عادت الحياة لمنطقة الكرامة بسواعد شبابها

تعود الحياة تدريجياً إلى منطقة الكرامة، بعد تحريرها من مرتزقة داعش، وتشهد نشاطاً في إعادة الإعمار منذ تأسيس الفعاليات الشعبية والمؤسسات المدنية.

تقع منطقة الكرامة في الطرف الشرقي لمدينة الرقة على الضفة الشمالية لنهر الفرات، تمتد رقعتها الجغرافية على طول نهر الفرات بمسافة 70 كم، يتوسطها الطريق الدولي الواصل بين مدينتي الرقة ودير الزور، وصولاً إلى مدينة الموصل العراقية.

وتتكون من ثلاث بلدات “الحمرات، الجديدات، والحوس”، وسكانها هم من أبناء عشيرة العفادلة (البريج)، ولها صيت بين العشائر في مدينة الرقة، معروفة بكرمها وحسن الضيافة، بالإضافة إلى أبناء العشائر الأخرى النازحة إلى المنطقة.

يعتمد الأهالي في الدرجة الأولى على الزراعة نظراً لوفرة المياه ووقوعها على ضفة نهر الفرات، وتزرع حقول وبساتين المنطقة بالمحاصيل “الحبوب، القطن، الذرة، الشوندر السكري والخضروات”، وتليها في المرتبة الثانية تربية الماشية، إلا أنها تراجعت، بسبب زيادة مصاريف تربيتها، كما تقدم قطاع تربية الدواجن بشكل ملحوظ، لقلة تكاليفها وسرعة عملية تسويق منتجاتها من اللحوم والبيض.

شارك أبناء منطقة الكرامة في الحراك الشعبي السلمي عام 2012م، إلا أن المنطقة فيما بعد وقعت تحت سيطرة مرتزقة الجيش الحر في 20 كانون الثاني 2013م، أعقبه سيطرة مرتزقة داعش في نهايات 2014م.

تعرض الأهالي طيلة فترة سيطرة مرتزقتي داعش والجيش الحر إلى عمليات القتل والخطف والتعذيب والسرقة، مما أدى إلى نزوح قسم منهم إلى المناطق الآمنة.

عملية التحرير

بعد إطلاق قوات سوريا الديمقراطية حملة غضب الفرات لتحرير مدينة الرقة “عاصمة الخلافة المزعومة” من مرتزقة داعش، تمكن مقاتلو ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية من تحرير منطقة الكرامة في 18 آذار 2017م، بعد هجومها على مرتزقة داعش من ثلاثة محاور.

وأثناء عملية التحرير تمكن مقاتلو ومقاتلات (قسد)، من تجنيب المدنيين الذين استخدمتهم مرتزقة داعش كدروع بشرية من المعارك، كما شارك أبناء المنطقة إلى جانبهم في معارك تحرير المنطقة من مرتزقة داعش.

وافتتح مجلس سوريا الديمقراطية آنذاك مخيم الكرامة بالقرب من جبل المناخر في 21 آذار 2017م، لاستقبال المدنيين هناك، حيث مكث الأهالي في المخيم مدة سبعة أشهر، وبعد تأمين المنطقة وتنظيفها من مخلفات داعش وإزالة الفرق الهندسية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية للألغام، عاد الأهالي من جديد إلى منازلهم.

إعادة الحياة إليها

بدأ الأهالي بعملية إعادة إعمار المنطقة من جديد في 5 آب 2017م، ونظفت المنطقة من الركام والسواتر الترابية التي بناها مرتزقة داعش قبيل عملية التحرير، وشكل مجلس الكرامة الغربي والشرقي، مجلس الحمرات شرقي وغربي، مجلس الحوس، لإدارة الشؤون المدنية للأهالي، وإلى جانب ذلك شكل بلدية الشعب في المنطقة للوقوف على تقديم الخدمات للأهالي، وكما شكل مجلس الكرامة المدني وديوان العدالة الاجتماعية وافتتح دار المرأة ومركز الشبيبة ومكتب التربية والتعليم ومكتب الزراعة، تلاه عملية افتتاح أبواب المدارس أمام الأطفال والطلبة بعد أعوام من حرمانهم من تلقي الدروس.

ويقول الرئيس المشترك لبلدية الشعب في الكرامة خالد الخمري لوكالة هاوار: “رغم قلة الإمكانات استطعنا أن نعيد إعمار المنطقة بسواعد شبابها، نعمل على إعطاء جمالية لمنطقتنا، فاليوم يتابع الأهالي حياتهم اليومية، الفلاح يذهب إلى بستانه، والموظف يذهب إلى وظيفته والأطفال إلى مدارسهم”.

وبالنسبة إلى المشكلات والقضايا الاجتماعية يقوم ديوان العدالة الاجتماعية ولجنة الصلح، بفض الخلاف حسب العادات والتقاليد الاجتماعية المتداولة في المنطقة، وذلك بحل الخلاف بالتراضي بين الطرفين.

الأمن والأمان

بعد تحرير المنطقة على أيدي مقاتلي ومقاتلات قوات سوريا الديمقراطية، شكل فيما بعد جهاز الأمن الداخلي للحفاظ على أمن وسلامة الأهالي فيها، كما شكل قسم الترافيك (المرور) لمراقبة السير والتخفيف من الحوادث المرورية، وساهم جهاز الأمن الداخلي بشكل إيجابي في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة منذ تحريرها من مرتزقة داعش.

ويشير الإداري في قوى الأمن الداخلي بمنطقة الكرامة محمد البرجس أنهم يعملون على مدار الـ 24 ساعة، للحفاظ على أمن وسلامة الأهالي.