هوية السكّان المحليّين، وتوظيفِ آليّةِ الترحيلِ القسريّ، وتوطينِ المجموعاتِ العربيّة السوريّة السنّية والأقلياتِ التركمانيّةِ من العراق وحتى بعضِ الإيغور تحت غطاءِ إعادةِ إسكانِ اللاجئين والنازحين.
عمليّاً، وبغرض تنفيذ هذه السياسة، تستخدمُ الحكومةُ التركيّة، عاملين أساسيين وفق توثيق الجهات الدوليّة والمحليّة لنطاق الانتهاكات الممارسة يوميّاً طوال السنوات الأربع الماضية:
أولاً: تجنيد مجموعات ليست تركيّة، غالبيتهم من المليشيات العربية السنيَة المتطرفة، بعضهم من بقايا داعش، وثمّة جماعات مرتبطة عضوياً بالقاعدةِ، إضافة للجنسيات الأجنبية المتطرّفة القادمة من وسط آسيا. جذور هذا التكتيك تعودُ تاريخه إلى حقبةِ انهيارِ الإمبراطورية العثمانيّة وبداية تشكّلِ الدولةِ التركيّة الحديثة على قاعدةِ تكوينِ دولةٍ قوميّةٍ وفقَ الهندسةِ الاجتماعيّةِ، وأردوغان ليس شاذاً عن هذه القاعدة.
ثانياً: تطابقاً مع العاملِ الأول يجري بالتوازي تنفيذُ تغييرِ هويةِ السكانِ الكردِ المحليين، بإزالةِ مؤسساتِ اللغةِ الكرديّة، وتحويلها لتعليمِ اللغة التركيّة، إضافةً لتدميرِ المخزونِ الثقافيّ المحليّ لصالحِ الثقافةِ التركيّةِ الرسميّةِ بتحطيمِ الآثار، وتغيير الرموزِ الكرديّةِ، وتفجيرِ المقابرِ، ودفنِ الذاكرة المحليّة، وعملياتِ الاغتصاب في السجون، والاعتقالات التعسفيّة، والفدية، والقتلِ العشوائيّ، ونهبِ الممتلكات والبيوت والمزارع، وتدمير البيئة، وحرقِ الأشجارِ وسرقةِ المحاصيل، عبر سياسة الأرض المحروقة.. إلخ.
المركز الكردي للدراسات
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle