سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عباس عمر: مستمرون بفعالياتنا في أوروبا والعالم حتى تحرير القائد عبد الله أوجلان

منبج/ آزاد كردي –

قال السياسي عباس عمر، إن الحملة العالمية لحرية القائد عبد الله أوجلان، تستمر بالعديد من الأنشطة والفعاليات في الدول الأوروبية والعالم، موضحاً أن هناك تفاعلاً مع الحملة من الجاليات العربية في أوروبا، مؤكداً أن الشعوب الحرة ماضية بتحقيق أهداف الحملة وكسر العزلة وإطلاق سراح القائد عبد الله أوجلان.
انطلقت في العاشر من تشرين الأول من عام 2023، حملة عالمية تحت شعار “الحرية للقائد عبد الله أوجلان، الحل السياسي للقضية الكردية”، في 74 مركزاً حول العالم، وفي إطار الحملة أقيمت نشاطات عديدة، ومسيرات، ومظاهرات، واحتجاجات، وفعاليات إضراب عن الطعام، وندوات، وورش عمل، ومؤتمرات، ومبادرات لقراءة كتب القائد عبد الله أوجلان، حول العالم، في قارات آسيا، وأوروبا، وأمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية، وأفريقيا، ذلك كله من أجل لعب دور لرفع العزلة المشددة عن القائد عبد الله أوجلان.
وفي السياق ذاته، أجرت صحيفتنا حواراً مع السياسي، من سويسرا، عباس عمر، وفيما يلي نص الحوار:
ـ ما النشاطات، التي نظمتها الحملة العالمية لحرية القائد عبد الله أوجلان في الدول الأوروبية؟
من أهم النشاطات، التي نظمتها الحملة العالمية لحرية القائد عبد الله أوجلان، في العديد من الدول الأوروبية، تشكيل لجان في كل دولة أوروبية، وفي كل مدينة أو مقاطعة من أجل القيام بواجبها حيال قضية القائد عبد الله أوجلان، وفي كل بلد أوروبي، تم تشكيل لجان مختصة بتنظيم المظاهرات والفعاليات، سواء كانت محلية أو خارج البلد المعني، فمثلاً، في سويسرا حيث نتواجد نحن، هناك لجان في سبع مقاطعات تتابع قضية القائد عبد الله أوجلان، سواء عن طريق لقاءاتها مع الأحزاب، أو الشخصيات، أو المحامين، أو السياسيين، والنشاط الآخر هو حملة التواقيع المستمرة، وأيضاً حملة إرسال رسائل للجهات المعنية وإلى إيمرالي.
منذ عام 2012 هناك لجان، واعتصامات، ومتابعات، أمام المحكمة الأوروبية في فرنسا، وخاصة في ستراسبورغ، نحن ومنذ عام 2014 من المشاركين في هذه الحملات ولغاية اليوم، والمساعي، التي تبذل تأتي لتؤكد إظهار مدى فاشية دولة الاحتلال التركي، في فرض عزلة قاسية على القائد عبد الله أوجلان، وهذه العزلة ليس لها مثيل في التاريخ، فأي سجين سياسي له حقوق يجب أن يتمتع بها، بينما القائد عبد الله أوجلان محروم من كامل حقوقه منذ اختطافه، وحتى يومنا هذا.
ـ كيف تُقيّم الحملة فكر القائد عبد الله أوجلان، وتأثيره على المجتمعات الأوروبية؟
في الحقيقة، هناك تأثير، ولكن ليس بالشكل الذي نتمناه، رغم هذه الفعاليات والنشاطات، التي تقام من أجل إيصال فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان للعالم الحر، وهناك من تأثر بشكل ملفت بفكره وفلسفته، ونحن نحاول بشتى الوسائل نشر هذا الفكر، بين المجتمعات الأوروبية، وأيضا نحضهم على إدانة الجرائم والانتهاكات، التي ترتكبها دولة الاحتلال التركي، إلا أن المجتمع الأوروبي دائماً يغض النظر عن جرائم دولة الاحتلال رغم أن مئات النشاطات والفعاليات تتم أسبوعياً، أو شهرياً، أو حتى في المناسبات، التي تم اعتقال القائد عبد الله أوجلان فيها، سواء بإرسال رسائل شفهية، أو عن طريق المظاهرات والنشاطات، التي نقيمها، لكن التجاوب دائماً دون المستوى المطلوب؛ لأن اللوبي التركي له دور في مفاصل العديد من الدول الأوروبية.
ـ هل هناك تفاعل بين الحملة العالمية، والجاليات السورية والعربية في أوروبا، لدعم قضية القائد عبد الله أوجلان، وكيف يتم التنسيق بين هذه الجهود؟
فيما يتعلق بالتفاعل مع الحملة يتم من خلال التواصل مع الجاليات السورية، والعربية، في أوروبا، وهناك محاولات من خلال التواصل مع الشخصيات، وكلها لم ترتقِ إلى مستوى العلاقات مع الدول، أو مع السفارات، أو مع القنصليات الموجودة في أوروبا، دائماً ما تبدو التعاملات على مستوى شخصيات أدبية، أو فكرية، أو سياسية، أو مجتمعية أو حقوقية، لكن هناك جهود في هذا الإطار يتطلب التنسيق لإيصال الفكرة إلى هؤلاء، والقيام بما يتوجب القيام به، ويجب أن ترتقي هذه الجهود إلى المستوى المطلوب، الذي يتناسب مع حجم القضية الكردية، وفضية العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان.
