سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عبد الهادي العبود: الانتخابات القادمة إرساء للديمقراطية وتحديد مستقبل الإقليم

منبج/ آزاد كردي – أكد عضو المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا، عبد الهادي العبود، أن الانتخابات البلدية القادمة، تُعد خطوة هامة نحو تعزيز مبادئ الديمقراطية، مشيراً، إلى أن المفوضية اتخذت التدابير اللازمة لضمان سير العملية الانتخابية بشفافية ونزاهة، داعياً الشعب للمشاركة واختيار الأشخاص الأكثر كفاءة وثقافة، لتمثيلهم وتقديم الخدمات للمواطنين.

سيتوجه الناخبون في إقليم شمال وشرق سوريا في الحادي عشر من حزيران المقبل إلى صناديق الاقتراع، للإدلاء بأصواتهم واختيار مرشحيهم، الذين يمثلونهم في البلديات، ويقدمون خدماتهم بمهنية وكفاءة.

وكانت المفوضية العليا للانتخابات؛ ناقشت قوائم مقدمي طلبات الترشح للانتخابات البلدية، والطعون، التي وردت بحقهم، حيث بلغ إجمالي عدد المرشحين في إقليم شمال وشرق سوريا 5331 مرشحا ومرشحة في مقاطعات الإقليم كافة، وضمت القوائم مرشحين مستقلين، وممثلي أحزاب، وقوى وتنظيمات نسائية.

وفي هذا الصدد، أجرت صحيفتنا، حواراً مع عضو المفوضية العليا للانتخابات، في إقليم شمال وشرق سوريا، عبد الهادي العبود، وجاء الحوار بما يلي:

ـ ما مدى تأثير الانتخابات البلدية المقبلة في تعزيز مبادئ الديمقراطية، وبناء النظام الديمقراطي في المنطقة؟

حقيقة بعد تأسيس الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، بعدة سنوات، كان لا بد من إرساء مبادئ وقيم الديمقراطية في المنطقة، وكان لا بد أن تكون هناك انتخابات، فتم تشكيل المفوضية العليا للانتخابات، التي مهمتها تنظيم الانتخابات في شمال وشرق سوريا، استناداً لميثاق العقد الاجتماعي، ومحكمة العقد الاجتماعي، عملاً بالخطوة الأولى لإرساء قيم الأمة الديمقراطية، وتبع هذا الأمر إعلان المفوضية العليا للانتخابات إجراء انتخاب للبلديات بتاريخ 11 حزيران لعام 2024. ولا شك أن هذه الانتخابات ستكون اللبنة الأولى للديمقراطية في شمال وشرق سوريا، وسيتبعها انتخابات على المستويات كافة من انتخابات المجالس المحلية إلى انتخابات مجالس الشعوب لمؤسسات الإدارة الذاتية كافة، لتكون الديمقراطية ممارسة بأفضل صورها.

ـ بعد إعلان المفوضية العليا للانتخابات؛ ما الأعمال التي قامت بها؟

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات موعد إجراء انتخابات البلديات في المرحلة الأولى في الحادي عشر من حزيران المقبل، ومن ثم قامت بتشكيل لجان المقاطعات، لتنظيم وتسيير هذه الانتخابات في كل مقاطعة على حدة، بعد ذلك، شكلت لجنة المقاطعات واللجان الفرعية في المدن والبلدات، وخلال هذه الفترة، أُقرَّت قوانينُ عدة من مجلس الشعوب الديمقراطي، لتنظيم العملية الانتخابية بشكل متكامل، منها؛ قانون انتخابات البلديات رقم (4)، وقانون اتحاد البلديات، وقانون التقسيمات الإدارية، الذي يحدد الوحدات الإدارية في كل مقاطعة.

ومنذ الإعلان عن الانتخابات، تم توزيع البطاقة الانتخابية، وجرى إعداد سجل الناخبين لمن تحق له المشاركة في الانتخابات، أما المرحلة الثانية فقد أعلنت فيها المفوضية العليا للانتخابات فتح باب الترشح لرئاسة البلديات، وأعضاء المجلس البلدي بالبداية مدة سبعة أيام، وتم تمديدها ثلاثة أيام أخرى، كي يتمكن المرشح من استكمال الأوراق المطلوبة للترشح.

وكانت شروط الترشح، أن يكون المرشح قد بلغ الثامنة عشرة، ويكون من أبناء مناطق الإدارة الذاتية أو مقيم فيها، وإقامته لا تقل عن خمس سنوات، وأن يكون كامل الأهلية القانونية، عقب ذلك صدر تعميم عن إمكانية البدء بالدعاية الانتخابية للمرشحين، حيث تستمر هذه الدعاية الانتخابية منذ صدور التعميم الخاص حتى اليوم، الذي يسبق الانتخابات في الساعة السادسة مساء.

 ـ هل بإمكانكم التحدث عن التدابير، التي اتخذتها المفوضية العليا للانتخابات في إقليم شمال وشرق سوريا، لضمان نجاح العملية الانتخابية؟ وماذا بشأن الدعوة، التي وجهت للمنظمات والمراقبين الدوليين لمراقبة سير الانتخابات؟

في الواقع وحرصاً من المفوضية العليا للانتخابات لضمان سير العملية الانتخابية بكل شفافية ونزاهة، نقوم بإعداد المراكز الانتخابية بالشكل الأمثل والمطلوب، وسيتوجه الناخبون إلى المراكز القريبة منهم، حتى لا يكلفهم جهداً في الوصول إلى المراكز الانتخابية بكل أريحية، للإدلاء بأصواتهم بكل شفافية وديمقراطية، أما فيما يتعلق بالمرشحين، فسيكون هناك وكلاء لهم على كل صندوق انتخابي، إضافة إلى لجنة الصندوق المؤلفة من ثلاثة أعضاء.

