عامٌ حزين لكرة القدم النسائية في إقليم الجزيرة والإنجازات تتوالى في دمشق

قامشلو/ جوان محمد-

مرَّ عام كامل ولم نشهد أيّة بطولة لكرة القدم للسيدات في إقليم الجزيرة، بينما لاعبات نوادي الإقليم سطّرنَ التاريخ بإبداعهن وتفوقهن في دمشق في الدوري السوري بنسخته الأولى والثانية.

في إقليم الجزيرة وبعد وصول عدد النوادي إلى تسعة نوادي في العام 2019، ظن الجميع بأن هذه الخطوة ستفعل أكثر كرة القدم النسائية في إقليم الجزيرة، ولكن حصل العكس تماماً لعدة أسباب، وهي توقيف النشاطات الرياضية لثلاث مرات في هذا العام بسبب جائحة كورونا وتطبيق الحظر الكلي في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، وبنفس الوقت لم تصرف المستحقات المالية للاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة الذي لم يقدم بدوره هذا العام إلا القليل لبعض الرياضات النسائية، ولكن كرة القدم للسيدات بقيت بدون دعم وبطولات وكان عام حزين بالفعل.

أما الأندية فهي الأخرى لم تعيل الاهتمام المطلوب لفرقها النسائية لكرة القدم ولذلك لم يبقَ من أصل تسعة نوادي غير: قامشلو ـ أهلي عامودا ـ جودي ـ فدنك ـ قنديل، أما باقي الأندية لم يعود لها ظهور على الساحة وخاصةً سيدات نادي الاسايش اللواتي حققن العام المنصرم لقب الدوري وكل ذلك حصل كما ذكرنا بسبب عدم الدعم المطلوب من الاتحاد الرياضي الذي لم يصله الدعم بالأصل حتى يمنحه لنواديه، وتوقف النشاطات الرياضية بسبب كورونا وغياب اهتمام الأندية بهذه الفرق وصب كل اهتمامها لكرة القدم الرجالية فقط، وباقي الألعاب النسائية والرجالية فردية أو جماعية معظم الأندية تهملها بسبب لعبة كرة القدم كما ذكرنا.

بادرة… هل تُبصِر النور؟

صحيفة روناهي أطلقت بادرة واجتمعت مع مؤتمر ستار وهيئة المرأة بغية إقامة اجتماع يضم كلاً من النوادي المفعلة لديها الفرق النسائية لكرة القدم ومكتب المرأة في الاتحاد الرياضي وهيئة المرأة، والنقاشات  جارية مع بعض النوادي وننتظر تحديد موقف لإقامة عام متفق من الجميع على النقاط التي سوف تتضمنها الاجتماعات ليعقد هذا الاجتماع في الفترة القادمة هذا لو رست الأمور واستطعنا القيام بهذه الخطوة بحيث هناك نقاشات بخصوص آلية الحصول على ميزانية مخصصة للرياضة النسائية وتقديم الدعم المعنوي أكثر لرياضة كرة القدم النسائية وكافة الرياضات الأخرى ولكن انعقاد هذا الاجتماع لم يتأكد حتى الآن، وطبعاً في الوسط الرياضي لا شيء يأتي بالسهل، لأن العقبات أكثر من الخطوات المشجعة لأي بادرة خير تطفو على السطح وأكبر دليل استثمار مباراة لكرة القدم بين ناديي قنديل وأهلي عامودا على ملعب شهداء الثاني عشر من آذار بقامشلو وإقامة دوري على الملاعب الكبيرة بدلاً من دوري السباعيات الذي يقام كل عام منذ العام 2017، ولكن الفكرة سرقة وإقامة النظام دوري في العام الماضي والانتهاء من مرحلة الذهاب من الدوري الجديد.

عام الإنجازات

لاعبات إقليم الجزيرة من نوادي قامشلو وأهلي عامودا وجودي وفدنك والأسايش اجتمعن بدمشق ومثلنَ للموسم 2019 ـ 2020، سيدات عامودا وحققن لقب أول دوري في سوريا على الملاعب المكشوفة بعد منافسة مثيرة مع نوادي سورية أخرى، ولكن رغم كل الظروف الصعبة وقتها للنادي أثبتن بأنهن بطلات ويستحقنَ اللقب بجدارة، بحيث نادي عامودا استطاع تصدّر الدوري مع منافسة قوية مع ناديي حمص وشرطة حماة، وكان الترتيب النهائي على الشكل التالي وبدوره منح سيدات عامودا تدوين التاريخ بفوزهن بلقب أول بطولة لكرة القدم للسيدات بسوريا على الملاعب المكشوفة:

1ـ نادي عامودا 28 نقطة.

