سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عالِمُ الرياضيات السوري جودة الهاشمي (1887 – 1955)

صفحات منسية إعداد/مريم الخوري-

 لعل الكثيرين منا لم يسمع بالمربي الفاضل الأستاذ جودة الهاشمي، وهو الاسم الذي عرف به، واسمه في الحقيقة أحمد الحسني الجزائري، وهو جزائري الأصل من مواليد 1887 ميلادية ومن العباقرة في مجال التربية والتعليم.
التحق في سن مبكرة بكتاب الشيخ سعيد الشريف الذي كان يعادل المدرسة الابتدائية، وظهر تفوقه، فاصطحبه أستاذه مع عدد من الطلاب المتفوقين إلى إسطنبول وهناك خصص بمقعد داخلي في دار الشفقة عام 1899. كان يومئذ في الثانية عشرة من العمر، ليعرف بين أقرانه بأحمد جودة لتفوقه ونبوغه. ولذلك أوفدته الدولة العثمانية إلى فرنسا ليكمل دراسته الجامعية في الرياضيات التي تحصل فيها على الليسانس عام 1913.
سيرته المهنية
عاد الهاشمي إلى إسطنبول ومنها إلى دمشق، وذلك رغم كل المغريات التي عرضت عليه لتدريس الرياضيات في إسطنبول. ومن ثم عينته في بيروت في مدرسة المقاصد الخيرية ودرّس فيها سنة، ثم نقلته إلى القدس ليعمل في المدرسة الصلاحية.
بعد خروج العثمانيين من سوريا عام 1918، عاد إلى دمشق وعُيّن أستاذاً للعلوم الرياضية في مكتب عنبر ثم مديراً له. سعى لدى الدولة السورية من أجل إنشاء مدرسة نموذجية ثانوية، فأنشأ مدرسة التجهيز الأولى، التي أسندت إليه إدارتها، إضافة إلى تدريسه الرياضيات فيها. وهي الثانوية الكبرى، التي أطلق عليها اسمه بعد رحيله عام 1955، ولا تزال تحمل اسمه في قلب العاصمة دمشق.
مهام ومناصب أسندت للهاشمي
أسندت للهاشمي مناصب عدة، منها مدير التعليم الابتدائي، ومدير للتعليم الثانوي، ثم أميناً عاماً لوزارة المعارف، وأحيل بعد ذلك إلى التقاعد، بعد أن بلغ السن القانونية. وتكريماً لعطاءاته منح وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى عام 1949.
نتاجه ومساهماته في التعليم
قام الهاشمي بتأليف عدد من الكتب في الرياضيات بكل فروعها، ووقف في وجه محاولة تدريسها بالفرنسية وتعاون في ذلك مع عدد من الأساتذة، وأخذ على عاتقه ما يتعلق بالرياضيات. وقد انصرف إلى دراسة الاصطلاحات التي استعملها العرب في العصور القديمة، فاستقى منها ما استطاع، وعرّب ما استحدث فيما بعد من تعابير. وأصدر سلسلة من كتب الرياضيات لكل الصفوف الثانوية، فكانت كتبه نواة لكتب الرياضيات التي صدرت فيما بعد.
 عرف جودة الهاشمي بمواقفه النبيلة والمشرفة أثناء الثورة السورية عام 1925، وكذلك  كانت مواقفه القومية والوطنية على الدوام وكان من المساهمين في تأسيس جمعية الدفاع عن المغرب العربي. كما قام بتأسيس جمعية خيرية لمساعدة النازحين من الأقطار العربية، أطلق عليها اسم جمعية المقاصد الخيرية المغربية عام 1928.