 -الانتهاكات التي يتعرض لها القائد عبد الله أوجلان في المعتقل، كيف يتم توثيقها ونشرها ضمن الحملة؟
بصدد الانتهاكات، التي يتعرض لها القائد عبد الله أوجلان، في المعتقل، فهي لا تعد ولا تحصى، فمنذ عام 2017 هناك عزلة مشددة، وقبل أكثر من ثلاثة أعوام لم تستطع العائلة ولا المحامون اللقاء به، وهو منفصل عن العالم الخارجي تماماً، ولا أحد يعلم عنه وعن صحته أي شيء.
القائد يخضع لعزلة لا يمكن تصورها، وتم توثيق ذلك في العديد من النشاطات، التي قام بها مناصرو القائد عبد الله أوجلان، وكما نوهت سابقاً، قمنا بالعديد من الفعاليات، والمظاهرات والاعتصامات في ستراسبورغ، وبلجيكا، وأمام البرلمان الأوروبي، وبرلين، وجنيف، ومن خلالها أرسلت ملفات إلى الدول، والمنظمات، والهيئات، والشخصيات، وعلى الرغم من ذلك كله، لم تصلنا أية معلومات حتى اليوم عما يجري في سجن إيمرالي.
 ـ كيف كان صدى الحملة في أوروبا، وماذا بشأن الفعاليات الجديدة للتضامن مع قضية القائد عبد الله أوجلان؟
الحملة قائمة منذ عام 2012، حيث تنصب خيم الاعتصام أمام المحكمة الأوروبية في ستراسبورغ، وفي بلجيكا، وأمام البرلمان الأوروبي، وأمام محكمة دوسلدورف، ومحكمة كولن، وفي عموم أوروبا، وبرلين، وجنيف.
هناك تطور ملحوظ من حيث التضامن الحقوقي، من الشخصيات العديدة من الحقوقيين، وهي تشاركنا في إرسال الرسائل، وأيضاً ساهمت في إرسال وفود من لجنة مناهضة التعذيب الأوروبية، الذين زاروا مراراً دولة الاحتلال التركي وسجونها، لكن دون جدوى، وفي آخر زيارة لهم لتركيا لم يتمكنوا من الذهاب إلى إيمرالي، تحت حجج واهية لا أساس لها من الصحة.
ـ الحملة في مرحلتها الثانية، فما الخطط والبرامج التي أعدتها للتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا؟
تتخذ الحملة مجموعة من الخطط والتدابير للتعامل مع الانتهاكات، التي تحدث في تركيا، فهي دائماً تنحصر في الدبلوماسية المجتمعية والشخصيات، والأحزاب اليسارية، أو حزب الخضر في أوروبا، تستمع لآرائنا لكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً، لأن القرار الأوروبي يعتمد على المصالح بينها وبين دولة الاحتلال التركي، ولذلك، لا يقومون بما يتطلب منهم على الصعيد الإنساني، أو السياسي، أو حتى على صعيد التضامن مع قضية الشعب الكردستاني، حول الانتهاكات، التي تجري بحقه، أما فيما يتعلق بالدبلوماسية المجتمعية فهي وصلت إلى مستويات مقبولة، وهناك شخصيات حقوقية، ودكاترة، وبروفيسور، وأساتذة جامعات، وغيرهم من الشخصيات المهمة، وهو يتضامنون مع قضية القائد عبد الله أوجلان، وذلك نتيجة هذا التواصل المستمر معهم.
ـ ما دور الإعلام في دعم الحملة وفضح الانتهاكات، التي يتعرض لها القائد عبد الله أوجلان، من الفاشية التركية؟
في الحقيقة نحن نعاني دائماً من هذه المشكلة، لأن الإعلام في أوروبا لا يقوم بدوره المناسب حيال كل ما يحدث؛ لأن العاملين في هذا المجال، غير مختصين بالعمل الإعلامي، ولا يملكون خبرات وشهادات إعلامية، والناحية الأخرى هي عدم وجود إمكانات وأدوات للتعامل مع هذه الأوضاع، ونشر الحقائق في وقتها، لذلك لا يستطيع الإعلام القيام بدوره اللازم والهام، بما يتناسب مع قضية القائد عبد الله أوجلان، والسعي لحل القضية الكردية.
ـ تم توجيه العديد من الرسائل، إلى الحكومات الأوروبية والمؤسسات الدولية الحقوقية المعنية بشأن قضية القائد عبد الله أوجلان، ما فحوى تلك الرسائل؟
نعم تم توجيه العديد من الرسائل إلى الدول والحكومات الأوروبية، وأيضا إلى المنظمات الحقوقية المعنية، طالبنا فيها بالقيام بواجباتهم، والعمل على تجسيد الديمقراطية، التي ينادون بها، لا سيما فيما يتعلق بقضية القائد عبد الله أوجلان وحقوق الإنسان، هناك عشرات الآلاف من الأسرى والسجناء لدى دولة الاحتلال التركي، والأوروبيون يعلمون ماذا يجري داخل تلك السجون، لكن، كما قلت الأوروبيون دائما تهمهم مصالحهم أكثر من أي شيء آخر، فمثلاً صدر قبل أيام قليلة بحق السياسي الكردي صلاح الدين ديميرتاش حكماً مدة 42 عاماً، رغم مناشدات المحكمة الأوروبية بإطلاق سراحه.
إلا أن دولة الاحتلال التركي، لا تمتثل إلى القرارات الدولية، ولا لقرارات المحكمة الأوروبية، ولا إلى قضية حقوق الإنسان؛ لأنها تعلم بأن تلك القرارات التي تصدر غير ملزمة، ومن هنا ندعو الدول الأوروبية والمنظمات الحقوقية، للتعامل بجدية مع قضية القائد عبد الله أوجلان، والضغط على تركيا لكسر العزلة المشددة وتحرير القائد عبد الله أوجلان.