2ـ نادي محافظة حمص 23 نقطة.

3ـ نادي شرطة حماة 23 نقطة.

4ـ نادي العربي 20 نقطة.

5ـ نادي محافظة دمشق 12 نقطة.

6ـ نادي جرمانا 10 نقاط.

7ـ نادي عمال السّويداء نقطتان.

لا يجوز النّظر بدونية أو بأنّها قضية صغيرة إحراز هذه الألقاب، لأن مراحل وظروف نادي عامودا وقتها كانت صعبةً جداً، من هجمات دولة الاحتلال التّركي على شمال وشرق سوريا في شهر تشرين الأول من العام 2019، والتي كانت تتزامن مع مرحلة الذهاب للدوري، بحيث كنَّ اللاعبات يلعبن وبيوت أهاليهن تُقصف من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقته ممن يسمون بالجيش الوطني السوري، ولكنهن تابعنَ المسير حتى وصلن للهدف، وهذا غير ظروف السفر والانتظار في مطار قامشلو لساعات، ولعب ست مباريات في ظرف 14 يوم.

أيضاً كانت التجربة الأولى من نوعها لسيدات إقليم الجزيرة على الملاعب المكشوفة والكبيرة واللعب لمدة ساعة ونصف أي مباراة كاملة، عكس ما كان يحصل في دوريات سابقة في سوريا وفي إقليم الجزيرة واللعب ضمن الملاعب المُغلقة ولمدة عشرين أو خمس وعشرين دقيقة.

وكانت فكرة الملاعب الكبيرة بدأت من إقليم الجزيرة في العام الماضي بمباراة بين سيدات ناديي أهلي عامودا وقنديل، ولكن تم إهمال الفكرة من الاتحاد الرياضي وبعض الأندية ولتنجح في دوري تابع للحكومة السورية.

قطف ثِمار سنوات من التّعب

وتبعها سيدات الخابور بفوزهن ببطولة الناشئات بالدوري السوري هذا العام ولكن الإنجاز الهام الحالي للخابور يكمن بتصدرهن لمرحلة الذهاب من الدوري السوري لكرة القدم للسيدات وبفارق اللعب النظيف عن سيدات حمص، وذلك برصيد 18 نقطة، وحافظن سيدات الخابور على سجلهن خالياً من الهزائم ورغم فارق السن للاعبات والظروف المحيطة بالنادي وقلة الدعم ولكن لاعبات الخابور حققن الإنجاز وتصدرنَ مرحلة الذهاب.

 وبنفس الوقت قدمنَ سيدات عامودا بطلات النسخة السابقة أداءً مميزاً وخاصةً في المباريات الأخيرة لهن في الدوري وأذقنَ سيدات حمص الخسارة الأولى في الدوري ومن ثم عدن سيدات الخابور وحققن الفوز على سيدات حمص واقتنصن الصدارة وكل ذلك يأتي بفضل إدارات الأندية في إقليم الجزيرة والتي فعّلت الكرة النسائية لديها وإرادة وتصميم اللاعبات على الوصول للقمم ولا ننسى الاتحاد الرياضي بالإقليم الذي يقدم الدعم بحسب الإمكانيات المتوفرة وقام برعاية بطولات رسمية من العام 2017 في إقليم الجزيرة لكرة القدم للسيدات وهي على الشكل التالي: ـ أهلي عامودا بطل كأس السوبر لمرتين 2017 ـ 2018 ـ قامشلو بطل الدوري لمرتين، 2017 ـ 2018، وبطل الكأس أيضاً لمرتين 2018 ـ 2019، الاسايش بطل الدوري لعام 2019.

بطولات في العام القادم

بعد عام حزين لسيدات إقليم الجزيرة على صعيد كرة القدم بخصوص عدم إقامة أي دوري لهن في الإقليم، وتشتت لاعبات بعض النوادي وعلى الواقع لم يبقَ غير بعض الأندية مفعلة لديها كرة القدم النسائية، وبحسب مكتب الرياضة الأنثوية بالاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة بأنه هناك بطولات قادمة في العام الجديد لكرة القدم للسيدات، ولكن تبقى النقطة الأهم هل سوف تُصرف المستحقات المالية للاتحاد؟ وهو بدوره سوف يدعم النوادي في إقليم الجزيرة ممن لديهم فرق نسائية لكرة القدم، وخاصةً بعد تحقيق لاعبات هذه النوادي الإنجازات على صعيد سوريا.