عام على الاحتلال والانتهاكات مستمرة بحق أهالي عفرين

تحقيق/ شيار كرزيلي –

بعد مرور عام على احتلال عفرين من قبل جيش الاحتلال التركي؛ شهدت المقاطعة حالة أمنية سيئة، حيث انتشرت الفوضى في جميع أصقاع المقاطعة، ففي الآونة الأخيرة كثُرت عمليات السرقة والنهب والسطو المسلح على منازل المدنيين، وكثُرت عمليات القتل واختطاف الأشخاص مقابل الفدية.

غصن الزيتون وما رافقها من تدمير

 لم يكن هدف المحتل التركي توسيع الرقعة الجغرافية فحسب؛ بل ضرب المشروع الديمقراطي كما سعت لمحو الهوية الثقافية والإرث الحضاري، عن طريق تدمير وقصف من قبل طائراتها على المواقع الأثرية والمزارات والسعي لسرقة الآثار التي يتم سوقها إلى تركيا من قبل مرتزقة جيش الاحتلال التركي؛ لمحو وتدمير ونهب كل ما له طابع كردي ثقافي وتاريخي. ومن جانب آخر قامت بالقصف على المدارس، حيث تم تدمير العديد من المدارس، إمعاناً في العودة إلى عصور الجهل والفقر في المنطقة.

تحويل المؤسسات التعليمية إلى سجون ومراكز عسكرية

الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي لفيدرالية شمال وشرق سوريا هدية يوسف تحدثت لصحيفتنا قائلة: “مرَّ عام على احتلال عفرين، احتلال تم باتفاقية روسية إيرانية تركية وسورية وكان الهدف من الاحتلال هو إخراج أهالي الغوطة وضواحي الشام وتسليم تلك المناطق للنظام السوري، وكانت ضحية تلك المؤامرة هي عفرين، وقد قامت روسيا بعدة اتفاقيات مع تركيا وقد كانت الغاية منها المصالح المشتركة التي تجمعهم، فهدف سوريا هو تنظيف الجنوب من المسلحين وبخاصة الغوطة ودمشق وكان الهدف الروسي هو التقوية من نفوذها السياسي في الساحة السورية والضغط على أطراف المعارضة الديمقراطية للرضوخ لأجندة دمشق كما إن الهدف التركي ظاهر للعيان، وهو النيل من المشروع الديمقراطي الذي يقوده الكرد ومكونات الشمال السوري، فقامت روسيا من أجل تحسين علاقاتها مع تركيا وكي تجعل العلاقات التركية الأمريكية في حالة عدم استقرار؛ أعطت الضوء الأخضر للمحتل التركي لاحتلال عفرين. وفي المقابل قام الكرد بمقاومة استمرت لمدة 58 يوماً لم يشهد التاريخ مثيلاً لها، حيث سطّرت العديد من ملاحم البطولة.

 وقدّم أهالي عفرين المئات من الشهداء كي يمنعوا الاحتلال من دخولها. لكن؛ صمت الأمم المتحدة والمؤامرة المشتركة التركية الروسية الإيرانية السورية سمحت للمحتل التركي احتلال عفرين وإبادة الشعب الكردي والتغيير الديمغرافي والثقافي الذي يهدف إلى محو الهوية الكردية، كما قام بتهجير مئات الآلاف من أهالي المقاطعة، وهنالك الانتهاكات لحقوق الإنسان تحدث في عفرين بشكل يومي، كما يتم تدمير للإرث الثقافي والمعالم الأثرية ويقوم الاحتلال ومرتزقته باغتصاب النساء والاعتداء عليهن ويضرب جميع القوانين بعرض الحائط. ونحن بدورنا نستنكر الموقف المخزي للأمم المتحدة وروسيا من هذا الاحتلال وندعوهم للقيام بدورهم الواقع على عاتقهم للضغط على المحتل التركي من أجل خروجه من عفرين”.

 فعاليات مُندّدة بالاحتلال

المظاهرات والفعاليات الرافضة للاحتلال لم تتوقف، ومجمل الفعاليات التي يقوم بها فئات ومكونات الشعب كافة؛ تعبّر عن موقفهم من هذا الاحتلال ورفضه بكل الأشكال، حيث قاموا بالمطالبة من روسيا بأن تقوم بتغير موقفها تجاه هذا الاحتلال وتقوم بدور فعّال من أجل تحرير عفرين ولكي تُصحّح من الخطأ التاريخي الذي أوقعت نفسها فيه، كما تم تسليم مطالب الشعب كرسالة خطية للقيادة الروسية في الشهباء من أجل إيصالها إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. 

