ميديا غانم –
يُعتبر عام 2018م، عام المرأة الذي تميز بالإنجازات الهائلة على مستوى تحرر المرأة فكرياً، والاقتداء بنهج حر ساهم في تحريرها من القيود لتبدأ مسيرة حياتها بالشكل الصحيح وتحرر غيرها من النساء وهو نهج الأمة الديمقراطية الذي يساهم في توحيد المرأة وإعلاء صوتها.
منذ انطلاق ثورة روج آفا والشمال السوري، والذي كانت لبنته الأساسية المرأة، وكان أساساً لثورة المرأة الحرة؛ خطت المرأة في الشمال السوري خطوات فعالة نحو الحرية والديمقراطية ضمن هذه الثورة، إلا إنها وضمن عام 2018م، بدأت عملياً بممارسة حريتها في جميع مناحي الحياة، وأضفت لونها ورونقها الخاص ضمن كافة المؤسسات والهيئات والإدارات، وباستقبالها للعام الجديد 2019م، أكدت بأنها الريادية، وإنها استطاعت إثبات نفسها، واستطاعت خلق نهجها الخاص بها.
عدالة المرأة بانت بشكل أميز
إن العدالة عِبر التاريخ عُرِفَت باسم المرأة، لأن المرأة أم ومشاعرها دائماً يقظة، فالمرأة دائماً تفكر بطريقة عادلة في جميع القضايا، ورمز العدالة هي المرأة، وهي التي تُمثل جميع القيم العادلة، فهي كالسيف القاطع فيما يخص العدالة المجتمعية، ومن أجل إحراز تقدم في الجانب العدلي، علينا أن نصل إلى تلك المرحلة التي كانت فيها المرأة رمزاً للقيادة، والعدالة.
وخلال عام 2018م، انطلقت فعاليات الكونفرانس الثاني لمجلس عدالة المرأة تحت شعار “المرأة خلاقة العدالة، لنضمن العدالة ونرتقي بها” في رميلان، والذي أكد على إن المرأة وبجدارة أثبتت بأنها خلاقة للعدالة، ودعا الكونفرانس إلى تكريس الجهود من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، وتمثيل إدارة المرأة في كافة المؤسسات.
وضمن مجلس عدالة المرأة؛ تشكلت لجان الادعاء والتحقيق والتي باتت منتشرةً في جميع أرجاء الجزيرة، بالإضافة إلى إنه يضم /42/ قاضية و/8 / عضوات في مجلس العدالة الاجتماعية، كما تتخذ هذه العضوات مكانها في هيئة العدل، حيث لعبن دوراً هاماً في تنظيم العدالة الاجتماعية ابتداءً من الرئاسة المشتركة وإدارة التفتيش القضائي، وإدارة لجان التحقيق وإدارة هيئات التنفيذ وإدارة لجان الصلح والعدالة.
ويذكر بأن المجلس قام مؤخراً بتكثيف التدريب في أكاديميات العدالة في كل من قامشلو وتل معروف باللغتين الكردية والعربية، ويعتمد على نظام التقييم في مجلس العدالة لغاية إشراك المجتمع في اتخاذ القرار المناسب بحق الجاني في جرائم القتل وغيرها التي تمس كرامة المرأة.
لون آخر من المناهضة ضد العنف![]()
تناهض المرأة في كل عام العنف ضد ذاتها ولكن هذا العام تميز بشكل جديد وهو مناهضته من كل شعوب مناطق الشمال والشرق السوري وخاصة في المناطق المحررة.
ناهضت المرأة في الشمال السوري العنف بكافة أشكاله، وقامت بحملات توعية واسعة تضمنت نشر البروشورات وتوزيعها في كافة المناطق، وعمدت الهيئات والمؤسسات المعنية بشؤون المرأة في روج آفا والشمال السوري؛ بعقد العديد من الاجتماعات والندوات لتعريف المرأة بحقوقها، وحثها على ضرورة مناهضة العنف الممارس بحقها.
منذ بداية الأزمة في سوريا لعبت تركيا دوراً سلبياً، فكانت جارة السوء التي احتضنت ودربت التنظيمات الإرهابية، حيث قامت الدولة التركية باحتلال مناطق واسعة من سوريا كإعزاز وجرابلس والباب وعفرين، وارتكبت فيها الكثير من الجرائم اللاإنسانية، وعمدت بالأخص إلى كسر إرادة وعزيمة المرأة، ففي المناطق التي احتلتها الدولة التركية ومرتزقتها، شاهدنا ونشاهد كل يوم الكثير من العنف الممارس بحق المرأة من قِبلهم، من اغتصاب وقتل وخطف، وكل ذلك للنيل من إرادة المرأة، كما حصل في مدينة جرابلس في الحادثة الممنهجة بحق رشا بسيس، وما زال هذا العنف يُمارس بحق المرأة، مثل اختطاف العديد من النساء في عفرين المحتلة، ونشاهد العالم لا يحرك ساكناً.
ولكن كل ذلك عكس سلباً على مخططات وآمال المحتل ومرتزقته بكسر عزيمة المرأة الحرة، فهذه الحوادث تزيد النساء في المناطق المحررة من شمال وشرق سوريا قوةً في المضي أكثر في طريق تحرير المرأة، ومناهضة العنف كل يوم، لأن نساء المناطق المحررة وخلال الثورة في روج آفا والشمال السوري؛ انتفضن في وجه الظلم والعنف الممارس بحقهن، وباتت المرأة القيادية والرئيسة، ولعبت دوراً ريادياً ضمن كافة الهيئات والمؤسسات.
وها هي المرأة العربية في المناطق المحررة مؤخراً، وبعد العنف والظلم الذي عانته نتيجة لاحتلال مرتزقة داعش لمناطقهن، تأكد على أن المرأة وبعد التحرير قادرة على تنظيم نفسها، وخطت خطوات مهمة، وبوحدة صفوفها تمكنت إلى حدٍ كبير مواجهة العنف والحد منه.
افتتاح قرية “جن وار” بداية لنهاية العنف
