سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عدم هطول الأمطار فاقم وضع الفلاحين

محمد سعيد_

لم تكن أمطار شهر آذار سوى مسكن للخوف من الجفاف، وباعث للحياة في جسد الأمل الميت في نفوس الفلاحين اليائسة، وانتعاش لتلك النفوس على أمل الابتعاد ولو قليلاً عن خط الفقر المرعب ـ وإن كان غالبيتهم على تماس مباشر معه ـ أو الصعود عكساً لملامسته لمن هم دونه بكثير، وهذا كان يتوقف على أمطار شهر نيسان ـ  حيث استبشروا خيراً بأنه سيكون كالذي سبقه ـ إلا أن ذلك لم يحدث إلى الآن فعادت الأحوال كما كانت قبل أمطار آذار، لتدخل المزروعات في مرحلة حرجة تنذر بكارثة زراعية اجتماعية اقتصادية تنعكس سلباً على واقع المجتمع الذي لا يحتاج سوى لمزيد من الفقر والجوع لينهار، إذ أنه ليس بحاجة لمزيد من الأزمات التي تعصف به على غرار أزمة الغاز والمحروقات بشكلٍ عام، وأزمة الكهرباء والماء، وأزمة الخبز التي ظهرت مؤخراً بشكلٍ واضح ومقلق والتي ستتفاقم إذ لم تجود علينا السماء بغيثها والأرض بحملها، إذ أن شح القمح أدى لشح الطحين والخبز الذي يعتبر مادة لا يمكن التخلي عنها بأي شكل من الأشكال كون المائدة لا تكتمل بدونها.
 عدم هطول الأمطار إلى يومنا هذا أدى إلى خروج مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية من الإنتاج، إذ أن غالبية هذه المساحات تحولت إلى مراعٍ للماشية والتي ستكفيها على أكثر تقدير حتى نهاية شهر أيار مما سيعيدنا إلى أزمة العلف والنقص الحاد في الأعلاف والذي لم نتمكن من معالجته حتى لحظة كتابة مقالي هذا، إذ أن السماح للتجار باستيراد الأعلاف لم يكن إلا جزءاً من الحل وليس الحل كله، إذ أن الجرعات الإسعافية التي سيؤمنها التجار ستكون باهظة الثمن في حال توفيرها من قِبلهم، مما سيؤدي لاضطرار المربي إلى بيع ما تبقّى من ماشيته لإطعام القسم القليل المتبقي، وقد يضطر لبيع هذا القسم القليل أيضاً ليطعم نفسه وعائلته.
وتجدر الإشارة هنا إلى إن خطوة فتح السدود جاءت متأخرة جداً، ولكن لعل وعسى أن تساهم هذه الخطوة في إنقاذ ولو جزء يَسير من الأراضي الزراعية المزروعة بالمحاصيل الاقتصادية.