وتحدثت الرئيسة المشتركة لمجلس عفرين بناحية تل رفعت أمينة عثمان قائلة: “نحن كمجلس عفرين بتل رفعت نقوم بتوثيق العديد من حالات الاعتداءات من قبل المرتزقة على النساء اللواتي ينزحن قسراً؛ بسبب الانتهاكات التي تحدث بحقهن وتعرضهن للتعذيب والسجن والقتل”.

 وأكدت أمينة عثمان بأن الناشطة الحقوقية العضوة في منصة الحقوقيين السوريين للدفاع عن عفرين أفين حاج حمو قامت بتوثيق 50 حالة خطف للمرأة ، و55 حالة اغتصاب وأضافت: “ولا ننسى كيف قام مرتزقة المحتل التركي بالتمثيل بجسد الشهيدة بارين كوباني التي أصبحت رمزاً للمرأة وهنالك العديد من النساء تم سجنهن من قبل المحتل التركي وهن لا زلن مسجونات، وهنالك العديد من الأطفال يعانون من أمراض نفسية جرّاء الحرب والمشاهد القاسية ويقوم الهلال الأحمر ولجنة الدعم النفسي بالتعاون معهم من أجل معالجتهم”.

وأشارت أمينة إلى أن دولة الاحتلال التركي تنتهك القوانين وهي الداعم الرئيسي للإرهاب في العالم فنهالك العديد من المرتزقة الذين يتواجدون في عفرين لهم صلة بداعش، فداعش هو الذي قام بسرقة الآثار وتدميرها في الموصل وتركيا قامت بتدمير الآثار وسرقتها في عفرين، وبريطانيا وفرنسا أيضاً قاموا باستعمار دول المنطقة، وأضافت: “ونحن لا نبرر ذلك للاستعمار لكن إن قمنا بمقارنة تركيا مع تلك الدول، فسنرى بأن ذلك الاستعمار لم يدمر الأوابد الأثرية والبنى التحتية للدول التي تم استعمارها، بل قام بإعمارها. لكن؛ المحتل التركي قام بتدمير الآثار والتغير الديمغرافي ومحاربة الثقافة واللغة وقيامها بتدريب الشباب على الجريمة والإرهاب ودعمهم فهي التي غذّت الإرهاب وقدمت لها الدعم اللوجستي من أجل تدمير المشروع الديمقراطي المقام في الشمال السوري”.

 الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي مُطالبان بالتحرك

 وحول الصمت الدولي المريب والتقصير المتعمد فيما يخص مسألة عفرين؛ أكدت الرئيسة المشتركة لبلدية تل رفعت زينب سليمان: “نحن كسائر أبناء الشعب في عفرين نطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي القيام بواجبهم الأخلاقي تجاه قضية احتلال عفرين ويتوجب عليهم إدانة تركيا بأسرع وقت ممكن وإخراج الاحتلال من عفرين”، وأضافت: “الدولتان الوحيدتان اللتان تغض الأمم المتحدة أبصارها عنهما هما تركيا وإسرائيل فنحن نرفض الاحتلال ونريد الرجوع إلى أرضنا أرض آبائنا وأجدادنا”.

وكذلك حدثنا المواطن رشيد خليل قائلاً: “نحن أهالي عفرين ندين ونستنكر الاحتلال التركي لعفرين الذي يقوم بسرقة ونهب الأهالي العزل وإجبارهم على دفع الجزية والتشارك على محصولهم من الزيتون وإرساله إلى الأسواق التركية التي تقوم بتصدير ثروات عفرين إلى الدول الأوروبية، كما يقومون  بسرقة وسلب آثار المنطقة، حيث بلغ عدد القطع المسروقة أكثر من 16 ألف قطعة اثرية ونتوجه بنداء إلى منظمة اليونيسكو من أجل الحد من هذه السرقات، ومعاقبة الجهات التي تقوم بذلك، كما نتوجه بنداء إلى الأمم المتحدة والعالم ونقول لهم هل تقبلون بأن تقوم تركيا باحتلال أرضكم، أو مدينة من مدنكم أو قرية واحدة من قراكم، لِما تغضون الأبصار عنا؟، فقد بلغ عدد المُهجّرين من عفرين مئات الألوف؛ فأين أنتم من هذا الإجرام، ألستم من تدعون بأن داعش والنصرة إرهاب، أما ترون تركيا هي من تأوي وتسلح هذا الإرهاب؟؟”.