هذه اللجان ستعمل على مراقبة وكيل المرشح، بكل نزاهة ودقة ومن غير مواربة في العملية الانتخابية، ومن أجل ذلك وجهت المفوضية العليا للانتخابات، نداءً للمنظمات والمراقبين الدوليين، لحضور العملية الانتخابية ومراقبتها، للتأكد من أنها انتخابات حرة وديمقراطية وشفافة، حيث سيختار الشعب مرشحيهم، الذين سيقدمون لهم الخدمات المطلوبة وبكل حرية.

ـ كيف تم تحديد وتوزيع المراكز الانتخابية في مقاطعة منبج، لضمان سهولة وصول الناخبين إليها؟

بطبيعة الحال تم تحديد المراكز الانتخابية، بناء على مقترح رُفع من لجان المدن والبلدات، إلى لجنة المقاطعة بالمراكز الانتخابية، إذ ستكون المراكز قريبة من الناخبين في مقاطعة منبج، حيث تم تحديد المراكز الانتخابية، وعددها مبدئياً 161 مركزاً انتخابياً، منها 50 مركزاً في مقاطعة منبج، و30 مركزاً في مدينة أبو قلقل، و30 مركزاً في بلدة الحية، و25 مركزاً في مدينة المحترق، و15 مركزاً في بلدة الفارات، و11 مركزاً في تل حوذان.

ـ ما الألية التي اتبعتموها في تنظيم وتنسيق الأنشطة الدعائية للمرشحين، لضمان سير الخدمات العامة، وتجنب الازدحام في الأماكن؟

لابد من الإشارة أنه تم تبليغ المرشحين بشروط الدعاية الانتخابية، المنصوص عليها في قانون الانتخابات البلدية، فيُسمح للجان المقاطعة، ولجان المدن والبلدات، بتحديد الساحات والأماكن التي يُسمح للمرشحين ممارسة الدعاية فيها، ومن الواضح أن الأماكن المحظورة تشمل المؤسسات والهيئات، والطرق العامة، والمباني العامة، ودور العبادة، والأسواق الشعبية، حتى لا يتعطل تقديم الخدمات العامة، أو يحدث ازدحام في الأماكن العامة، التي يتواجد فيها المواطنون، فيحق للمرشحين ممارسة الدعاية الشفهية، وعقد اجتماعات جماهيرية بالتنسيق مع اللجان الفرعية، والمدن والبلدات والقوى الأمنية، ولكل مرشح الحق في القيام بالدعاية الانتخابية.

ـ هل تضمن المفوضية العليا للانتخابات نزاهة وشفافية العملية الانتخابية، من خلال تنظيم الدعاية الانتخابية، واستخدام الغرف السرية، وعملية عد وفرز الأصوات في المراكز الانتخابية؟

تنتهي الدعاية الانتخابية للمرشحين قبل يوم واحد من الانتخابات، في الساعة السادسة مساءً، وعلى هذا الأساس لا يحق للمرشح أو غيره أن يؤثر على إرادة الناخب، والغرفة السرية وُجدت لإدلاء الناخب بصوته بكل حرية وسرية، واختيار الشخص الذي يمثله دون أي ضغط من أي جهة، ولا يمكن أن تتدخل في ذلك لجان الصناديق، ولا وكلاء المرشحين، ولا أي جهة أخرى، وهذا دليل على أن العملية الانتخابية ستُجرَى في جو من الديمقراطية والحرية.

ومن خلال لجنة الصندوق تقوم عملية عدّ وفرز الأصوات، بحضور وكلاء المرشحين، في كل مركز انتخابي، وسيكون عد وفرز الأصوات في المركز الانتخابي نفسه، بتنظيم محضر بهذا الخصوص، بعد ذلك تنقل هذه المحاضر إلى لجان المدن والبلدات، ليتم جمع المحاضر كلها، ورفع مقترح بنتيجة الانتخابات إلى لجنة المقاطعة، التي هي المخولة بإعلان نتائج الانتخابات على مستوى كل مقاطعة.

ـ أيمكن لكم أن تخبرونا بقيام المفوضية العليا للانتخابات بحملات توعية للمواطنين في إقليم شمال وشرق سوريا، بخصوص حقهم في الانتخاب وأهمية مشاركتهم؟

دعت المفوضية العليا للانتخابات الشعوب كلها في الإقليم، للمشاركة في الانتخابات البلدية المقبلة، لاختيار الأشخاص الذين يمثلونهم في تقديم الخدمات لهم، وهذه الانتخابات مهمة للغاية لأنها تمس كل مواطن في إقليم شمال وشرق سوريا، وبشكل مباشر، ومن حقه الطبيعي أن يقوم بالتوجه للمراكز الانتخابية، لاختيار الشخص المناسب والأكثر كفاءة ومقدرة، بتقديم الخدمات المطلوبة، وعلينا أن نذكر أن هذه الانتخابات هي التجربة الأولى، لذا على المواطنين كافة بإقليم شمال وشرق سوريا، المشاركة الواسعة، لتحقيق الديمقراطية وتثبيتها في مناطق الإدارة الذاتية.

المفوضية العليا، وفي الأيام القادمة، ستتوجه إلى الجماهير وشعوب المنطقة الكرام، لتوعيتهم بممارسة حقهم في الانتخاب، والمشاركة فيها، وهناك ندوات جماهيرية لشرح آلية الإدلاء بالأصوات، وسير العملية الانتخابية، ونحن في المفوضية العليا للانتخابات، بإقليم شمال وشرق سوريا، نحض الجميع على ممارسة حقهم الانتخابي والإدلاء بأصواتهم، لأن في ذلك يكون مستقبل إقليم شمال وشرق سوريا.