سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ظاهرة التدخين بين الأطفال واليافعين.. مشكلة صحية واجتماعية خطيرة

الحسكة/ آية محمد ـ

أوضح الدكتور “محمود فتوح”، بأنّ انتشار التدخين بين الأطفال واليافعين مشكلة صحية واجتماعية خطيرة تستدعي الاهتمام والحد من استفحال هذه الظاهرة بين الفئات المجتمعية.
 من الظواهر السلبية التي انتشرت في مجتمعاتنا “ظاهرة التدخين”، كانتشار النار في الهشيم، ولم تسلم فئة الأطفال واليافعين والمراهقين من هذه الآفة الكبيرة، والتي تعد الفئة الحساسة في المجتمع، بسبب ضعف بنيتهم الجسدية والنفسية.
وفي السياق؛ تحدث الدكتور “محمد فتوح“، من حلب، لصحيفتنا “روناهي”: “تعدُّ ظاهرة انتشار التدخين بين الأطفال واليافعين، ظاهرة خطيرة تستحق الاهتمام والتفكير الجاد من قبل المجتمع، فهذا الاتجاه المقلق يلقي الضوء على تحديات اجتماعية وصحية تستدعي التحقيق الدائم واتخاذ إجراءات فعالة لمواجهتها”.
أسباب انتشار التدخين بين الأطفال واليافعين
وعن أسباب انتشار ظاهرة التدخين بين الأطفال واليافعين قال فتوح: “هناك العديد من الأسباب والدوافع التي تدفع الأطفال والمراهقين لتعلم التدخين، ومنها تقليد الكبار، فمن أكثر الأسباب التي تؤدي إلى انتشار التدخين بين اليافعين والأطفال سعيهم لتقليد آبائهم، أو أحد أقاربهم المدخنين، وكذلك الرفقة السيئة للأطفال واليافعين سبب من أسباب انحرافهم عن السلوك السوي بتشجيعهم على اقتراف العادات الذميمة ومن بينها عادة التدخين السيئة”.
وتابع: “كما وأن غياب الرقابة على بائعي التبغ سبب لانتشار هذه الظاهرة، فبعض الدول لا توجد فيها تشريعات صارمة تفرض رقابة على سلوكيات الأطفال واليافعين في المجتمع، وهذا يؤدي بلا شك إلى سهولة حصول الأطفال واليافعين على المواد الممنوعة والمضرة كالتبغ وغيره”.
وزاد فتوح: “ناهيك عن المشاكل الأسرية التي تؤدي إلى الطلاق وتدمير الأسرة، وما ينتج عنه من انحراف الأطفال واليافعين وسلوكهم منهجاً غير سوي في الحياة، فضلاً عن عدم وجود حملات توعية حقيقية للأطفال واليافعين بخطورة التدخين وأضراره”.
 أضرار التدخين 
وتتكون السجائر من العديد من المواد الكيميائية مثل “النيكوتين”، والتي تعدُّ سماً قاتلاً يدخل إلى الرئة، فيما يتسبب بالعديد من الأضرار، التي تؤثر على حياة المراهق على المدى البعيد، كزيادة فرصة الإصابة بأمراض القلب، وزيادة فرصة الإصابة بالسكتات الدماغية، وحدوث مشاكل الرئة والتي تصل للإصابة بتلف الرئة، بالإضافة إلى التعرض بشكل كبير للإصابة بسرطان الرئة وسرطان الدم، والإصابة بمشاكل في العين، كما ويسبب تسوس الأسنان، الإصابة بمشاكل مختلفة في اللثة ، ناهيك عن ضعف المناعة والتعرض بشكل كبير للإصابة بالأمراض، والتعرض لخطر الإصابة بمرض السكر، وأمراض هشاشة العظام، والإصابة بقرح المعدة، الإصابة بأمراض الشيخوخة المبكرة، يصعب من ممارسة الأنشطة والتمارين الرياضية، والإصابة بسوء التغذية، لعدم امتصاص العناصر الغذائية بشكل سليم، وفقاً لفتوح.
السجائر الإلكترونية وتأثيرها على المراهقين
وانتشرت في الآونة الأخيرة السجائر الإلكترونية، وبشكل كبير وملحوظ بين المراهقين، لاعتقادهم بأن لها مظهراً جذاباً، وبأنها أقل ضرراً من السجائر العادية، ولكن لا صحة لهذا الاعتقاد، على الرغم من عدم احتوائها على مادة التبغ، فهي تتكون أيضاً من مكونات تؤثر على الصحة بشكل كبير وتهدد الحياة، حيث تحتوي السيجارة الإلكترونية على بطارية كاملة مليئة بمادة النيكوتين المسرطنة، والتي تحتوي على المواد الكيميائية المضرة بالرئة والصحة، وتحتوي أيضاً على سائل من النكهات المتحولة إلى بخار يدخل إلى الرئة عند استنشاقه.
وفي السياق أكد فتوح، أن السجائر الإلكترونية تحتوي على العديد من المواد الكيميائية التي تؤثر على حياة وصحة المراهقين بأضرار خطيرة، كزيادة فرص الإصابة بأمراض الرئة، وأمراض القلب الوعائية، كما تسبب أمراض الحساسية مثل “الربو”.
علاج ظاهرة التدخين بين الأطفال واليافعين
 ولمعرفة أسباب انتشار هذه الظاهرة وعلاجها، ذكر فتوح بعض السبل لعلاج هذه الظاهرة المدمرة للمجتمع بجميع مكوناته، ومنها:
ـ دور الأسرة في مراقبة سلوك أبنائهم الأطفال والمراهقين من أهم الخطوط الدفاعية في مواجهة تدخين الأطفال، فلا بدّ من توفير الدعم المعنوي، ومنحهم الحب والعطف والرعاية، فلا يكفي الدعم المادي فقط، ومن حق الأهل أيضاً التعرف على الأصدقاء الذين يرافقون أبناءهم، فالصديق الجيد يؤثر إيجابياً على السلوك، أمّا إذا كان الرفيق سيئاً فلا بدّ من ردع الأبناء وتوجيههم بعدم مرافقة رفاق السوء تجنبا للعواقب الوخيمة التي تؤثر سلباً على حياتهم.
ـ تقرب الأهل من الأطفال والمراهقين والوقوف على مشاكلهم والابتعاد عن الضغوط النفسية التي قد تؤرقهم.
ـ توعية الأطفال والمراهقين بخطورة التدخين، وأنه من العادات السيئة التي تضر بالصحة.
وأردف: “وإلى جانب ذلك، يتطلب التصدي لهذه الظاهرة تكامل الجهود بين القطاعين الصحي والتربوي، فيجب على المؤسسات التعليمية أن تكون مركزا للتوعية حول مخاطر التدخين، وينبغي تضمين مكونات تثقيفية في المناهج الدراسية بشكل مستمر، بالإضافة لتشجيع الأنشطة الرياضية والثقافية التي تعزز نمط حياة صحي بعيداً عن عادة التدخين”.
وفي الختام، أكد الدكتور “محمد فتوح” من حلب، يكمن النجاح في مواجهة هذه الظاهرة بالتعاون بين التوعية المدرسية والتدخلات الاجتماعية، فحماية الأجيال من آثار التدخين تتطلب التفاهم بين كافة أطراف المجتمع، والالتزام بتحقيق مستقبل صحي ومستدام للمجتمع بأسره.