روناهي/ الدرباسية –
أشارت عضوات مؤتمر ستار في ناحية الدرباسية إلى أن تحرر المرأة لا يقتصر على بلد أو منطقة معينة، بل أنه مطلب لكل نساء العالم، ونوهن إلى أن التضامن بين النساء هو السبيل الوحيد لتحرر المرأة.
يستمر العنف الممارس بحق المرأة منذ آلاف السنين حتى يومنا هذا، كما أن حدة هذا العنف يشتد يوماً بعد يوم مع اشتداد السياسات القائمة على أساس تفسيخ المجتمعات، وتحويل البشر إلى أفراد أنانيين في التفكير عنصريين في العلاقات، وحشيين في التعامل.
من جهة أخرى، فإن العنف ضد النساء لم يقتصر على بلد واحد، ولم ينحصر في رقعة جغرافية واحدة، بل أنه سمة عالمية تُعاني منها نساء الأرض كافة، ما يفرض عليهن إبداء أعلى درجات النضال والوحدة في سبيل تحقيق حريتهن المنشودة، والتي تشكل الأساس للانطلاق نحو حرية المجتمع بشكل عام.
من هذا المنطلق، وفي إطار التضامن بين نساء العالم كافة، أعلنت التنظيمات والحركات النسائية في شمال وشرق سوريا، دعمها لحملة منظومة المرأة الكردستانية، “نحن نقف مع نساء أفغانستان وشنكال ضد هجمات الرجل المهيمن”، واللاتي يتعرضن لعنف مفرط من قبل الجهات الإسلامية المتطرفة ذاتها، حيث ارتكبت في هاتين المنطقتين أبشع الجرائم بحق المرأة، والتي قامت على الأساس الاختطاف، والاغتصاب، والسبي، والبيع. مبادرة منظمات المرأة في شمال وشرق سوريا، انطلقت في الواحد والثلاثين من شهر تموز الفائت من خلال بيان تُلي على الرأي العام في مدن وبلدات شمال وشرق سوريا، ومن المقرر أن تستمر حتى الخامس عشر من آب الحالي، هذه المبادرة تألفت من عدة أنشطة أبرزها الندوات، والحوارات، التي تُعرّف المرأة بحقيقتها ككيان وبحقوقها كعنصر فعال في المجتمعات حيث، تتوقف درجة تطور تلك المجتمعات على درجة وصول المرأة لحريتها.
وحدة ساحات النضال
وفي هذا السياق، تحدثت لصحيفتنا عضوات مؤتمر ستار في ناحية الدرباسية، ليوضحن هدف هذه الحملة، حيث قالت المتحدثة باسم مؤتمر ستار في ناحية الدرباسية، فاطمة كلش: “في ذكرى مجزرة شنكال، والتي استهدفت إرادة المرأة بشكل خاص، في الثالث من آب عام 2014، والتي ارتكبت على يد مرتزقة داعش، من خلال الهجمات الوحشية على شنكال، حيث لا تزال الآلاف من نسائنا مختطفات لدى مرتزقة داعش، على الرغم من تحرير الآلاف منهن، في هذه الذكرى، لا بد من التأكيد على أن نضالنا سيستمر”.
وأضافت: “أن السيناريوهات متعددة إلا أن الهدف واحد، والمنفذ ذاته، ففي الثالث من آب كانت الذكرى السنوية للمجزرة المرتكبة بحق المرأة في شنكال، كما أن الخامس عشر من آب يُصادف ذكرى سيطرة طالبان على أفغانستان، والتي على إثرها حُرمت المرأة من أبسط حقوقها، وذلك مع سيطرة حركة طالبان على الحكم في أفغانستان، حيث حرمت المرأة من حق التعلم، ناهيك عن الممارسات الأخرى، كفرض اللباس الشرعي وغيرها، هذا التزامن لم يكن مصادفة، كما أنه لم يأتِ في إطار مشاريع مختلفة، بل أن المجزرتين هما حلقتان ضمن السلسة ذاتها، وهي سلسلة إجهاض حقوق المرأة، والاستمرار في العنف الممارس عليها منذ قرون، كما أن المجزرتين ارتكبتا بيد واحدة عملياً، فلا فرق بين طالبان وداعش من حيث الفكر المتطرف الإرهابي”.
