سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عبدي: “لن ننجرّ وراء الفتنة التي يؤججها النظام السوري، ونسعى لفتح حوار جِدِّي حول المسائل المصيرية”

مركز الأخبار ـ أوضح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي أن النظام السوري يرفض الحلول والمبادرات كافة التي من شأنها التوصل إلى حل للأزمة السورية بطرق سياسية، وأشار إلى أن النظام السوري يسعى لبث الفتن العنصرية بين الشعبين الكردي والعربي من خلال خلق التوترات في المنطقة. وأكد قابليتهم للمشاركة بأي هيكلية أو جسم عسكري وطني سوري؛ يحقق الأهداف الوطنية السورية في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد.
فرضت قوات النظام السوري حصاراً خانقاً على مهجري عفرين في الشهباء، كما قامت بخلق التوترات والاستفزازات في كل من الحسكة وقامشلو، علاوة على رفضها الجلوس إلى طاولة الحوار مع مجلس سوريا الديمقراطية لحل الأزمة السورية، وحول هذه النقاط وكذلك الأوضاع في شمال وشرق سوريا عامة، انفردت  «صحيفة الشرق الأوسط»؛ في حديث لها مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي؛ وتوقفت صحيفتنا “روناهي” على بعض النقاط منها.
بخصوص حصار قوات سوريا الديمقراطية للمربع الأمني في الحسكة؛ قال عبدي: “نحن لم نفرض أي حصار على مدينة الحسكة، والحركة بين مناطقنا وتلك المتواجدة فيها قوات النظام لم تتوقف مطلقاً، في حين أن قوات النظام تفرض حصاراً ظالماً وغير مبرر على مناطق الشهباء التي يتواجد فيها مهجرو عفرين، وكذلك على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، حيث يمنع إدخال المواد الغذائية والمحروقات والمواد والمستلزمات الطبية إلى تلك المناطق، وحواجزه المنتشرة هناك تضيق على الأهالي وتحد من حركتهم. وحصل هذا الأمر بعد أن فشلت رهاناتهم على سقوط بلدة عين عيسى. لكنني أعتقد أن السبب يعود للذهنية الإقصائية للنظام التي تسعى للعودة بالبلاد إلى ما قبل عام 2011، فالاستفزازات والتوترات التي يخلقها في الحسكة وقامشلو ومحاولته خلق فتنة عربية ـ كردية، ما هي إلا للضغط على «الإدارة الذاتية» والعودة بعقارب الساعة إلى الوراء. نحن من جانبنا، نحاول تهدئة الأمور وعدم الانجرار وراء الفتنة التي يسعى النظام إلى تأجيجها، ونسعى لفتح حوار جدي حول المسائل المصيرية، ولا ندفع الأمور نحو التصعيد”.
وبصدد الحوار مع دمشق؛ أشار مظلوم عبدي إلى أن الحوار توقف نتيجة ذهنية النظام المتزمتة. وأضاف: “قبل أيام كان وفد من مجلس سوريا الديمقراطية في دمشق، لكنه عاد خالي الوفاض، فالنظام يرفض كافة الحلول والمبادرات التي من شأنها التوصل إلى حل للأزمة السورية بطرق سياسية، وقناعتنا أن هذا التعنت لن يجديه نفعاً”.
وتابع: “التفاهمات العسكرية رهن التفاهمات مع الجانب الروسي كطرف ضامن لها، لكنها لم تتطور إلى اتفاقات موسعة، نظراً لتهرب النظام السوري من التزاماته وعدم قبوله أي تنازلات تساهم في زرع الثقة بيننا مما يمهد الأرضية للانتقال من التفاهمات العسكرية إلى إطلاق حوار سياسي وطني جاد. ويقيننا أن أي تفاهم عسكري إن لم يقرن بتفاهم سياسي، ربما لن يدوم طويلاً، وهذا ما لا نتمناه أبداً”.
وحول فيما إذا كانت قسد مستعدة للمشاركة في مجلس عسكري سوري مشترك يضم قسد والنظام والمعارضة؛ قال عبدي: “نحن لا نعارض في المشاركة بأي هيكلية أو جسم عسكري وطني سوري، يحقق الأهداف الوطنية السورية في إعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد، ويحافظ على خصوصيتنا في قوات سوريا الديمقراطية، وألا يكون المجلس الجديد ذا صبغة قومية أو دينية أو مذهبية، بل يؤمن بالدفاع عن الوطن، ولا يكون خاضعاً لأجندات أطراف خارجية، وهذا ممكن إن توفرت الإرادة والعزيمة والنوايا الصادقة”.
وفيما يتعلق بوضع شمال وشرق سوريا في ظل الاتفاقات بين كل من روسيا وتركيا، وأمريكا وتركيا، ودمشق وقسد؛ قال عبدي: “نحن من نحافظ على حالة التوازن في المنطقة من خلال تعاملنا مع كافة الأطراف، فلا تعارض بينها، ولكلٍّ مساحة من التأثير والعمل. فالقوات الروسية وكذلك قوات النظام دخلت مناطقنا وفق مذكرة تفاهم بيننا. روسيا وقعت على اتفاق 23 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 مع تركيا، يُطلب منها الحفاظ على حالة وقف النار بين قواتنا وبين جيش الاحتلال التركي، وكذلك قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة. أما قوات النظام؛ فمنوط بها حماية الحدود السورية، بما يتفق ودورها في حفظ سيادة الدولة السورية”.
 وحول الوجود الأمريكي في سوريا قال: “إن الوجود الأميركي في سوريا مرهون بعاملين: الأول، القضاء على الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار إلى مناطق شمال وشرقي سوريا. الثاني، مرتبط بحل الأزمة السورية وفق قرارات الأمم المتحدة، ومن ثم المشاركة في إعادة إعمار سوريا.
وأكد القائد العام في قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في ختام الحديث: “أبوابنا مفتوحة لكل القوى التي تؤمن بميثاق «قوات سوريا الديمقراطية» وأهدافها وتلتزم بنظامها الداخلي، والدفاع عن مناطقنا ضد كل القوى التي تسعى للنيل منها، وليس لديها أهداف تتعارض مع مبادئ الأخوة والعيش المشترك”.