سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

عائقان رئيسيان أمام وصول النساء إلى سوق العمل بتونس

25 في المائة من المستجوبين يرون أن نقص فرص العمل عن بعد يعيق وصول المرأة إلى سوق العمل.
يمثل نقص فرص العمل عن بعد، وضعف خدمات رعاية الأطفال عائقين رئيسيين لوصول النساء إلى سوق العمل، وفق دراسة أجرتها شبكة البحث والاستطلاع الأفريقية “أفروباروميتر” (شبكة بحثية مستقلة) بالتعاون مع مؤسسة استطلاعات الرأي التونسية، “وان تو وان” حول المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، والصحة الجنسية والإنجابية في تونس.
وأظهرت نتائج الدراسة، التي نُشرت، أن من بين عينة وطنية تمثيلية مكونة من 1200 بالغ تونسي، تمت مقابلتهم بين 25 شباط و11 آذار 2024، يرى 25 في المائة من المستجوبين أن نقص فرص العمل عن بعد، أو المرن يعيق وصول المرأة إلى سوق العمل، فيما يرى 18 في المائة من المستجوبين أن نقص خدمات رعاية الأطفال يمثل عائقاً أمامهن لتقلد الوظائف.
ويعتقد عشرة في المائة من المستجوبين أنه من غير المقبول اجتماعياً أن تعمل النساء خارج حدود المنزل، في حين يعتقد تسعة في المائة منهم أن أرباب العمل، يفضلون توظيف الرجال في سوق العمل، وفق الدراسة.
وأفاد المدير العام الشريك المؤسس لشركة “وان تو وان” للاستطلاعات، يوسف المؤدب، بأن أكثر من نصف المستجوبين في الدراسة (54 في المائة) يفضلون توظيف الرجال على النساء، عندما تكون فرص العمل نادرة. وأشار إلى أن 49 في المائة من النساء، اللاتي تمت مقابلتهن يعتقدن أيضاً أنه يجب تفضيل الرجال في مثل هذه الظروف. من ناحية أخرى أكد المتحدث نفسه أن معظم المستجوبين (96 في المائة) يقولون، أن الفتيات “نادرا” ما يمنعن من الذهاب إلى المدرسة بسبب تفضيل عائلاتهن تعليم الأولاد.
كما أن هناك مناطق في تونس لا يكاد يوجد فيها أي عمل للنساء. على سبيل المثال في الخول، وهي قرية يبلغ عدد سكانها حوالي 200 نسمة، في المنطقة الجبلية القاحلة جنوب غرب القيروان، يتحمل الرجال المسؤولية الأكبر في الزراعة، وتساعد النساء في الحصاد فقط. وعلى الرغم من أنهن يرغبن في العمل أكثر، إلا أنهن لا يجدن ما يكفي للقيام بذلك. ويعود ذلك إلى قلة المحاصيل بسبب ندرة المياه في منطقتهن.
ووفق الدراسة ذاتها، لدى النساء فرص أكبر من الرجال للوصول إلى مستوى التعليم ما بعد الثانوي (23 في المائة نساء مقابل 17 في المائة رجال)، لكنهن أكثر عدداً من الذين لم يتلقوا أي تعليم على الإطلاق (13 في المائة نساء مقابل تسعة في المائة رجال).
والكثير من النساء في تونس متعلمات تعليماً جيداً؛ لأنهن يتمتعن فرص عمل للالتحاق بالمدارس مثل الرجال. ويعتمد نظام المدارس التونسية على النموذج الفرنسي. كما أن عدد خريجات المدارس الثانوية الحاصلات على شهادة بتقدير جيد جداً مرتفع. بالإضافة إلى ذلك، تتخلف النساء بشكل كبير عن الرجال فيما يتعلق بامتلاك الأجهزة الإلكترونية على غرار الهاتف المحمول (88 في المائة نساء مقابل 91 في المائة رجال) والتلفاز (81 في المائة نساء مقابل 90 في المائة)، كما تتقلص لديهن فرص امتلاك حساب بنكي (25 في المائة نساء مقابل 41 في المائة رجال)، وسيارة أو دراجة نارية (24 في المائة نساء مقابل 52 في المائة رجال). وعموماً تحظى النساء في تونس بقدر من الحقوق يفوق ما تحظى به قريناتهن في بلدان عربية أخرى.
وكالات