عبير حسن: ثورة روج آفا.. نقطة تحول في نضال المرأة

روناهي/ الدرباسية –

رأت عضوة منسقية مؤتمر ستار بناحية الدرباسية، عبير حسن، أن ثورة روج آفا شكلت نقطة تحول في نضال المرأة.

لا يزال العالم بشكل عام، والشرق الأوسط خاصة، يعيش في عقلية متحجرة تعود إلى القرون الوسطى في تعاملهم مع قضية المرأة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمحاولتها للتحرر من نير الذهنية الذكورية المسيطرة منذ الأزل.

كما أن أي حركة تعمل على تغيير هذه الإحداثيات المختلة أصلاً، تتعرض لوابل من الهجوم، ومن الانتقاد بحجة محاولتها الانقلاب على ما يُعرف بالعادات والتقاليد الاجتماعية.

إلا أن ثورة روج آفا، والتي تعدّ النموذج الرائد، والوحيد في الشرق الأوسط، أخذت على عاتقها مهمة تحرير المرأة من واقعها المظلم، كما أثبتت جدارتها في التصدي لكل محاولات التشويش الهادفة إلى إبعاد الثورة عن هذا الهدف، الذي يُعد أحد أهدافها. لذلك فقد أفسحت ثورة روج آفا حيزاً واسعاً للمرأة، تستطيع من خلاله أن تكسر الصورة النمطية المتشكلة حولها.

وللحديث أكثر عن دور المرأة في ثورة روج آفا، كان لصحيفتنا حديثا مع عضوة منسقية مؤتمر ستار بناحية الدرباسية، عبير حسن، والتي قالت: “يكتسب دور المرأة في ثورة روج آفا أهميته، أنه مكّن المرأة من التخلص من الذهنية الذكورية، والتي كانت تابعة بدورها للذهنية الاستعمارية المهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، حيث كان سائداً، أن دور المرأة ينحصر في الواجبات المنزلية وتربية الأطفال، وهذا الرأي كان قائما قبل ثورة روج آفا، حيث وصل بها الأمر إلى حرمانها من ممارسة رأيها داخل منزلها؛ وذلك بمنح الرجل حق الأمر والنهي في أمور المنزل كافة”.

عبير أضافت: “حتى بعض النسوة اللاتي كن يرفضن الظلم، كان يتم قمعهن بمختلف الأشكال، ومن ضمنها الضرب والتعذيب، وأبعد من ذلك، فإن المرأة التي كانت ترفض الظلم الاجتماعي، كانت تُنعت بشتى أنواع الوصف البذيء، حيث كان تُفرض عليها الطاعة، والانصياع مثل النسوة الخاضعات.”

مدرسة تحرر المرأة

عبير حسن تابعت حديثها: “على الرغم من كل ما سبق، ألا أن منطقة الشرق الأوسط شهدت تأسيس أول حركة تحررية للنساء، مثل وحدات المرأة الحرة في جبال كردستان، والتي تحولت فيما بعد إلى مدرسة لتحرر المرأة، ليس فقط المرأة الكردية، وإنما سائر نساء الشرق الأوسط، وهذا ما دفع بالكثير من نسوة المنطقة إلى الالتحاق بهذه الحركة، بسبب إيمانهن بها كحركة لتحريرهن من الظلم المطبق عليهن”.

تتويج نضال المرأة الحرة

عبير استطردت بالقول: “التاريخ النضالي لحركة المرأة الحرة، الذي كُتب في قمم جبال كردستان، توج في عام 2011، من خلال انطلاق ثورة روج آفا، والتي اتخذت من تلك الحركة أساساً لاستكمال دربها، وهذا الأساس مكنها من إعطاء المرأة دوراً مهماً في هذه الثورة، استطاعت المرأة من خلال هذا الدور أن تثبت نفسها في ميادين الحياة كافة، بدءا من التوظيف في الدوائر الخدمية، مروراً بأخذها دوراً رائداً في السلك الدبلوماسي، وصولاً إلى موقعها في الدفاع عن أرضها ضمن صفوف وحدات حماية المرأة، وخير مثال على ذلك، كوكبة الشهيدات اللاتي استشهدن دفاعاً عن ثورة روج آفا، كالشهيدة أفستا خابور، والشهيدة آرين ميركان، والشهيدة هفرين خلف، وغيرهن من الشهيدات اللاتي لولاهن، هن ورفيقاتهن ورفاقهن في النضال، لما وصلت ثورة روج آفا، إلى ما وصلت إليه اليوم”.

عبير حسن تابعت: “عدا عن النساء اللاتي استشهدن على أرض المعركة، فإن المرأة قدمت تضحيات جسيمة بأشكال أخرى، كاللواتي قدمن فلذات أكبادهن قرابين دفاعاً عن الأرض، حتى وصل عدد شهداء ثورة روج آفا إلى أكثر من اثني عشر ألف شهيد وشهيدة”.

واختتمت عضوة منسقية مؤتمر ستار بالدرباسية عبير حسن حديثها: “إننا في مؤتمر ستار، وكمنظمة معنية بشؤون المرأة في شمال وشرق سوريا، نسعى دائماً لتعريف نسوة شمال وشرق سوريا بحقيقتهن التي اكتشفها القائد عبد الله أوجلان، والقائمة على أن المرأة هي شريكة للرجل في تسيير أمور الحياة، وليست تابعاً له كما يروج البعض في يومنا هذا، وعلى هذا الأساس، ننُظم دورات فكرية وتوعوية لسائر نسوة شمال وشرق سوريا”.