وتابعت: “أمام هذا الواقع المأساوي المفروض على المرأة في كل اصقاع الأرض، يتحتم على نساء العالم كافة التكاتف، والوقوف صفاً واحداً في وجه هذا العنف الممارس للوصول إلى الحقوق المسلوبة للمرأة، ومن هنا جاءت أهمية الحملة التي أُطلقت، فالمرأة أينما وجدت هي كيان مستقل بذاته، لها حقوق معروفة في المجتمعات، وعلى الجميع صون هذه الحقوق”.
واختتمت المتحدثة باسم مؤتمر ستار في ناحية الدرباسية “فاطمة كلش” حديثها: “أن الطريق الوحيد لنيل حرية المرأة يمكن في تنظيمها وزيادة درجة وعيها، وعلى هذا الأساس فإن المطلوب من المرأة اليوم هو العمل الحثيث على تنظيم صفوفها، واحراز تقدم مستمر في الفكر التنويري الذي يُعرف المرأة بماهيتها ككيان، وهذا الفكر التنويري، يتجسد في فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي أولى قضية تحرر المرأة أهمية كبرى، وذلك استناداً لنظرته الثاقبة التي استطاع من خلالها وضع أساس متين لعلم المرأة، يمكن من خلاله للمرأة الوصول إلى حقوقها”.
الخيانة ضد المرأة
من جهتها، تحدثت لصحيفتنا الإدارية في لجنة التدريب في مؤتمر ستار بالدرباسية “بديعة عربو” حيث قالت: “من أهم العوامل التي لعبت دوراً سلبياً جداً في مجزرة شنكال، كانت الخيانة التي تعرض لها شعب شنكال، ولا سيما المرأة الإيزيدية، وذلك من خلال الهروب الجماعي للبيشمركة من شنكال دون إبداء أي مقاومة أو محاولة لصد هجمات مرتزقة داعش، هذا يعني بأن ما ارتكب في شنكال من مجازر، كان نتاج مؤامرة مدبرة مسبقاً، حيث أنه لم تُبدِ أي مقاومة في شنكال، وهذا ما أدى لاختطاف الآلاف من نساء شنكال، وكذلك استشهاد المئات من أبنائها وبناتها، أي أن ما حدث في شنكال كان بعيداً كل البعد عن الأخلاق، والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، ولابد من الإشارة إلى أن نهج الخيانة هذا لايزال مستمراً حتى يومنا هذا، وتدفع ثمنه نساؤنا المختطفات حتى اللحظة لدى داعش”.
وزادت: “أن نضالنا في سبيل حرية المرأة مستمر منذ عقود، وعلى الجهة الأخرى، فإن الظلم والعنف الممارسين بحق المرأة مستمران أيضاً، لذلك، فإن نضالنا في سبيل حرية المرأة سيبقى مستمراً، ما دامت الأسباب، التي تتطلب هذا النضال لاتزال مستمرة، هذه الأسباب التي تتمحور بالدرجة الأولى حول العقلية السلطوية الممارسة في منطقتنا منذ قرون، حيث تحول المرأة إلى “شيء” من الأشياء الذي يمتلكها الرجل، وهذا ما لا يمكن القبول به، وما يستدعي النضال الدؤوب والمتواصل حتى تنال المرأة حقوقها كاملة غير منقوصة، بغض النظر عن مكان تواجد تلك المرأة حول العالم”.
وأكملت: “أن نضال المرأة في اصقاع الأرض كافة، من شنكال إلى أفغانستان وغيرهما، هذا النضال هو الجواب الشافي، والرد المناسب لكل ما تتعرض له المرأة من تعذيب وعنف، لذلك، فإن نشاطاتنا مستمرة دائماً، حتى تُحقق المرأة حريتها المنشودة، بغض النظر عن جنسية هذه المرأة أو لونها أو عرقها، نضالنا هو نضال تحرر المرأة وسيبقى مستمراً حتى تحرر المرأة”.
وأنهت الإدارية في لجنة التدريب في مؤتمر ستار بالدرباسية “بديعة عربو” حديثها: “إن حرية المرأة تعني في الجوهر حرية المجتمع، لذلك، فإن نضالنا في سبيل حرية المرأة، هو في العمق نضال في سبيل حرية المجتمع، ليست المرأة الإيزيدية فحسب، وليست المرأة الكردستانية فحسب، وإنما تحرر المرأة على مستوى العالم، وهذا يؤسس للتخلص من هيمنة الدول الاستعمارية على الشعوب، وتفتح الطريق أمام تحرر الشعوب”.
